واشنطن تطالب بسحب القوات السورية من السويداء لتهدئة التوترات

طالبت وزارة الخارجية الأميركية، يوم الأربعاء، الحكومة السورية بسحب قواتها من محافظة السويداء، في خطوة تهدف إلى تمهيد الطريق لخفض التصعيد، وذلك بالتزامن مع تجدّد الاشتباكات في المدينة.
وأكدت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، تامي بروس، في تصريح لقناة "فوكس نيوز"، أن الولايات المتحدة تحث دمشق على سحب قواتها لإتاحة الفرصة أمام جميع الأطراف للتوصل إلى تهدئة حقيقية.
وجاءت هذه الدعوة عقب تجدد المعارك بين قوات النظام السوري ومقاتلين من الطائفة الدرزية في مدينة السويداء جنوب البلاد، رغم اتفاق لوقف إطلاق النار تم التوصل إليه مؤخرًا.
وكانت المدينة، ذات الغالبية الدرزية، قد شهدت خلال الأيام الماضية اشتباكات عنيفة بين فصائل محلية وعشائر، أوقعت أكثر من 300 قتيل. وعلى إثر ذلك، دخلت القوات السورية إلى المدينة بهدف الإشراف على تنفيذ وقف إطلاق النار بالتنسيق مع وجهاء المنطقة.
أكد وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، أن بلاده على تواصل وثيق مع الدول المعنية في المنطقة منذ بداية الهجمات الإسرائيلية على الأراضي السورية، مشيرًا إلى أن غياب السيطرة الأمنية من قبل الحكومة المركزية السورية هو السبب الأساسي في استمرار الأزمة.
وأضاف فيدان أن الحل لا يمكن أن يتحقق دون وجود إجراءات أمنية فاعلة من جانب النظام السوري، معتبرًا أن أي محاولات خارجية لفرض حلول بديلة تزيد من تعقيد الوضع.
وفي هذا السياق، شدد وزير الخارجية التركي على رفض بلاده القاطع لما وصفه بدعم إسرائيل لفصيل من الطائفة الدرزية في جنوب سوريا، معتبراً أن هذا الدعم يساهم في تعزيز حالة عدم الاستقرار في المنطقة.
الصحة السورية: العثور على عشرات الجثث داخل مستشفى السويداء الوطني
أعلنت وزارة الصحة السورية العثور على عشرات الجثث في مستشفى السويداء الوطني، وذلك عقب انسحاب ما وصفته بـ"المجموعات الخارجة عن القانون" من المبنى، في وقت تتواصل فيه التوترات في جنوب البلاد.
في سياق متصل، أفادت تقارير إخبارية بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي شن قصفًا جديدًا استهدف مناطق قرب معضمية الشام في ريف دمشق.
من جهته، صرّح رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي بأن الجيش يتحرك بحزم لمنع أي تمركز لعناصر معادية قرب الحدود، مؤكدًا التزام إسرائيل بحماية سكانها، وخاصة الدروز، من أي تهديدات.
وأضاف: "لن نسمح بتحول جنوب سوريا إلى معقل للإرهاب، ولن نعتمد على أي طرف لحماية حدودنا، بل سنتولى المهمة بأنفسنا". كما أوضح أنه أصدر تعليمات لتعزيز عمليات الرصد وزيادة وتيرة الغارات الجوية لردع أي اعتداءات تستهدف الدروز داخل الأراضي السورية.
الخارجية السورية: القصف الإسرائيلي سياسة ممنهجة لتقويض الأمن بسوريا
أدانت سوريا العدوان الإسرائيلي الذي استهدف، اليوم الأربعاء، مؤسسات حكومية ومنشآت مدنية في كل من العاصمة دمشق ومحافظة السويداء، ما أسفر عن مقتل عدد من السوريين الأبرياء وسقوط عشرات الجرحى من المدنيين بينهم نساء وأطفال، وإلحاق أضرار جسيمة بالبنية التحتية والمرافق العامة.
وقالت وزارة الخارجية السورية، في بيان، إن "هذا الاعتداء السافر الذي يأتي في سياق سياسة ممنهجة ينتهجها الكيان الإسرائيلي لإشعال التوتر وخلق الفوضى، وتقويض الأمن والأمان في سوريا يمثل خرقًا فاضحا لميثاق الأمم المتحدة وللقانون الدولي الإنساني".
وحملت سوريا إسرائيل المسئولية الكاملة عن هذا التصعيد الخطير وتداعياته، مؤكدة أنها ستحتفظ بكامل حقوقها المشروعة في الدفاع عن أرضها وشعبها بكل الوسائل التي يكفلها القانون الدولي.
ودعت وزارة الخارجية السورية المجتمع الدولي وفي مقدمته مجلس الأمن إلى تحمل مسئوليته واتخاذ إجراءات عاجلة وملموسة لوضع حد للعدوان الإسرائيلي المتكرر على أراضي دولة ذات سيادة وعضو في الأمم المتحدة.