احتجاجات مستمرة بشأن الهجرة.. لوس أنجلوس على صفيح ساخن
في 6 يونيو 2025 صباحًا، شنّت وكالة الهجرة والجمارك الأمريكية (ICE) سلسلة مداهمات في وسط مدينة لوس أنجلوس، استهدفت سوق الأزياء ومواقع تجارية مثل Home Depot ومخازن ملابس، وأدت إلى توقيف أكثر من 100 شخص، منهم نحو 44 احتُجزوا "إداريًا" وفق إحصاءات وزارة الأمن الداخلي .
الأحياء اللاتينية
ويأتي هذا الانتهاك المفاجئ أثار ردود فعل فورية من السكان، خصوصًا في الأحياء اللاتينية، وأشعل شرارة احتجاجات ضخمة في غضون ساعات.
وأشارت سجلات الشرطة إلى أن بعض المتظاهرين رموا قطع من الخرسانة وأنابيب غاز باتجاه عناصر الحرس الفيدرالي، مما دفع الشرطة المسيّرة إلى تفريقهم باستخدام قنابل الغاز، والذخيرة غير الفتاكة، والقنابل الصوتية الصاعقة .
ومع حلول المساء، تحول التجمع إلى استنفار أمني، حيث نُفذت أول احتجاجات في وستليك – Home Depot ولاحقًا أمام مركز الاحتجاز الفيدرالي (Metropolitan Detention Center).
تطوّر الأحداث
اليوم الأول
اشتدت المواجهات قرب مركز الاحتجاز الفيدرالي وWestlake Home Depot. وذكر موقع ويكيبيديا أن شرطة لوس أنجلوس أمرت بدفع احتجاجات "أفراد عنيفين" مما استوجب استخدام ذخيرة خفيفة وتفريق التجمع واضطراب أمني عام .
اليوم الثاني
تصاعدت الاحتجاجات في أحياء مثل باراماونت فتدخلت قوى الأمن بحاويات الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية، بينما ازدادت حدة التصادم مع المتظاهرين الذين حملوا حجارة وكتل أسمنتية تجاه مركبات شرطة ICE .
اليوم الثالث
ركب المتظاهرون موجة الغضب واقتحموا طريق 101 السريع وإغلاقه، مع اشتعال النار في سيارات Waymo ذاتية القيادة بـ downtown لوس أنجلوس، ما تسبب في انتشار دخان كثيف وأزمة مرورية كبيرة . الشرطة ضبطت 29 محتجًا من قبل شرطة لوس أنجلوس، و19 آخرين من قبل إدارة الطرق السريعة على الطريق السريع .
نشر الحرس الوطني
استجابة للتطورات، أُمر الرئيس ترامب بنشر 2000 جندي من الحرس الوطني في لوس أنجلوس، وخصوصًا لحماية المنشآت الفيدرالية مثل مركز الاحتجاز، بموجب البند العاشر من قانون الولايات المتّحدة، رغم اعتراض حكومة كاليفورنيا . وصلت فرقة أولى مكوّنة من 300 جندي يوم الأحد، ما زاد من التوتر بين الحكومة الفيدرالية بقيادة ترامب ومسؤولي الولاية بقيادة الحاكم جافين نيوسوم وعمدة لوس أنجلوس كارين باس .
تصعيد الأوضاع
تحولت احتجاجات الأحد إلى حرب شوارع فعلية، وفق توصيف سكاي نيوز، مع انتشار قوات الحرس الوطني ووقوفها خلف صفوف شرطة مكافحة الشغب، وتسجيل حوادث دهس ضابطين بدراجة نارية خلال محاولتهم تفريق المتظاهرين .
المحتجون حوّلوا سيارات Waymo إلى هدف رمزي للغضب، إذ اشتعلت عدة منها بالنار، ما دفع شركة Waymo لتعليق خدماتها مؤقتًا . بالمقابل، ردّت قوات الأمن باستخدام غاز المسيل للدموع، قنابل الصوت، الرصاص المطاطي لتفريق الحشود المسلّحة بالحجارة والزجاجات وألعاب نارية .
ردود الفعل الرسمية
أدان الحاكم جافين نيوسوم التدخل الفيدرالي ووصفه بـ"غير قانوني وغير أخلاقي"، وهدد برفع دعوى قضائية، مشيرًا إلى أن بنود قانون التمرد لم تُفعل وأن الحاكم لم يطلب نشر الحرس .
كارين باس، عمدة لوس أنجلوس، وصفته بــ"إرهاب منهجي في حق مجتمع المدينة" والمطالبة بأن تكون الاحتجاجات "سلمية" .
على الجانب الفيدرالي، شدّد الرئيس ترامب على أن قواته ستطوّق المحافظات إذا "سادت أعمال شغب"، وأن أي هجوم على "العناصر الفيدرالية" لن يُسامح .
وزير الدفاع بيت هيغستث أكد جاهزية المارينز من قاعدة كامب بندلتون للتدخل إذا تفاقمت الأعمال .
دعمت منظمات حقوقية مثل ACLU والعصب الديمقراطية موقف نيوسوم، مستنكرين تحويل الحرس الوطني دون موافقة الولاية، ووصفتوها بـ"خرق دستوري" .
الأقلية اللاتينية
الاحتجاجات واجهت إجراءات ترحيل جماعية، بينما المجتمعات المحلية اعتبرت هذه العمليات "تنميطًا عنصريًا"، ما زاد من حدة التوتر.
توسع نطاق الحراك المدني
شملت الاحتجاجات مشاركة مقاتلين للحقوق المدنية، متظاهرين شبّان، طلاب جامعات ومؤسسات اجتماعية، حيث رفعوا شعارات "لا للترحيل" و"Viva Mexico"، كما أظهرت صور متداولة .
أزمة ثقة بين الفيدرالي والولاية
الحرس الوطني تم نشره رغم رفض وإدانة مسؤولي الولاية – وهي خطوة لم تحدث منذ عقود – مما انعكس في تصاعد الاتهامات بتجاوز السلطة الفيدرالية والاعتداء على سلطة الولاية.
تحويل الحملة السياسية لدعاية انتخابية
يرى منتقدون أن ترامب يسعى من خلال هذه العملية لتعزيز حملة "قانون ونظام" استعدادًا لانتخابات 2025-2026، وقد وصفه نيوسوم بـ"أزمة مصطنعة" .
سيناريوهات محتملة
دخلت الاحتجاجات لليوم الثالث وأعلنت السلطات "تجمعًا غير شرعي" في مناطق downtown، صدر أكثر من 50 اعتقالًا حتى الأحد لمشتبهين بإلقاء مواد حارقة أو تعطيل المرور .
وصول الحرس الوطني
حتى الإثنين، سجلت وصول دفعة أولى من 300 جندي، بينما الجهات الرسمية تحدثت عن تحوّل 2000 جندي في المرحلة التالية .
تهديد بالقوة المضاعفة
كشف وزير الدفاع عن استعداد المارينز للتدخل، بينما ترامب ألمح إلى إمكانية تطبيق قانون التمرد إذا استمر الوضع في التصاعد .
السبب المباشر: مداهمات ICE واعتقالات واسعة في الأحياء المهاجرة يوم الجمعة 6 يونيو، خاصة بين السكان اللاتينيين.
المأزق اليومي: شملت احتجاجات جماعية إغلاق الطرق السريعة وحرق سيارات Waymo وقطع طرق والتحام عنيف بين الشرطة والمتظاهرين.
تصاعد أمني: نشر الحرس الوطني دون موافقة الولاية، وتهديدات توريد المارينز، مما يؤجج الانقسام بين الحكومة الفيدرالية وكاليفورنيا.
البروز السياسي: نيوسوم وباس في صف التضامن مع المهاجرين، مقابل ترامب يسوّق لقوة الشرطة.
النتيجة المحتملة: تصعيد قانوني (دعوى قضائية ضد الحرس الوطني)، تنامي الاحتجاج، وقد يمتد إلى مدن كاليفورنيا الأخرى، مع دعوات لمزيد من الضغط في واشنطن.
وتعد تلك الاحتجاجت إنها واحدة من أشدّ الحركات الاحتجاجية في لوس أنجلوس منذ 1992، وتُعدُّ اختبارًا جديدًا لعلاقة السلطات الفدرالية بالولايات المتدة ، خصوصًا في قضايا الهجرة والسلطة المحلية. تأثرت المدينة فجأة بحالة من الطوارئ المعقدة، يمثل الخروج من عنفها تحديًا أمام القيادة السياسية والقانونية للوصول إلى حلّ يؤمن الحقوق واحترام الدستور الأمريكي.
