تفاصيل حريق سنترال رمسيس في مصر.. سقوط قتلى والتبريد مستمر

يواصل رجال الحماية المدنية بالقاهرة جهودهم المكثفة للسيطرة على حريق سنترال رمسيس، الذي نشب الإثنين، وما زال مستمرًا حتى صباح الثلاثاء في عمليات التبريد بعد ظهور أدخنة نيران طفيفة تتصاعد من داخل مبنى سنترال رمسيس ويتم تتبع الأدخنة لمنع تجدد اشتعال النيران في المكان مرة أخرى.
وأسفر حريق سنترال رمسيس بوسط القاهرة، حتى الآن عن مقتل 4 أشخاص وإصابة 33 شخصًا بحالات اختناق، بينهم 10 من رجال الشرطة، تم نقلهم إلى المستشفيات لتلقي الرعاية اللازمة.
وتسبب الحريق في اضطراب واسع بخدمات الاتصالات بعدد من المناطق، حيث اشتكى المصريون من ضعف أو انقطاع الشبكة، خاصة في خدمات الهاتف المحمول والخطوط الأرضية.
وبحسب بيانات منظمة "NETBLOCKS"، لمراقبة أمن الشبكات، فإن مستوى الاتصال المحلي بالإنترنت لا يتجاوز حاليًا 44% من المعدلات الطبيعية، ما يشير إلى تأثير واسع النطاق على البنية التحتية للاتصالات.
وأمس الإثنين، سجّلت المنظمة انخفاضًا في الاتصال الوطني إلى 62% من المستويات العادية عقب الحادث مباشرة.
عودة تدريجية للخدمات
كشف الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في مصر، موعد عودة خدمات الإنترنت والاتصالات بعد حريق سنترال رمسيس.
وخلال تفقده موقع حريق سنترال رمسيس، أوضح وزير الاتصالات المصرية في تصريحات صحفية أن الوزارة قامت بتفعيل خطة الطوارئ على الفور، حيث جرى نقل الخدمة إلى عدد من السنترالات البديلة، أبرزها سنترال الروضة، لتقليل أثر الانقطاع وضمان استمرارية الخدمات الأساسية للمواطنين، وعودة الخدمة بشكل كامل خلال ساعات.
وأشار الوزير إلى أن الشبكة البديلة بدأت بالفعل في استقبال وتحويل الخدمات، مؤكدًا أن خدمات الإغاثة مثل الإسعاف والمطافي والنجدة، بالإضافة إلى الأنظمة المالية، لا تزال تعمل دون انقطاع.
وبشأن العاملين بسنترال رمسيس، قال طلعت إنه تم توزيعهم على مواقع بديلة، كما تم نقل بعض خدمات المركز للعمل من القرية الذكية، في إطار سعي الوزارة لتجاوز الأزمة سريعًا وتقليل أثرها على المستخدمين.
وأضاف الوزير أن العمل جارٍ حاليًا على قدم وساق لاستكمال نقل جميع الشبكات المتأثرة في محيط السنترال إلى مواقع تشغيل بديلة، لحين إعادة تقييم الوضع داخل المبنى المتضرر.

تفاصيل حريق سنترال رمسيس في مصر
كانت الساعة تقترب من الرابعة عصرًا حين تصاعدت أولى خيوط الدخان من المبنى المكون من أكثر من 10 طوابق، قبل أن تتحول سريعًا إلى أعمدة كثيفة، وتعلو أصوات صفارات سيارات الإسعاف والإطفاء في المكان، بينما غادر العاملون في المبنى للخروج مسرعين في حالة من الفزع.
انطلق رجال الحماية المدنية إلى موقع الحريق في محاولة للسيطرة على النيران، ودفعت هيئة الإسعاف بـ 17 سيارة إسعاف لتقديم الإسعافات الأولية ونقل المصابين إلى المستشفيات القريبة، إذ أسفر الحريق عن إصابة 21 شخصًا باختناقات وحروق متفرقة، دون تسجيل أي حالات وفاة حتى اللحظة.
مع ازدياد ألسنة النيران وامتدادها للأدوار العليا، أغلقت إدارة المرور كوبري 6 أكتوبر في الاتجاه المؤدي إلى مدينة نصر، للسماح بصعود سيارات الإطفاء والسلالم الهيدروليكية عليه للسيطرة على النيران من الأعلى، وسط انتشار كثيف لرجال المرور لتنظيم الحركة المرورية المتوقفة في المنطقة.
مع دخول الليل، استمرت ألسنة الدخان تتصاعد من المبنى المحترق رغم تراجع اللهب نسبيًا، وظلت أضواء سيارات الإطفاء والإسعاف تملأ المكان حتى ال 10 مساء بينما بقيت قوات الإطفاء منتشرة داخل المبنى وفي محيطه لإجراء عمليات التبريد لضمان عدم تجدد الحريق.
وحتى اللحظة، لم تُعلن الجهات الرسمية عن السبب النهائي للحريق، وسط ترجيحات أولية بأن ماسًا كهربائيًا أو انفجار كابلات داخل المبنى قد يكون السبب، فيما تتواصل التحقيقات الرسمية لكشف الملابسات.
سنترال رمسيس
- يعد سنترال رمسيس، الواقع في شارع الجمهورية بحي الأزبكية وسط القاهرة، أحد أعمدة البنية التحتية للاتصالات في مصر.
- افتتح المبنى عام 1927 تحت اسم "دار التليفونات الجديدة".
- يعتبر مركزا رئيسيا لتجميع وتوزيع خدمات الاتصالات المحلية والدولية.
- يربط الكابلات الأرضية والبحرية التي تغذي الإنترنت والهاتف الأرضي في العديد من المناطق.