ضربة موجعة.. إسرائيل " تبتر قدم " مستشار خامنئي في قلب طهران

ذكرت وكالة «تسنيم» الدولية للأنباء الإيرانية، الاثنين، أن الحالة الصحية لعلي شمخاني مستشار المرشد الإيراني علي خامنئي استقرت نسبياً بعد إصابته بجروح بالغة في الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف منشآت نووية وقادة عسكريين في البلاد فجر الجمعة الماضي.

وقالت الوكالة الإيرانية إن شمخاني ما زال يرقد في المستشفى تحت الرعاية الطبية.
ونقلت عن مسؤول في الفريق الطبي قوله: «تمكنَّا من السيطرة على قسم مهم من الأضرار التي لحقت به، ومنذ الأمس يمكن القول إن وضعه الصحي مستقر إلى حد ما».
وأضاف: «(لكن) نظراً لخطورة المضاعفات الناجمة عن الانفجار - والتي أصابت بشكل خاص الأعضاء الداخلية - لا يمكن حتى الآن إصدار تقييم نهائي ودقيق عن وضعه، رغم أن المسار العلاجي قد شهد بعض التحسن في الأيام القليلة الماضية».
وأصيب شمخاني في يوم الجمعة الماضي، من جرَّاء الضرَبات الإسرائيلية على إيران في يونيو 2025، فنقل إلى المستشفى، وكشف الفريق الطبي ه انه قد تم بتر ساقه نتيجة الاصابة البالغة التي تعرض لها .

علي شمخاني
علي شمخاني" سياسي عسكري إيراني، من أصل عربي، تولَّى منصب الأمين العامِّ للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، وشغل منصبَ وزير الدفاع في الحكومة الإيرانية من 1997 حتى 2005، وكان قائدَ القوَّة البحرية لجيش الجمهورية الإسلامية الإيرانية، برز في القضاء على الحركات المعارضة للثورة الإسلامية سنة 1979.
وهو من الشخصيات الإصلاحية بحسَب المصادر الغربية، ونشِطَ على الصعيد السياسي والديني في الشارع الإيراني، ورشَّح نفسه للانتخابات الرئاسية عام 2001.
نشأة مستشار خامنئي “ شمخاني ”
وُلد علي شمخاني بمدينة الأهواز في محافظة خوزستان، يوم الخميس 13 صفر 1375هـ الموافق 29 سبتمبر 1955م، لأسرة عربية تنتسب إلى عشيرة الشماخنة التابعة لقبيلة بني ربيعة، قُتل أخواه محمد وحامد في مواجهات مع الجيش العراقي في الحرب الإيرانية العراقية.
درس في كلية الزراعة بجامعة الأهواز وتخرَّج فيها، ثم نال شهادة (ماجستير) في الشؤون العسكرية، و(ماجستير) في الإدارة.

تدرجة في المناصب
أسهم في تأسيس قوَّات الحرس الثوري الإيراني، وكان أولَ قائد لهذا الحرس في إقليم خوزستان، ثم صار قائدًا للقوَّات البرية التابعة للحرس الثوري، فنائبًا للقائد العامِّ لقوات الحرس الثوري الإيراني.
تولَّى في إبَّان الحرب الإيرانية العراقية العديد من المناصب العسكرية، منها قائد القوَّات العسكرية في إقليم خوزستان، وقائد بالإنابة للقوَّات الإيرانية المشرفة على تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم (598) المتعلِّق بإنهاء الحرب بين البلدين. وتولَّى ايضًا منصب قائد القوَّة البحرية لجيش الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
وفي عهد حكومة مير حسين موسوي أصبح وزيرًا لقوات الحرس الثوري، ثم عيَّنه المرشد الأعلى علي خامنئي قائدًا لقوات البحرية في الجيش والحرس الثوري في عهد هاشمي رفسنجاني، وتولَّى منصب وزير الدفاع من 19 أغسطس 1997 حتى 27 أغسطس 2005 في عهد محمد خاتمي. وعيَّنه خامنئي عضوًا في المجلس الإستراتيجي للعَلاقات الخارجية، ورئيسًا للمركز الإستراتيجي للقوَّات المسلَّحة الإيرانية في عهد أحمدي نجاد، ثم أمينًا للمجلس الأعلى للأمن القومي عام 2013 في بداية رئاسة حسن روحاني.

دوه على الصعيد السياسي والديني في الشارع الإيراني
نشط على الصعيد السياسي والديني في الشارع الإيراني، ورشَّح نفسه للانتخابات الرئاسية عام 2001، فاحتلَّ المركز الثالث بين عشَرة مرشَّحين خاضوا الانتخابات التي انتهت بفوز محمد خاتمي للمرَّة الثانية. لكنَّ نشاطه سبق ذلك بكثير، فقد ألقى السافاك القبض عليه وأُرسل إلى السجن عام 1973 وهو في سن 18 عامًا بسبب انخراطه في أنشطة سياسية. وفي سجن الأهواز التقى أشخاصًا منهم محسن رضائي وغلام علي رشيد، الذين أنشؤوا بعد إطلاق سراحهم جماعة حرب العصابات المسمَّاة "منصورون".
في أواخر عهد الشاه وعشية الثورة الإيرانية كوَّن عَلاقات مع حسين علي المنتظري الذي كان منفيًّا في إقليم خوزستان، وانتسب إلى مجموعة دينية مسلَّحة سرِّية في مدينة الأهواز، نفذت بعضَ العمليات العسكرية المناوئة لنظام الشاه. وبعد قيام الثورة انخرط في العمل الأمني والعسكري، وأصبح قائدًا لقوَّات "لجان الثورة الإسلامية" في إقليم خوزستان. وفي الحرب الإيرانية العراقية قاتل في صفوف الحرس، وشهد مصرع اثنين من أشقائه فيها، ممَّا زاد من رصيده لدى السلطات الإيرانية التي تنظر بريبة إلى العرب في إيران.

حاول أن يكون وسيطًا بين الحكومة والمنتفضين عام 2005 بالأهواز احتجاجًا على سياسات إيران المتَّهمة بالعمل على تغيير النسيج السكَّاني للإقليم، لكنَّ السكَّان رفضوا تدخله ورمَوه بالحجارة والطماطم عندما حاول زيارة أحد معاقل الانتفاضة بحي الدايرة في الأهواز.
يُعد شمخاني من السياسيين البارزين في إيران، إذ كان له أثرٌ كبير في المحادثات التي استضافتها بكين نهاية مارس 2025، وأفضت إلى توقيع اتفاق عودة العَلاقات بين إيران والسعودية. وكان له دور مؤثِّر في رسم السياسة الخارجية الإيرانية مع انتخاب الحكومة برئاسة إبراهيم رئيسي في أغسطس من عام 2021.
الأوسمة والجوائز
منحه ملك السعودية عبد الله بن عبد العزيز -عندما كان وليًّا للعهد- وسام الملك عبد العزيزلدوره في إزالة التوتر وتطوير العَلاقات بين الدول العربية الخليجية وإيران، وكان حينذاك وزيرًا للدفاع.

ولليوم الرابع، واصلت إسرائيل وإيران، تبادل الضربات الجوية والصاروخية، إذ تشن تل أبيب هجمات على أهداف عسكرية وحيوية إيرانية مختلفة، بينما أكدت طهران أنه «لا حدود» في الرد على إسرائيل بعدما «تجاوزت كل الخطوط الحمر»، وشنت بالفعل عدة موجات بمئات الصواريخ الباليستية على الدولة العبرية.
وتركزت هجمات اليوم على البنى التحتية في كلا البلدين. وتوعَّدت إيران بتنفيذ ضربات صاروخية «أشد تدميراً ضد أهداف حيوية في إسرائيل»، بينما شدد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان على أن بلاده لا تنوي تطوير أسلحة نووية لكنها تسعى للحفاظ على حقها في الطاقة والأبحاث النووية.