الأمير هاري يمد غصن الزيتون للعائلة الملكية بعرض جديد لإزالة الخلافات

في خطوة تظهر رغبته الجادة في المصالحة، عرض الأمير هاري، دوق ساسكس، مشاركة تقويم أنشطته ومواعيده الشخصية مع أفراد العائلة الملكية البريطانية، في محاولة "لإزالة أي تضارب" بين ارتباطاته وارتباطات العائلة الملكية، بما يتيح الترتيب للقاء يجمعه بالملك تشارلز الثالث وأفراد العائلة.
وبحسب ما نقلته صحيفة ديلي ميل البريطانية، فإن هذه اللفتة جاءت كمبادرة مباشرة من الأمير هاري، 40 عاما، في محاولة لإعادة بناء العلاقات المتوترة مع والده الملك، وشقيقه ولي العهد الأمير ويليام، وزوجته كيت ميدلتون، أميرة ويلز، خاصة بعد القطيعة التى بدأت منذ مغادرته الحياة الملكية عام 2020.
وذكرت الصحيفة أن "غصن الزيتون" الذي قدمه الأمير هاري يشمل أيضا التنسيق مع قصر باكنجهام وقصر كنسينجتون لتفادي أي تعارض بين ظهوره العلني وارتباطات كبار أفراد العائلة الملكية، وذلك بعد حدوث تضارب سابق في التوقيتات.
وكان من بين تلك المواقف، زيارة الأمير هاري إلى أنجولا مؤخرا ضمن أنشطة مؤسسته الخيرية "هالو تراست"، والتي تزامنت مع إصدار صورة رسمية بمناسبة عيد ميلاد الملكة كاميلا، ما أثار جدلا فى وسائل الإعلام البريطانية.
وقال مصدر مقرب من العائلة المالكة للصحيفة: "لقد تبنّى الأمير هاري تفكيرىا جديدا.. التركيز الآن منصب على تهدئة الأوضاع مع العائلة والتقدم نحو علاقة أكثر استقرارًا"، وتأتي هذه المبادرة بعد تقارير أكدت أن مساعدين من فريق دوق ودوقة ساسكس التقوا مؤخرا بمسؤول رفيع في جهاز الاتصال الملكي بلندن، في خطوة وصفت بأنها بداية لإعادة بناء الجسور مع المؤسسة الملكية.
الأمير هاري يزور أنجولا لدعم جهود إزالة الألغام
زار الأمير هاري، دوق ساسكس، دولة أنجولا يوم الثلاثاء برفقة منظمة خيرية تعمل على إزالة الألغام الأرضية، مكررا بذلك الزيارة الشهيرة التي قامت بها والدته الأميرة الراحلة ديانا عام 1997.
وتحدث الأمير هاري، بصفته راعيا لجمعية "هالو تراست" المعنية بإزالة الألغام، اليوم الأربعاء إلى عائلات في قرية نائية قرب أكبر حقل ألغام في أفريقيا، وفقا لما ذكرته وكالة الأنباء البريطانية (بي أيه ميديا).
وأفادت الوكالة بأن هاري قدم نصائح للأطفال في قرية كويتو كوانافالي حول كيفية تجنب تفجير الألغام، قائلا لهم باللغة البرتغالية: "توقفوا، وعودوا وأخبروا الأكبر منكم سنا".

وكان دوق ساسكس يسلط الضوء على خطر الذخائر في أنجولا، الدولة ذاتها التي زارتها الأميرة ديانا، أميرة ويلز، في عام 1997 لحث العالم على حظر هذه الأسلحة.
وأفادت منظمة هالو ترست، وهي منظمة متخصصة في إزالة الألغام من مناطق النزاع السابقة، أن هاري التقى الرئيس الأنجولي جواو لورينسو يوم الثلاثاء في مستهل زيارته.
وزارت الأميرة ديانا أنجولا مع هالو ترست في يناير 1997، قبل سبعة أشهر فقط من وفاتها في حادث سيارة في باريس. وتُظهر الصور الشهيرة من تلك الزيارة ديانا وهي ترتدي معدات حماية وتسير في حقل ألغام نشط خلال هدنة في الحرب الأهلية الطويلة التي عصفت بأنجولا.
وساعدت حملتها في حشد الدعم الدولي لمعاهدة حظر الألغام الأرضية التي تم التوقيع عليها في وقت لاحق من العام نفسه.
وهذه ليست المرة الأولى التي يسير فيها هاري على خطى والدته في دعم أعمال منظمة هالو ترست، إذ زار أنجولا أيضا عام 2019 ضمن مشروع لإزالة الألغام. وأفادت وسائل إعلام بريطانية بأن هاري قام برحلته الحالية إلى أنجولا من دون زوجته ميجان، دوقة ساسكس.
وقال الرئيس التنفيذي لهالو ترست، جيمس كوان، في بيان يوم الثلاثاء، إنه التقى هاري والرئيس لورينسو لمناقشة جهود إزالة الألغام المستمرة في أنجولا، وشكر الرئيس على دعمه لهذه الجهود.
وشهدت أنجولا حربا أهلية استمرت 27 عاما (1975 - 2002) تخللتها فترات سلام هشة وقصيرة.
وتقول منظمة هالو ترست إن التقديرات تشير إلى أن حوالي 80 ألف أنجولي قُتلوا أو أُصيبوا بسبب الألغام الأرضية خلال الحرب وبعد انتهائها، رغم عدم توفر أرقام دقيقة. كما أوضحت المنظمة أن أكثر من ألف حقل ألغام، تغطي مساحة تقدر بنحو 67 كيلومترا مربعا، كان ينبعي إزالتها بحلول نهاية عام 2024.
وكانت أنجولا قد حددت هدفا يتمثل في إعلانها دولة خالية من الألغام بحلول عام 2025.