مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

هجمات إسرائيلية مستمرة على إيران.. التصعيد إلى أين؟

نشر
إيران وإسرائيل
إيران وإسرائيل

في تصعيد جديد يعكس احتدام المواجهة غير المعلنة بين تل أبيب وطهران، واصلت وسائل إعلام تابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي نشر مزاعم حول نجاح الضربات الجوية الأخيرة التي استهدفت منشآت نووية إيرانية. 

ورغم غياب تأكيدات رسمية من الطرفين، تحاول إسرائيل تصوير العملية كنجاح استراتيجي في «إعاقة» البرنامج النووي الإيراني، في خطوة تهدف على ما يبدو إلى حشد دعم دولي لتدخلها العسكري تحت ذريعة «الخطر النووي».

تستمر إسرائيل في شن غارات جوية على منشآت نووية وعسكرية إيرانية بارزة، من بينها مصنع الخزف الثقيل في خونداب ومقر وزارة الدفاع في طهران.

إيران ردّت بإطلاق موجات من الصواريخ والمسيّرات على المدن الإسرائيلية (حيفا، تل أبيب، بئر السبع)، أسفرت عن إصابة عشرات المدنيين.

حصيلة الضّربات والخسائر

إسرائيل أعلنت مقتل نحو 639 شخصًا في إيران من بينهم عسكريون وعلماء نوويون.

إيران أعلنت سقوط أكثر من 240 إصابة داخل إسرائيل، إضافة لخسائر بشرية ومادية.

الادعاءات الإسرائيلية.. محاولة لحشد الغرب

الإعلام الإسرائيلي روج لفكرة أن هذه الضربات نجحت في "تقليص قدرات طهران النووية" ومنعها من تطوير أسلحة دمار شامل. إلا أن هذا الطرح لا يحظى بإجماع دولي، لا سيما من أقرب الحلفاء.

تشكيك أمريكي في فعالية الضربات

تقرير استخباراتي أمريكي نقلته وكالة بلومبرج أفاد بأن الولايات المتحدة لا تعتقد أن إيران تسعى حاليًا بنشاط لامتلاك سلاح نووي. وأضاف التقرير أن الضربات الجوية ربما تكون قد أخّرت البرنامج النووي لبضعة أشهر فقط، لكنها غير كافية لشلّ قدرات إيران أو إيقاف التقدم التقني الذي أحرزته.

عوائق فنية أمام إسرائيل

تقرير صحيفة ذا تايمز البريطانية استعرض العقبات الكبيرة التي تواجه أي محاولة إسرائيلية لتدمير المنشآت النووية الإيرانية بالكامل، حيث أن معظم هذه المنشآت مبنية تحت الأرض في مناطق جبلية حصينة.

منشأة فوردو النووية مثال بارز، إذ تقع داخل جبل على عمق يتجاوز 800 متر تحت الأرض، وهي مصممة لتحمّل هجمات تقليدية وحتى نووية محدودة.

بحسب الخبراء، فإن الأسلحة المتاحة لإسرائيل لا تكفي لاختراق هذه التحصينات، ما يجعل تدخل الولايات المتحدة – التي تمتلك قنابل خارقة للتحصينات مثل GBU-57 – أمرًا حاسمًا لأي ضربة فعّالة.

أهداف إسرائيل تتجاوز البرنامج النووي

التحركات الإسرائيلية الأخيرة تكشف – وفق محللين – عن استراتيجية مزدوجة:

تأخير المشروع النووي الإيراني على أمل فتح نافذة دبلوماسية أو تهيئة ساحة حرب محتملة.

جذب الولايات المتحدة للمشاركة العسكرية المباشرة أو دعم ضربات مستقبلية أكثر قوة.

المجتمع الدولي والتحذير من التصعيد

رغم التحفظات الغربية، إلا أن البيان الأوروبي المشترك الأخير – من فرنسا وبريطانيا والاتحاد الأوروبي – شدد على أهمية تجنب التصعيد، داعيًا إلى حل سلمي ودبلوماسي بين إسرائيل وإيران.

ويعكس ذلك مخاوف متزايدة من أن استمرار الضربات الإسرائيلية قد يقود إلى مواجهة إقليمية واسعة، خاصة في ظل ارتباط الملف النووي الإيراني بتوازنات أمنية تشمل الخليج العربي، وروسيا، والصين، وأمريكا.

التهديد الأمريكي… قرار خلال أسبوعين

 

الرئيس الأمريكي أعلن أنه سيقرر خلال أسبوعين ما إذا كانت واشنطن ستدخل مباشرة في النزاع.

حتى الآن، يُعتقد أن الولايات المتحدة تفضل الإبقاء على إمكانية التهدئة قبل اتخاذ قرار عسكري .

جهود دبلوماسية أوروبية في جنيف

وزراء خارجية بريطانيا، فرنسا، وألمانيا اجتمعوا مع نظيرهم الإيراني في جنيف، في خطوة حثيثة لإحياء المفاوضات النووية ووقف التصعيد، السلطات الأوروبية كررت دعوتها لضبط النفس ودعت إلى وقف الهجمات كشرط لافتتاح حوار جاد.

خطر امتداد النزاع

إسرائيل حذرت من تدخل حزب الله ولبنان، في حين ردّت إيران بتحذيرات ضد أي تدخل أمريكي أو إسرائيلي مكثف .

روسيا حذّرت من محاولة ضمّ القائد الإيراني الأعلى، واعتبرت أي انتهاك خط أحمر قد يؤدي إلى “صندوق باندورا” .

الضربات الإسرائيلية الأخيرة ضد إيران قد تكون نجحت تكتيكيًا في تأخير بعض جوانب البرنامج النووي، لكنها فشلت استراتيجيًا في كسر المشروع أو منعه بالكامل.، ويبقى التصعيد العسكري خيارًا محفوفًا بالمخاطر، وقد تكون الوساطة الدولية والضغوط الدبلوماسية هي السبيل الوحيد لتفادي انفجار مواجهة إقليمية مفتوحة.