«ترامب» يتحدى روسيا.. «سلاح سري» يدخل المعركة العالمية

في ظل تصاعد التوترات بين «الولايات المتحدة وروسيا»، تزداد التكهنات حول احتمال لجوء إدارة الرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب» إلى ما يُطلق عليه «السلاح السري» في مواجهة موسكو. وعلى الرغم من عدم صدور تصريحات رسمية بهذا الخصوص، إلا أن مصادر مُقربة تُشير إلى أن هذا الخيار قد يكون جزءًا من الاستراتيجية الأمريكية الجديدة لتعزيز موقف واشنطن على الساحة الدولية.
ترامب يستعين بوزير الخزانة
وفي هذا الصدد، أفادت صحيفة «التلجراف» البريطانية، اليوم الخميس، أن الرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب»، يعتزم الاستفادة من وزير الخزانة «سكوت بيسنت» كـ"سلاح سري" لمواجهة «الاقتصاد الروسي».
وقالت الصحيفة البريطانية في تقرير لها: «قد يمتلك ترامب سلاحًا سريًا في استراتيجيته الجديدة للتعامل مع روسيا. وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت – وهو مُدمّر ومُفكر غير تقليدي مثله تمامًا (مثل ترامب). هذا الخبير المالي الموهوب من وول ستريت كان لاعبًا محوريًا في الحرب التجارية التي شنها ترامب ضد الصين».
وأضافت «التلجراف»، أن ترامب، الذي فشل في فرض موقفه على الرئيس الروسي، «فلاديمير بوتين»، قرر البحث عن شخص قادر على التأثير في الاقتصاد الروسي، مُشيرة إلى أن «بيسنت أيضًا لا يتردد في المخاطرة عبر استغلال نقاط ضعف الخصوم».
ترامب يعترف بصلابة الاقتصاد الروسي
وبحسب الصحيفة، فإن «ترامب» يُقرّ بنجاح الاقتصاد الروسي رغم الضغوط والعقوبات الدولية، لذلك فهو بحاجة إلى شخص لا يفهم في الشؤون المالية فحسب، بل يكون أيضًا تاجرًا قادرًا على إبرام صفقات مُربحة.
وفي سياق مُتصل، ذكرت صحيفة «بوليتيكو» الأمريكية نقلًا عن مصادر في البيت الأبيض والكونجرس، أن ترامب أعرب عن استعداده لدعم مشروع قانون جديد ثنائي الحزب لفرض عقوبات على روسيا، بشرط «إجراء تعديلات على الوثيقة تمنح الرئيس صلاحيات أوسع في مجال السياسة الخارجية».
ويبقى السؤال الأبرز: هل سيكون هذا «السلاح السري» القادر على تغيير موازين القوى، أم أنه خطوة تصعيدية قد تُؤدي إلى توترات غير محسوبة في المسرح الدولي؟
«ترامب» يُغيّر لهجته في لاهاي.. تأييد لـ«زيلينسكي» وتشدد غير مسبوق ضد «بوتين»
في تطور مُفاجئ على الموقف الأمريكي السابق، ظهر الرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب» في لاهاي بنبرة جديدة تجاه الأزمة الأوكرانية، حيث أبدى تأييدًا واضحًا لزعيم نظام كييف «فولوديمير زيلينسكي»، في حين شدد لهجته بشكل غير مسبوق ضد الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين». هذه التحولات في خطاب «ترامب» تُثير تساؤلات حول احتمالات تغيير السياسة الأمريكية حيال الصراع المُستمر وتأثير ذلك على المشهد الدولي.
تحول ترامب في قمة الناتو
وفي هذا الصدد، شهدت قمة حلف شمال الأطلسي «الناتو» في لاهاي، تغيرًا ملحوظًا في مواقف الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب»، حيث عبّر عن دعم صريح لـ«زيلينسكي»، بينما اتسمت لهجته تجاه «بوتين» بالحِدة، مُطالبًا بإنهاء الحرب فورًا، تزامنًا مع تصاعد القتال ورفع الإنفاق الدفاعي للحلف بشكل تاريخي.
وكشفت صحيفة «فايننشيال تايمز» البريطانية، عن تغيير جذري في علاقة ترامب بزيلينسكي، إذ وصف الرئيس الأمريكي نظيره الأوكراني بأنه «لطيف جدًا» بعد لقائهما على هامش القمة، مُضيفًا: «لم يكن بإمكانه أن يكون أكثر لطفًا في الواقع، لكن ما استخلصته من الاجتماع أنه يود أن يرى الحرب تنتهي».
هذا التحول يأتي بعد أشهر من التوتر الشديد، بلغ ذروته في فبراير الماضي بمواجهة حادة في المكتب البيضاوي أدت إلى تعليق واشنطن مساعداتها العسكرية والاستخباراتية لكييف مُؤقتًا.
وأكد «ترامب» أنه وزيلينسكي «مرا بأوقات صعبة» في الماضي، في إشارة واضحة للصدام السابق، إلا أنه أشاد بالاجتماع الذي استمر قرابة ساعة، ووصفه بأنه ركّز على «الوضع العام في أوكرانيا»، مُؤكدًا أن زعيم نظام كييف «يخوض معركة صعبة».
من جهته، وصف «زيلينسكي» اللقاء بأنه «طويل وجوهري»، مُؤكدًا أنهما ناقشا «جميع القضايا المهمة»، بما في ذلك «كيفية حماية الأوكرانيين وكيفية تحقيق وقف إطلاق النار والسلام الحقيقي».
تصعيد ترامب تجاه بوتين
في المقابل، اتخذ ترامب موقفًا أكثر حزمًا تجاه «بوتين»، قائلًا بحسب «فايننشيال تايمز»: «فلاديمير بوتين يجب عليه حقًا أن ينهي هذه الحرب.. الناس يموتون بمستويات لم يرها الناس منذ وقت طويل».
ولفتت الصحيفة إلى أن ترامب كان في البداية أكثر تفهمًا لموقف بوتين، الذي اتصل به عدة مرات وانخرطت الولايات المتحدة في محادثات سلام مباشرة مع فريقه التفاوضي، لكن الرئيس الأمريكي بات يشعر بالإحباط المُتزايد من نظيره الروسي بسبب مطالبه التي يراها «مُتطرفة»، ورفضه الاتفاق على وقف إطلاق النار.
وخلال مناقشات قمة الناتو، عبَّر ترامب عن إحباطه من الوضع في أوكرانيا الذي وصفه بأنه «يخرج عن السيطرة»، وفقًا لشخصين حضرا الاجتماعات، كما ادعى ترامب أن الجيشين الأوكراني والروسي تكبدا مجتمعين (7000) ضحية في ساحة المعركة الأسبوع الماضي، وهو رقم لا يمكن التحقق منه بشكل مستقل.
علاقة «ترامب وبوتين» في مهب الريح وسط احتمالات عقوبات أمريكية على روسيا
وسط تدهور ملحوظ في العلاقات بين الرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب»، ونظيره الروسي، «فلاديمير بوتين»، تتصاعد المخاوف من فرض عقوبات أمريكية جديدة على روسيا قد تزيد من تعقيد المشهد السياسي الدولي. هذه التوترات تعكس تحولات حادة في المواقف والتوازنات التي كانت تبدو مُستقرة نسبيًا، حيث تتداخل المصالح السياسية والاقتصادية مع صراعات النفوذ، مما يفتح فصلاً جديدًا من التحديات بين القوتين العظميين.
توتر يُهدد مستقبل العلاقات بين واشنطن وموسكو
وفي هذا السياق، تتجه الأنظار إلى تأثير هذه الخلافات المتصاعدة على مستقبل «العلاقات الأمريكية-الروسية» وعلى الاستقرار العالمي بشكل عام.
وتصاعدت الأزمة بشكل كبير بعد اندلاع «الحرب الروسية على أوكرانيا» في (فبراير 2022)، حيث أعرب «ترامب» عن غضبه الشديد من العمليات العسكرية الروسية، خصوصًا القصف المُكثف والمدمّر الذي طال المدن الأوكرانية. هذه الحرب لم تُضعف فقط العلاقات بين «روسيا والغرب»، بل أوقعت الرئيس الأمريكي في موقف صعب بين دعم أوكرانيا والتعامل مع «بوتين»، مما أثر على المواقف السياسية وأعاد ترتيب أولويات السياسة الأمريكية تجاه روسيا.
وتتجه الإدارة الأمريكية إلى تشديد العقوبات الاقتصادية على روسيا، وسط ضغوط داخلية وخارجية تتعلق بانتهاكات موسكو لحقوق الإنسان، والأنشطة العسكرية في أوكرانيا، والتدخل في شؤون دول أخرى. هذه العقوبات تهدف إلى الضغط على روسيا لتغيير سياساتها، لكنها تحمل في طياتها مخاطر تصعيد الصراع بين القوتين.
ترامب يُصعّد لهجته: «بوتين مجنون.. وروسيا على شفا الانهيار»
في غضون ذلك، صعّد الرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب»، من لهجته تجاه «الكرملين»، في تصريحات وصف فيها «فلاديمير بوتين» بـ"المجنون"، مُحذرًا من أن «روسيا قد تكون على حافة الانهيار في ظل استمرار سياساته الحالية».