مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

سبعة أشهر من الدم والرصاص.. الرئيس الشرع على مرمى نيران الاغتيال

نشر
الأمصار

كشفت مصادر دبلوماسية واستخباراتية غربية عن أن الرئيس السوري الجديد، أحمد الشرع، تعرض لثلاث محاولات اغتيال مؤكدة منذ توليه منصبه قبل سبعة أشهر فقط، مما يعكس تدهور الوضع الأمني في البلاد، ويفتح الباب على مصراعيه أمام تساؤلات حول قدرة النظام على الحفاظ على السيطرة وسط تحديات داخلية وخارجية متفاقمة.

سوريا حرة إلى الأبد: مقالات وتحليلات 13 أذار 2025 - صفحات سورية

المحاولة الأولى: تدخل استخباراتي تركي في اللحظة الأخيرة

حدثت أول محاولة لاغتيال الرئيس في شهر مارس، عندما رصدت أجهزة الاستخبارات التركية تحركات غير طبيعية بالقرب من قصر الشعب في دمشق، وذلك أثناء مغادرة الشرع المقر الرئاسي. ووفقًا للمعلومات، فإن تحذيرات تركيا العاجلة دفعت الحرس الرئاسي السوري إلى تنفيذ عملية سريعة أسفرت عن توقيف شخص يُشتبه بأنه كان يستعد لاستهداف موكب الرئيس.

طلب الشرع في أعقاب الحادث فرض تعتيم إعلامي كامل على تفاصيل العملية، مؤكدًا لمستشاريه أن إبقاء مثل هذه الأحداث طي الكتمان ضروري للحفاظ على صورة "الرئيس القوي غير القابل للاستهداف"، في رسالة موجهة للداخل والخارج على حد سواء.

المحاولة الثانية: كمين في الجنوب يُفشل في اللحظة الحاسمة

جاءت المحاولة الثانية خلال زيارة للرئيس إلى محافظة درعا، التي تشهد حالة من التوتر المستمر منذ سنوات، لكنها ازدادت حدة منذ توليه السلطة. 

وذكرت المصادر أن قوات النخبة المكلفة بحماية الرئيس، والتي تضم عناصر سورية وتركية، لاحظت تحركات مشبوهة على جانب الطريق أثناء اقتراب الموكب من وجهته.

سريعًا، تم اتخاذ قرار بتغيير المسار المقرر للموكب الرئاسي، ما أدى إلى إفشال الهجوم قبل لحظات من تنفيذه. 

تنصيب أحمد الشرع رئيسا انتقاليا للجمهورية العربية السورية - RT Arabic

ورغم أن الجهات الأمنية لم تكشف تفاصيل إضافية، فإن تقارير لاحقة أشارت إلى وجود عبوات ناسفة مزروعة على جانبي الطريق كان من الممكن أن تُحدث مجزرة في صفوف الحماية، وربما تصل إلى الرئيس نفسه.

المحاولة الثالثة: إخلاء عاجل للقصر الرئاس

أما المحاولة الثالثة، والتي توصف بأنها الأخطر حتى الآن، فقد دفعت السلطات إلى اتخاذ إجراءات استثنائية شملت إخلاء القصر الرئاسي نفسه. ووفقًا للمصادر، فإن معلومات استخباراتية مسربة أفادت بأن مسلحًا كان قد نصب كمينًا دقيقًا في طريق يستخدمه الرئيس عادة في تنقلاته داخل دمشق.

ورغم عدم نشر التفاصيل الكاملة، فإن بعض الشائعات التي انتشرت لاحقًا تحدثت عن مغادرة الشرع للعاصمة بشكل مؤقت، وانتقاله إلى موقع سري لم يتم الإعلان عنه، ما يؤكد خطورة الموقف في قلب النظام الأمني السوري.

أحمد الشرع يتعهد بتحقيق السلم الأهلي وإتمام وحدة الأراضي السورية، وترحيب  بتوليه رئاسة المرحلة الانتقالية - BBC News عربي

تعليق أمريكي رسمي يسلط الضوء
وفي أول تعليق من مسؤول أجنبي رفيع، قال توماس باراك، المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا وسفير الولايات المتحدة لدى تركيا، إن "الرئيس أحمد الشرع كان هدفًا لعدة محاولات اغتيال جادة ومتكررة"، مؤكدًا أن الوضع في سوريا يتطلب تعزيزًا كبيرًا في الإجراءات الأمنية على أعلى المستويات.

ودعا باراك إلى تشكيل وحدة أمنية خاصة بالتنسيق مع أنقرة، تتولى مسؤولية تأمين الرئيس وتحديث بروتوكولات الحماية، مشددًا على ضرورة مواجهة التهديدات "التي لم تعد محدودة بحركة داخلية بل تشمل اختراقًا خارجيًا واضحًا".

سوريا.. ما قاله مفتي لبنان أمام أحمد الشرع وسبب تقليده وساما يشعل تفاعلا -  CNN Arabic

أصابع الاتهام تتجه نحو تنظيم داعش

حتى الآن، لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن المحاولات الثلاث، إلا أن تقديرات استخباراتية غربية وأخرى إقليمية ترجح أن تنظيم داعش هو المسؤول الأبرز.

 وتشير تلك التقديرات إلى أن الخلايا النائمة التابعة للتنظيم لا تزال تنشط في مناطق متعددة، بما في ذلك ريف دمشق، وقد تكون تمكنت من استخدام تقنيات متطورة في محاولات الاستهداف.

مصدر استخباراتي أوروبي وصف المواد التي تم ضبطها أثناء إحدى المحاولات بأنها "عالية الدقة ومتقدمة تقنيًا"، وهو ما يطرح أسئلة مقلقة حول كيفية حصول التنظيم على مثل هذه المعدات، وكيف نجح في نقلها إلى داخل العاصمة التي يُفترض أنها محصّنة أمنيًا.

الجنوب السوري على صفيح ساخن

في موازاة التهديدات الموجهة إلى رأس الدولة، لا تزال الأوضاع الميدانية في جنوب سوريا تتدهور بشكل متسارع، وخصوصًا في محافظتي درعا والسويداء. فقد اندلعت في الأيام الأخيرة اشتباكات عنيفة بين فصائل درزية محلية ومسلحين من عشائر بدوية، وسط عجز حكومي واضح عن احتواء الموقف.

وبحسب تقارير نشرها المرصد السوري لحقوق الإنسان، فقد قُتل ما لا يقل عن 718 مدنيًا خلال أسبوع واحد فقط، بينهم 165 شخصًا، معظمهم نساء وأطفال، أُعدموا ميدانيًا من قبل قوات النظام، بحسب شهود عيان.

المُتظاهر العظيم: كيف فاز أحمد الشرع بسوريا؟ -الجزء الأول- المركز العربي  لدراسات التطرف

خطاب ناري من الرئيس

في أول ظهور علني له بعد سلسلة محاولات الاغتيال، ألقى الرئيس أحمد الشرع خطابًا متلفزًا اتسم بنبرة تصعيدية، حيث وجّه فيه اتهامات مباشرة لإسرائيل، قائلاً إنها تسعى إلى "تفكيك سوريا وتحويلها إلى ساحة تصفية حسابات إقليمية"، على حد تعبيره.

وأضاف أن "الدولة السورية تتعرض لمؤامرة مركبة، تحرّكها أطراف متعددة تسعى لزعزعة الاستقرار وإسقاط النظام"، مؤكدًا أن حكومته لن تتهاون في الدفاع عن البلاد مهما كان الثمن.

واختتم حديثه بالتأكيد على ضرورة "الوحدة الوطنية في مواجهة الإرهاب"، داعيًا السوريين إلى الالتفاف حول المؤسسات الرسمية لمواجهة ما وصفه بـ"الخطر الوجودي الذي يهدد سوريا".