مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

مفاوضات الدوحة في مأزق.. 3 قضايا تُعرقل التهدئة بغزة

نشر
غزة
غزة

تُواجه مفاوضات وقف إطلاق النار في «قطاع غزة»، التي تُجرى بوساطة قطرية ومصرية وأمريكية في الدوحة، تعثّرًا ملحوظًا، في ظل استمرار الخلافات حول ثلاث نقاط رئيسية تُعدّ حجر عثرة أمام أي اختراق سياسي مُحتمل.

خلافات تُهدد مسار التهدئة

وتُواصل مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة، التي تُعقد في العاصمة القطرية «الدوحة»، تعثّرها وسط تباينات حادّة بين الأطراف المعنية. وبحسب مصادر مطّلعة، فإن (3) نقاط خلافية أساسية ما زالت تُعيق إحراز أي تقدّم ملموس في المسار التفاوضي، ما يُبقي آمال التهدئة رهينة لمزيد من الجولات والضغوط الدولية.

وفي هذا الصدد، وصفت مصادر أمنية إسرائيلية، الرد الذي قدمته حركة «حماس» للوسطاء بشأن مقترح وقف إطلاق النار وصفقة تبادل الأسرى بأنه «غير كاف على الإطلاق» وسط فجوات تُعيق التوصل إلى اتفاق نهائي.

وبحسب مصادر مطلعة، فقد جرى إطلاع كبار مسؤولي الاستخبارات الإسرائيلية على مضمون الرد، ونقلت النقاط الجوهرية إلى المستويات السياسية والعسكرية.

وأبرز نقاط الخلاف تشمل مطالبة حماس بانسحاب إسرائيلي أوسع من معظم المناطق التي أعادت إسرائيل احتلالها منذ مارس الماضي، إضافة إلى المطالبة بإطلاق عدد كبير من الأسرى، بينهم من يعرفون بـ«الأسرى الثقيلين».

شكوك حماس تُعرقل التهدئة

وأحد أبرز نقاط التوتر يتعلق بمسألة الضمانات لإنهاء الحرب. ووفقًا للرد، أعربت «حماس» عن عدم ثقتها بالالتزامات الأمريكية، مُشيرة إلى أن الرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب»، قد لا يُمارس الضغط الكافي على رئيس الوزراء الإسرائيلي، «بنيامين نتنياهو»، عندما يحين وقت إنهاء العمليات العسكرية.

وقال مصدر دبلوماسي رفيع من إحدى الدول الوسيطة: إن الالتزامات الأمريكية قُدمت شفويًا ولم تُدرج رسميًا في نص الاتفاق، باستثناء إشارة عامة في نهايته، مُضيفًا أن واشنطن وعدت بجعل وقف إطلاق النار المؤقت، الذي يمتد لـ(60) يومًا، اتفاقًا دائمًا، يتضمن انسحابا كاملاً للجيش الإسرائيلي من قطاع غزة، إلا أن هذه الوعود لم تُوثّق كتابيًا، ما يُعزز شكوك حماس.

أسرى بارزون في صُلب شروط حماس

وفي محور تبادل الأسرى، تُطالب حماس بالإفراج عن عدد كبير من الأسرى الفلسطينيين، بما في ذلك شخصيات بارزة تعتبرها إسرائيل «خطيرة»، وترى الحركة أن إطلاق سراحهم التزام غير قابل للتفاوض، خاصة أن زعيمها في غزة، «يحيى السنوار»، قطع وعودًا بإطلاق سراحهم شخصيًا.

ووفقًا لمصادر أمنية، لم تُطرح بعد قائمة الأسماء النهائية، إلا أن نقاشات سابقة بين الأطراف تطرقت إلى ما يُعرف بـ«المفاتيح»، أي إمكانية منح إسرائيل حق النقض (الفيتو) على أسماء معينة. وهو ما يعني أن الخلاف ليس فقط على عدد الأسرى بل على هويتهم أيضًا.

في الوقت ذاته، أكد مصدر سياسي إسرائيلي، أن الوسطاء لم يُسلموا بعد ردًا رسميا من حماس إلى الوفد الإسرائيلي، رغم تداول موقف الحركة في اجتماعات غير رسمية في الدوحة. وقال المصدر إن الرد المتوقع سيكون على شاكلة «نعم، ولكن»، مُشيرًا إلى أن الوسطاء يسعون لتعديل صياغة الرد ليكون مقبولا كأرضية تفاوض.

واشنطن تُكثّف تحرّكاتها لتهدئة غزة

وفي محاولة لدفع العملية، توجه المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط، «ستيف ويتكوف»، إلى أوروبا للقاء عدد من القادة والمسؤولين، ومن المُتوقع أن يلتقي الوزير «ديرمر» لاحقًا. ورغم تصاعد التوتر، تحدثت بعض المصادر عن «تفاؤل حذر»، مدفوع بموقف الوسطاء وليس استنادًا إلى أي تقدم ميداني.

وبحسب مسؤول إسرائيلي مطلع، فإن «كلا الجانبين مُستعدان تقنيًا ولوجستيًا لتنفيذ الاتفاق، لكن لا يُمكن إحراز تقدم حقيقي دون رد واضح وموثوق من حماس».

وفي ظل استمرار الجمود بشأن هذه القضايا الثلاث، تُواجه جهود الوساطة تحديًا حقيقيًا في دفع الأطراف نحو تسويات مرنة، فيما تبقى فرص الوصول إلى اتفاق شامل مرهونة بقرارات سياسية قد تُتخذ في اللحظات الأخيرة.

«حماس» تُعلن تسليم الوسطاء ردها على مقترح وقف إطلاق النار في غزة

وفي وقت سابق، أعلنت حركة «حماس»، أنها سلّمت ردها الرسمي إلى «الوسطاء» بشأن مقترح وقف إطلاق النار في «قطاع غزة»، وذلك في إطار الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى التوصل إلى هُدنة تُنهي التصعيد المُستمر.

وقالت الحركة في بيان مقتضب: «حركة حماس سلّمت قبل قليل، للإخوة الوسطاء، ردّها وردّ الفصائل الفلسطينية على مقترح وقف إطلاق النار».

ويُنظر إلى هذا الرد كخطوة محورية قد تُحدد مستقبل المحادثات حول التهدئة في القطاع، وسط مؤشرات مُتباينة بشأن فرص التوصل لاتفاق نهائي.

«حماس» تحتفظ بقيادات بارزة وقوات نظامية قوية.. إعلام عبري يكشف التفاصيل

على جانب آخر، كشف «الإعلام العبري»، في تقرير حديث أن حركة «حماس» لا تزال تحتفظ بقيادات بارزة وقوات نظامية مُنظمّة، مما يُؤكد استمرار قوتها وقدرتها على السيطرة على العمليات العسكرية رغم الضغوط الأخيرة.

وفي هذا الصدد، أفادت صحيفة «يسرائيل هيوم» العبرية، عن مسؤولين في الحكومة الإسرائيلية أن تحليل الجيش للوضع في قطاع غزة غير مُكتمل، و«حماس» لا زالت تتمتع بقوتها.

وأضافت الصحيفة نقلًا عن المسؤولين، أن «حماس لا يزال لديها قيادات بارزة وقوات نظامية وسيطرة على العمليات الأمنية»، مُشيرين إلى أنه «نرفض قول الجيش إن عملية عربات جدعون شارفت على الانتهاء لأن حماس لم تُهزم بعد».

نتنياهو يرفض إنهاء الحرب

كما نقلت الصحيفة عن مُقربين من رئيس الوزراء الإسرائيلي، «بنيامين نتنياهو» قولهم: إن «رئيس الوزراء لم يتنازل عن أهداف الحرب وإنهاء الحرب غير مطروح على الطاولة، والمطروح فقط صفقة وفقًا لمخطط «ويتكوف» يُمكن العودة بعدها إلى ساحة المعركة».

وأوضحت «يسرائيل هيوم»، أن الجيش أكد للقيادة السياسية أنه يُسيطر على (75%) من غزة وبعض الوزراء ادعوا أن معلوماته منقوصة.

فيما نقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية، عبر موقعها الإلكتروني عن مصادر سياسية لم تسمها تحدثت إليها في الساعات الأخيرة، قبل اجتماع الكابينيت أن «الاتصالات بشأن الصفقة مُستمرة طوال الوقت، ونأمل أن تكون هناك تطورات قريبًا، ونعمل على ذلك»، غير أن المصادر ذاتها قالت، إنه «لا يُوجد حاليًا أي اختراق».

ومن بين الخيارات التي طرحتها تلك المصادر، «تعميق الاجتياح البري (بغزة)، وزيادة الضغط العسكري على حماس»، علمًا بأن (20) جنديًا، قد قُتلوا بقطاع غزة، منذ بداية الشهر الجاري، آخرهم عنصر أُعلن عن مقتله اليوم الأحد، وقد سقط بانفجار قنبلة في جباليا شمالي القطاع.

حماس تشعر بضغط بسبب وضع إيران الراعي

وبحسب «يديعوت أحرونوت»، فإن التقديرات في إسرائيل تُشير إلى أن «الإنجازات في إيران، قد أثرت على حماس، التي أدركت أن راعيها الرئيسي، لا يزال يُعاني».

وذكرت مصادر سياسية إسرائيلية: أن «هذا النصر، لم يمر مرور الكرام على حماس، ونأمل أن تؤدي كل هذه الأمور إلى صفقة، تمامًا كما أدى القضاء على (أمين عام حزب الله، حسن) نصر الله، والهجوم على حزب الله إلى صفقة رهائن في الماضي».

ويأتي ذلك فيما أبلغ الجيش الإسرائيلي المستوى السياسي، بأن العمليات البرية في غزة اقتربت من الاستنفاد، مُشيرًا إلى أنه لم يعد هناك أهداف كبيرة قابلة للتحقيق من دون تهديد حياة الأسرى والمحتجزين الإسرائيليين في القطاع.

وتبقى حركة «حماس» لاعبًا رئيسيًا في المشهد الإقليمي، وسط مراقبة دولية مُستمرة لتطور قدراتها التنظيمية والعسكرية، فيما تستمر الجهود المبذولة لكبح نفوذها.

«حماس» تُكذّب تصريحات منسوبة لـ«خالد مشعل» حول التخلي عن إدارة غزة

من ناحية أخرى، وفي وقت سابق، أوضحت حركة «حماس»، أن التصريحات المتداولة حول "تخليها عن إدارة غزة" والمنسوبة لـ«خالد مشعل»، "كاذبة" ولا أساس لها من الصحة، مُؤكدة أن "البيانات والتصريحات الرسمية تُنشر عبر القناة الرسمية للحركة".