تعد جزء من تحالف أسطول الحرية.. السفينة مادلين في قبضة إسرائيل

أبحرت السفينة "مادلين" من صقلية الأحد الماضي متجهة إلى غزة لإيصال مساعدات وكسر الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ أعوام، وزاد إطباقا عقب اندلاع الحرب الأخيرة مع حركة حماس في السابع من أكتوبر 2023.

مادلين كلاب
أُطلِق عليها اسم “مادلين” تكريمًا لأول صيّادة فلسطينية من غزة، مادلين كلاب، التي عبّرت عن فخرها بأن تُحمل مساعدات إنسانية باسمها .
انطلقت السفينة بالتحديد في 1 يونيو 2025 من ميناء كاتانيا (صقلية - إيطاليا)، حاملة مساعدات متنوعة مثل لبن صناعي للأطفال، دقيق، أرز، حفاضات، منتجات صحية للنساء، أجهزة تحلية مياه، معدات طبية، عصي مشي، وأطراف صناعية للأطفال .
ياتي الهدف من ذلك كسر الحصار البحري الإسرائيلي عن غزة وإيصال دعم إنساني، إلى جانب توجيه رسالة سياسية وأخلاقية، خصوصًا في ضوء الوضع الإنساني المتدهور في القطاع.
من هم الأشخاص على متن السفينة
على متن “مادلين” نحو 12 ناشطًا من جنسيات متعددة (ألمانيا، فرنسا، البرازيل، تركيا، السويد، إسبانيا، هولندا) .
من بين الركاب البارزين:المناخية السويدية غريتا ثونبرغ، البالغة من العمر 22 عامًا، التي انضمت کجزء من الحملة للتضامن مع غزة .
ورئيسة البرلمان الأوروبي الفرنسية من أصل فلسطيني، ريما حسن ،ووجود صحفيين مثل عمر فياض .
الرحلة وأحداث ما قبل الاعتراض
1 يونيو: الإقلاع من كاتانيا، وتتخلل الرحلة عمليات مراقبة من طائرات درون، ما أثار مخاوف وصدرت دعوات لحماية دولية .
3 يونيو: قرب جزيرة كريت، ظهر طائرة مراقبة دون طيّار تابعة لخفر السواحل اليوناني .
5 يونيو: سارعت السفينة لإنقاذ أربعة مهاجرين سودانيين كانوا في زورق، ونقلتهم إلى حرس الحدود الأوروبي (فرونتكس) .
بحلول 7 يونيو، وصلت السفينة إلى المياه المصرية .

تدخّل قوات الاحتلال واعتراض مادلين
على مدى الأيام الأولى من يونيو، هدد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس باستخدام "كافة الوسائل" لمنع وصول “مادلين” إلى غزة، متهمًا النشطاء بأنهم “أبواق دعاية لحماس” ومؤكدًا أن الحصار البحري جزء من سياسة أمنية لمنع تهريب أسلحة .
8-9 يونيو، يُفاد باعتداء بطائرات من دون طيار (درون) وزوارق سريعة بتوقّف الاتصالات على متن السفينة، ورشّت مادة بيضاء مجهولة .
في الأيام نفسها، نشرت قوات إسرائيلية لقطات لعبور قوات كوماندوز بحرية وتعطيل السفينة في المياه الدولية، والتي صوّرتها السلطات لاحقًا على أن السفينة تحت السيطرة، وتحوّل مسارها نحو ميناء أشدود (إسرائيل)

اعتراض السفينو واعتقال طاقمها
احتجزت القوات الإسرائيلية طاقم السفينة (12 ناشطًا) من ضمنهم غريتا ثونبرغ وريما حسن، تم تحويلهم إلى إسرائيل تمهيدًا لعودتهم إلى دولهم .
وزارة الدفاع الإسرائيلية أكدت السيطرة على السفينة دون مقاومة وأن النشطاء "بصحة جيدة" . نشروا فيديوهات تُظهر توزيع سندويشات ومياه على النشطاء.
وفق وزارة الخارجية الإسرائيلية، قُدِّم لهم عروض مشاهدة مواد عن "مجزرة 7 أكتوبر" قبل ترحيلهم، وذلك ليتثقّفوا على ما تصفها بـ"وجه الحقيقة" .
حول المساعدات: اعتبرت إسرائيل أنها تمثّل "كمية ضئيلة" ولن تدخلها غزة، مؤكدة أن جميع الشحنات ستُرسل عبر القنوات الرسمية مثل "مساعدات إسرائيلية" وأكثر من 1,200 شاحنة دخلت غزة في الأسبوعين الماضيين، وعلّقوا بأن سفينة الناشطين كانت تهدف بشكل أساسي لـ"الدعاية الإعلامية" .

ردود الفعل والمواقف الدولية
تحالف أسطول الحرية وصف الاعتراض بأنه "اختطاف" و"خرق للقانون الدولي"، وطالب بمراسلات رسمية لضمان سلامة السفينة ونشطاءها .
منظمات حقوق الإنسان والأمم المتحدة، بما في ذلك لجنة "الإنسانيين لكسر الحصار" ومقرّرة الأمم المتحدة فرانشيسكا ألبانيزي، اعتبروا أن منع السفينة يشكّل "انتهاكًا للقانون الدولي الإنساني" .
دول مثل تركيا وإيران أدانت التدخل ووصفته بـ"قرصنة بحرية" .
مظاهرات تضامنية شهدتها عدة عواصم بما فيها كانبرا، سيدني، أستراليا على اثر اعتراض السفينة واحتجاز الناشطين .
الحدث أكبر من مجرد إيصال مساعدات؛ إنه رسالة للتضامن وكسر الحصار، لكن إسرائيل تعاملت معه كمسألة أمن يحمي حصارًا مفروضًا منذ عام 2007، وزاد منذ أكتوبر 2023 .
و الاعتراض في المياه الدولية يثير نقاشًا حول قانونية الحصار ومدى خرقه للقوانين البحرية، مع تدخلات من منظمات دولية ومنظمات حقوقية.
السفينة "مادلين" خرجت برد فعل عالمي ورمز قوي لتحدي الحصار الإنساني عن غزة. رغم أن تأثيرها العملي على توفير المساعدات محدود، إلا أن قيمة الحدث تكمن في رسالته السياسية والإنسانية وكشف التوتر بين التضامن والمصالح الأمنية. الاعتراض الإسرائيلي كشف التعقيدات والتفسيرات القانونية المختلفة، وأثار موجة من النقاش العالمي حول الحصار والملكية البحرية والقانون الدولي.