تصعيد روسي جديد يثير تساؤلات حول مستقبل الحرب الأوكرانية.. تسوية أم انفجار

في تطور جديد ينذر بمزيد من التعقيد في الملف الأوكراني، أعلنت موسكو عن البدء في إنشاء منطقة عازلة على طول حدودها مع أوكرانيا، في خطوة وُصفت بأنها قد تمهد لاحتلال أجزاء واسعة من الأراضي الأوكرانية، وفق ما صرّح به دميتري ميدفيديف، نائب رئيس مجلس الأمن الروسي.
ما الجديد في الأزمة الروسية الأوكرانية
الخطوة الروسية، التي تأتي في وقت حساس من الصراع المستمر منذ أكثر من عامين، قد تحمل انعكاسات مباشرة على مسار التفاوض بين موسكو وكييف، خاصة في ظل الوساطة النشطة التي تقوم بها تركيا.
ومن المرتقب أن يتم التحضير لجولة ثانية من المفاوضات في إسطنبول خلال الفترة المقبلة، إلا أن هذه التحركات العسكرية قد تعرقل أو حتى تُفشل الجهود الدبلوماسية المنتظرة.
وفي سياق موازٍ، أطلق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تصريحات مثيرة للجدل، وجّه فيها انتقادات لاذعة للرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فولوديمير زيلينسكي على حد سواء، في خطوة اعتُبرت لافتة وقد تؤشر إلى تحولات في الموقف الأمريكي من الحرب، وخصوصًا بشأن ما إذا كانت واشنطن ستواصل لعب دور الوسيط الفاعل في النزاع أم تبدأ في إعادة تموضعها.
هل تقود "المنطقة العازلة" إلى السلام أم الانفجار؟
المنطقة العازلة التي تعتزم موسكو إنشاؤها قد تُطرح كوسيلة لـ"حماية الحدود الروسية"، كما تزعم، لكنها تثير في المقابل مخاوف من تصعيد عسكري جديد قد يؤدي إلى تمدد رقعة الحرب داخل العمق الأوكراني.
المراقبون يرون أن هذا التطور يضع الحرب على مفترق طرق حاسم: فإما أن تُستخدم هذه الخطوة كورقة ضغط لدفع كييف نحو تسوية سياسية وفق شروط موسكو، أو أن تفتح الباب أمام مرحلة جديدة أكثر دموية من الصراع.
السيناريوهات المطروحة:
تصعيد شامل مع انخراط دولي أوسع قد يشمل أطرافًا جديدة.
تجميد مؤقت للصراع بضغط دولي لتجنب انفجار أكبر في شرق أوروبا.
تسوية جزئية برعاية تركيا أو أطراف أخرى تفضي إلى وقف إطلاق نار طويل الأمد.
هل ما تقوم به روسيا اليوم خطوة نحو إنهاء الحرب، أم تمهيدًا لحرب أطول وأشد؟ الجواب مرهون بالأسابيع القادمة ومواقف القوى الكبرى من التحولات المتسارعة على الأرض.
وفي وقت سابق، أعلن إيجور بروسيلو، نائب رئيس مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أن أوكرانيا ترفض بشكل قاطع الاعتراف القانوني بضم شبه جزيرة القرم، وجمهوريتي دونيتسك ولوغانسك، ومقاطعتي زابوروجيه وخيرسون إلى روسيا، مؤكداً أن هذه المواقف "ثابتة وغير قابلة للتغيير".
وقال بروسيلو، في تصريح صحفي، إن "مواقف الرفض التي كنا عليها لا تزال قائمة، وهذا يعني أننا لا ولن نعترف قانونياً بسيادة روسيا على القرم أو على أي من المناطق الأربع الأخرى".
وأضاف أن كييف تتوقع تلقي المذكرة الروسية التي تتضمن شروط التسوية قبل نهاية شهر مايو، مرجحاً أن يكون ذلك في اليوم الثلاثين من الشهر.
وكانت الجولة الأولى من المفاوضات بين الجانبين قد جرت في إسطنبول يوم 16 مايو، بعد دعوة وجهها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في 11 مايو لاستئناف المحادثات. وقد وافقت أوكرانيا على المشاركة بعد دعوة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب للقبول بالمبادرة الروسية، وذلك رغم اشتراط زيلينسكي سابقاً وقفاً لإطلاق النار لمدة 30 يوماً قبل أي تفاوض.