مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

إدراج موقع «الفاية» بالشارقة ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو 2025

نشر
الأمصار

سجلت دولة الإمارات إنجازا تاريخيا جديدا في مسيرتها لصون التراث الثقافي، وذلك بعد أن اعتمدت لجنة التراث العالمي في دورتها الـ47، والمنعقدة في باريس، قرارا جماعيا بشأن أحد مواقعها التاريخية.

موقع "الفاية" نموذجًا متكاملًا لما يُعرف بـ"المناظر الصحراوية" 

وتم إدراج موقع "الفاية" في إمارة الشارقة ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي، ما يعكس الأهمية العالمية لهذا الموقع ويجسد الجهود المتواصلة التي تبذلها الدولة لحماية إرثها الحضاري والتاريخي.

وحظيت "الفاية" التي تقع في المنطقة الوسطى من إمارة الشارقة بهذا الاعتراف لما تتمتع به من "قيمة عالمية استثنائية" كونها تحتفظ بأحد أقدم وأطول السجلات المتواصلة لوجود الإنسان في البيئات الصحراوية والتي تعود إلى أكثر من 200 ألف عام.

وتضم قائمة التراث العالمي حاليًا 1226 موقعًا ذا قيمة عالمية استثنائية منها 955 موقعًا ثقافيًا و231 موقعًا طبيعيًا و40 موقعًا مختلطًا موزعة على 168 دولة فيما يبلغ عدد مواقع التراث العالمي في الدول العربية حتى اليوم 96 موقعًا في 18 دولة.

ويُعد موقع "الفاية" نموذجًا متكاملًا لما يُعرف بـ"المناظر الصحراوية" حيث يُمثل قدرة الإنسان على التكيّف والاستيطان في الصحارى إذ شكلت، رغم ما تتميز به من قسوة وظروف بيئية بالغة الصعوبة، محطة محورية في تاريخ تطوّر الإنسان وهو ما منح إدراج "الفاية" على قائمة التراث العالمي بُعدًا علميًا وإنسانيًا فريدًا.

وتحت فئة "مواقع التراث الثقافي" كان ملف الترشيح الدولي "المشهد الثقافي لعصور ما قبل التاريخ في الفاية" هذا العام الترشيح العربي الوحيد الذي نظرت فيه لجنة التراث العالمي ما يمنح هذا الإدراج أهمية خاصة لدولة الإمارات والشارقة والمنطقة العربية بأسرها ويجعل من هذا الحدث لحظة تاريخية فارقة في مسيرة الحفاظ على التراث الإنساني في المنطقة.

وخلال أكثر من ثلاثين عامًا من أعمال التنقيب الدقيقة التي قادتها هيئة الشارقة للآثار بالتعاون مع فرق دولية تم الكشف عن 18 طبقة جيولوجية متعاقبة في موقع الفاية يُوثق كل منها فترة زمنية مختلفة من النشاط البشري ما يمنح الموقع قيمة علمية استثنائية في رسم مسار تطور الإنسان في البيئات القاحلة.

وقد أُثري هذا المسار البحثي بشراكات علمية مع جامعات ومؤسسات دولية مرموقة أبرزها جامعة توبنغن الألمانية المتخصصة في علم آثار ما قبل التاريخ وقسم دراسات البيئة القديمة بجامعة أوكسفورد بروكس البريطانية ما أتاح تنفيذ دراسات متقدمة تعمّقت في فهم البيئات القديمة التي عاش فيها الإنسان الأوّل.

وباتت "الفاية" ثاني موقع في دولة الإمارات ينال هذا الاعتراف العالمي المرموق بعد إدراج مواقع العين الثقافية في عام 2011 ويؤكد إدراج ملف الترشيح الدولي "المشهد الثقافي لعصور ما قبل التاريخ في الفاية" على مكانة الشارقة والإمارات كمهد للتاريخ البشري المبكر ويعزز من حضورها في سجل الحضارات الإنسانية العريقة.

ويسجل لـ "الفاية" أنه الموقع الصحراوي الأول الذي يوثق لحقبة العصر الحجري المسجل في قائمة التراث العالمي ما يجعل هذا الاعتراف علامة فارقة في فهم تطور الإنسان إذ تشكل الصحارى نحو 20% من المواطن البيئية على سطح الأرض وتقع في مواقع محورية على خارطة استيطان الإنسان للكوكب ويجسّد استقرار الإنسان فيها فصلاً حاسمًا من فصول التاريخ البشري.

وأعربت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي السفيرة الرسمية لملف الترشيح الدولي لموقع الفاية عن شكرها لرئيس لجنة التراث العالمي وأعضائها الموقّرين على هذا الاعتراف التاريخي، مؤكدةً أن قصة "الفاية" تشكّل جزءًا أصيلًا من الحكاية الإنسانية المشتركة.

وأضافت إن إدراج “الفاية” يرسّخ إسهام الشارقة في كونها مهداً للتاريخ البشري المبكر ويبرز الدور المحوري لشبه الجزيرة العربية في رحلة الإنسان للخروج من إفريقيا وتُعد الأدوات الحجرية التي عُثر عليها في الفاية والتي يتجاوز عمرها 200 ألف عام دليلاً ناطقًا على عبقرية أسلافنا وجذور التقاليد الثقافية العميقة في منطقتنا.

واختتمت تصريحها قائلة: “نحن ملتزمون التزامًا راسخًا بحماية هذا الموقع وتكريم إرث من سبقونا ليظل مصدر إلهام للأجيال في مختلف أنحاء العالم”.