مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

بـ550 مليار دولار.. صفقة تجارية بين اليابان وأمريكا تشعل أسواق العالم

نشر
الأمصار

في خطوة وصفت بأنها "أكبر صفقة تجارية في التاريخ" بحسب تعبير الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، توصلت اليابان والولايات المتحدة إلى اتفاق ثنائي يعيد رسم ملامح العلاقات الاقتصادية بين البلدين، ويهدّئ نيران الحرب التجارية المتصاعدة في آسيا.

الاتفاق، الذي تضمن خفضًا ملموسًا في الرسوم الجمركية على الصادرات اليابانية، واستثمارًا يابانيًا ضخمًا بقيمة 550 مليار دولار في الولايات المتحدة، لم يمرّ مرور الكرام، بل أشعل موجات تفاؤل عارمة في أسواق الأسهم العالمية، خاصة قطاع السيارات الياباني.

فيما تسعى واشنطن لتعزيز نفوذها الاقتصادي قبيل مواعيد حرجة، وتواجه طوكيو تحديات سياسية داخلية، يبدو أن الصفقة حملت ما يكفي من المكاسب لكلا الطرفين، لكنها لم تخلُ من التحفظات، خصوصًا في ظل استمرار بعض الرسوم على الحديد والألومنيوم، والغموض المحيط بتفاصيل تنفيذها الفعلي.

هل تمثل هذه الصفقة نموذجًا لاتفاقات جديدة قادمة؟ وهل تنجح فعلاً في إعادة التوازن إلى العلاقات التجارية الأمريكية الآسيوية؟
هذا ما نحاول استكشافه في السطور التالية..

حيث توصلت اليابان والولايات المتحدة أخيرًا إلى اتفاق تجاري لخفض رسوم دونالد ترامب الجمركية، بما في ذلك تلك المفروضة على قطاع السيارات الحيوي.

وتوصلت الولايات المتحدة واليابان إلى اتفاق لخفض الرسوم الجمركية الباهظة التي هدد الرئيس دونالد ترامب بفرضها على سلع حليفتها الآسيوية، والذي تضمن تعهدا من اليابان باستثمار 550 مليار دولار في الولايات المتحدة.

الاتفاق، الذي يشمل فرض رسوم جمركية بنسبة 15% على الصادرات اليابانية إلى أمريكا انخفاضا من 25 % المقترحة في السابق، هو الأكثر أهمية في سلسلة صفقات تجارية توصل إليها البيت الأبيض قبل الموعد النهائي لفرض رسوم أكبر المقرر الأول من أغسطس.

قال ترامب على منصة تروث سوشيال: "وقعتُ للتو أكبر اتفاقية تجارية في التاريخ مع اليابان. هذه فترة مميزة للغاية للولايات المتحدة الأمريكية، خاصة أننا سنحافظ دائما على علاقة ممتازة مع اليابان".

وتابع: "ستستثمر اليابان، بتوجيهي، 550 مليار دولار في الولايات المتحدة، التي ستحصل على 90% من الأرباح".

ولم يُقدم مزيدًا من التفاصيل حول خطة الاستثمار، لكنه زعم أن الصفقة "ستخلق مئات الآلاف من فرص العمل".

دونالد ترامب يصافح رئيس الوزراء الياباني شيغيرو إيشيبا

أشاد رئيس الوزراء الياباني شيجيرو إيشيبا، الذي يواجه ضغوطا سياسية بعد هزيمة انتخابية كبيرة يوم الأحد، بالاتفاق ووصفه بأنه "أقل رقم بين الدول التي لديها فائض تجاري مع الولايات المتحدة".

وأضاف إيشيبا أن الجانبين اتفقا أيضا على خفض الرسوم الجمركية المفروضة بالفعل على قطاع السيارات اليابانية ــ وهو القطاع الذي يشكل 8% من الوظائف في اليابان ــ إلى 15%، مقارنة بنحو 25% في البلدان الأخرى. وتمثل صادرات السيارات أكثر من ربع صادرات اليابان إلى الولايات المتحدة.

عاد المتعاملون إلى السوق، وساهم الإعلان في ارتفاع حاد في الأسهم اليابانية، حيث ارتفع مؤشر نيكي القياسي بأكثر من 3% ليصل إلى أعلى مستوى له في عام بفضل ارتفاع أسهم شركات صناعة السيارات.

وشهدت أسهم شركات صناعة السيارات ارتفاعا ملحوظا، حيث ارتفع سهم تويوتا بأكثر من 11%، وصعد سهما هوندا ونيسان بأكثر من 8%.

كما رحب المستثمرون بخبر توصل واشنطن إلى اتفاقيات مع إندونيسيا والفلبين، مما عزز التفاؤل بأن دولًا أخرى ستتوصل إلى اتفاقات لتجنب أسوأ آثار رسوم الرئيس الأمريكي.

على الرغم من قلة الصفقات التي تم إبرامها قبل الموعد النهائي الذي فرضه ترامب على نفسه في الأول من أغسطس، شهدت أسواق الأسهم ارتفاعًا ملحوظًا في الأسابيع الأخيرة بفضل التفاؤل بأن الحكومات ستتجاوز الحد في النهاية.

كانت اليابان من بين الدول التي لم توقع بعد، على الرغم من سلسلة من الزيارات التي قام بها المبعوث التجاري ريوسي أكازاوا إلى واشنطن، مما أثر سلبًا على معنويات المستثمرين في طوكيو.

لكن ترامب صرح يوم الثلاثاء أن المسؤولين وافقوا على اتفاق "ضخم" يتضمن فرض رسوم جمركية بنسبة 15% على الواردات من اليابان، بانخفاض عن نسبة 25% التي هدد بها سابقًا.

الاتفاق لا يشمل الإنفاق الدفاعي 

أعلن المفاوض الياباني ريوسي أكازاوا الأربعاء أنّ الاتفاقية التجارية "الضخمة" التي توصّل إليها لتوّه مع إدارة الرئيس دونالد ترامب لا تشمل الإنفاق الدفاعي.

وقال أكازاوا للصحافيين في واشنطن إنّ "الاتفاقية لا تتضمّن أيّ شيء يتعلق بالإنفاق الدفاعي"، في ملف كان ترامب قد دعا اليابان، الحليف الوثيق لبلاده، إلى زيادة إنفاقها العسكري، مع تكهّن البعض بأن هذا الشرط يمكن أن يُدرج في اتفاقية تجارية أوسع نطاقًا.

الرسوم الأمريكية الإضافية على الصلب والألومنيوم ستظلّ 50%

وأوضح أكازاوا أنّ الرسوم الجمركية الإضافية التي فرضتها الولايات المتحدة على وارداتها من الصلب والألمنيوم اليابانيين بنسبة 50% ليست مشمولة بالاتفاقية التجارية "الضخمة".

وقال أكازاوا للصحافيين "إذا سألتموني عمّا إذا كانت الاتفاقية تنطبق على الصلب والألمنيوم، فالجواب كلا".

"الفوز ليس واضحًا تمامًا"

ارتفع سعر الين إلى 146.20 ين للدولار - مقارنةً بما يقارب 148 ينًا يوم الثلاثاء، لكنه فقد بعضًا من وزنه بعد أن أشار مسؤول كبير في بنك اليابان إلى أنه ليس في عجلة من أمره لرفع أسعار الفائدة.

مع ذلك، أبدى المحللون حذرهم بشأن الاتفاق.

حذر ستيفان أنغريك من موديز أناليتيكس من أن الاتفاق "من غير المرجح أن يكون الفصل الأخير في ملحمة أضرت بالاقتصاد الياباني".

وكتب في تعليق: "الفوز الواضح لليابان ليس واضحًا تمامًا؛ فقد واجهت البلاد رسومًا جمركية أمريكية بنسبة منخفضة من خانة الآحاد قبل أبريل/نيسان، ورسومًا جمركية بنسبة 10% منذ منتصف أبريل/نيسان. ومن غير الواضح متى سيدخل معدل الرسوم الجمركية الجديد حيز التنفيذ"، بحسب وكالة AFP.

وتابع أنغريك: "من السابق لأوانه تقييم التداعيات الاقتصادية بناءً على المعلومات السطحية المتاحة حاليًا؛ أقصى ما يمكن قوله في هذه المرحلة هو أن التعريفة الجمركية البالغة 15% أسوأ مما فرضته اليابان، لكنها أفضل مما تم التهديد بفرضه".

ترامب يشيد باتفاق الفلبين وإندونيسيا

كما أشاد ترامب باتفاقية مع مانيلا تُخفض الرسوم الجمركية على البضائع الفلبينية بنقطة مئوية واحدة إلى 19%، بينما خُفِّضت الرسوم الجمركية على إندونيسيا من 32% إلى 19%.

أيضا ارتفعت أسهم مانيلا وجاكرتا.

صفقات أخرى

عززت هذه الإعلانات الآمال بإمكانية إبرام صفقات أخرى قبل الموعد النهائي يوم الجمعة المقبل، على الرغم من أن المحادثات مع الاتحاد الأوروبي وكوريا الجنوبية لا تزال بعيدة المنال في الوقت الحالي.

مع ذلك، صرّح وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت بأنه سيلتقي بنظرائه الصينيين في ستوكهولم الأسبوع المقبل لإجراء محادثات، مع اقتراب الموعد النهائي في منتصف أغسطس/آب لعودة الرسوم الأمريكية المفروضة على بكين إلى مستويات أعلى.

وفي أماكن أخرى في آسيا، استفادت هونغ كونغ من ارتفاعها في عام 2025 لتصل إلى أعلى مستوى لها منذ أواخر عام 2021، بينما شهدت شنغهاي وسيدني وسنغافورة وتايبيه وسيول ومومباي وبانكوك إقبالاً قوياً على الشراء.

جاءت هذه المكاسب بعد يوم إيجابي على نطاق واسع في وول ستريت، حيث وصل مؤشر ستاندرد آند بورز 500 إلى ذروة جديدة، بينما كسر مؤشر ناسداك سلسلة من الأرقام القياسية استمرت ستة أيام.