مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

ترامب يحشد مبكرًا.. خطة محددة لإحكام قبضة الجمهوريين على الكونجرس بانتخابات 2026

نشر
الأمصار

في تحرّك استباقي يكشف عن قلق متزايد داخل أروقة الحزب الجمهوري، بدأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وفريقه تنفيذ خطة محكمة لضمان بقاء السيطرة الجمهورية على مجلس النواب في انتخابات التجديد النصفي المقررة عام 2026.

ورغم الانتصار الثلاثي الذي حققه الحزب الجمهوري العام الماضي بالسيطرة على البيت الأبيض ومجلسي الكونغرس، فإن تلك السيطرة توصف داخل الدوائر المقربة من ترامب بـ"الهشة"، خاصة في ظل احتمالات عودة الديمقراطيين بقوة إلى المشهد التشريعي، وما قد يترتب عليه من فتح تحقيقات تهدد بقاء ترامب في السلطة – وهو سيناريو عايشه الرئيس الجمهوري سابقًا عندما سيطر الديمقراطيون على مجلس النواب خلال ولايته الأولى.

ووفقًا لموقع "أكسيوس" الأمريكي، فإن ترامب يخشى تكرار هذا السيناريو، لذا يعمل على تنفيذ خطة من خمس خطوات تهدف إلى تحصين النواب الجمهوريين وتقوية مواقعهم قبل خوض معركة 2026.

الخطوة الأولى: منع تقاعد النواب الجمهوريين

يركز ترامب على إقناع النواب الجمهوريين، خاصة في الدوائر المتأرجحة، بعدم التخلي عن مقاعدهم أو الترشح لمناصب أخرى، ما قد يؤدي إلى فراغات انتخابية باهظة التكلفة ومخاطر محتملة على الحزب.

على سبيل المثال، تلقى النائب مايك لولر من نيويورك رسالة مباشرة من ترامب تطالبه بالبقاء في مجلس النواب وعدم الترشح لمنصب حاكم الولاية. وتبلغ تكلفة التنافس على مقعد لولر حال انسحابه نحو 14 مليون دولار. 

أما النائب بيل هويزينغا من ميشيغان، فيُعد انسحابه لصالح الترشح لمجلس الشيوخ مصدر قلق جديد للحزب.

في المقابل، لم تنجح جميع محاولات الإقناع؛ إذ أعلن النائب جون جيمس من ميشيغان عزمه الترشح لمنصب الحاكم، ما يزيد من المخاوف بشأن إمكانية خسارة مقعده لصالح الديمقراطيين.

الخطوة الثانية: ضخ أموال طائلة لدعم أجندة ترامب

استفاد ترامب من شبكته الواسعة لجمع التبرعات والتي جمعت أكثر من 500 مليون دولار، وبدأ فعليًا ضخ الأموال لدعم مرشحي الحزب في الدوائر الهشة.

أطلقت مجموعة "تأمين العظمة الأمريكية" حملة إعلامية كبرى تروّج لسياسات ترامب الاقتصادية، خاصة في 8 دوائر انتخابية يتواجد بها نواب جمهوريون مهددون بالخسارة. كما وُجّهت الحملة إلى 13 دائرة أخرى فاز بها ترامب رئاسيًا، لكن خسرها حزبه في سباق النواب.

إلى جانب ذلك، تخطط لجنة العمل السياسي التابعة لترامب "لا تستسلم أبدًا" لتقديم دعم مالي مباشر للمرشحين الجمهوريين المختارين.

الخطوة الثالثة: تحجيم المنافسة داخل الحزب

في محاولة لمنع انقسامات داخلية قد تؤدي إلى استنزاف موارد الحزب، بادر ترامب إلى دعم مبكر لبعض النواب الحاليين في الدوائر المتأرجحة، ما يضعف فرص ظهور مرشحين منافسين في الانتخابات التمهيدية.

وخلال اجتماع جمعه مؤخرًا مع رئيس مجلس النواب مايك جونسون، ورئيس اللجنة الجمهورية للكونغرس ريتشارد هدسون، اتفق ترامب معهم على تقديم دعم مبكر للنواب الضعفاء، بما يضمن تقليل المعارك التمهيدية ويعزز من فرص الاحتفاظ بالمقاعد الجمهورية.

الخطوة الرابعة: قيادة حملات تبرعات ضخمة

يعتمد الحزب الجمهوري على ترامب في قيادة حملات جمع التبرعات. ففي أبريل الماضي، نظم ترامب حفل عشاء لصالح اللجنة الوطنية للحزب، جمع خلاله أكثر من 35 مليون دولار.

وتشير التقديرات إلى أن ترامب سيواصل تنظيم هذه الفعاليات خلال العام المقبل، لتأمين تمويل قوي يمكن الحزب من خوض معركة 2026 بأدوات مالية متقدمة.

الخطوة الخامسة: تجنيد مرشحين في الدوائر الشاغرة

يعمل فريق ترامب ولجنة الحزب الجمهوري على استقطاب مرشحين جمهوريين أقوياء للدوائر التي لا يشغلها حاليًا نواب جمهوريون، مع الحرص على أن يكون هؤلاء المرشحون من المؤيدين لترامب.

وفي هذا السياق، يلعب ترامب دور "الوسيط" من خلال التواصل المباشر مع بعض الشخصيات السياسية البارزة لإقناعهم بخوض الانتخابات، مقابل تقديم الدعم السياسي والمالي الكامل لهم.

ويقول مات غورمان، وهو مسؤول سابق في الذراع الانتخابية للجمهوريين، إن وعود ترامب بالدعم السياسي والمالي تُعد محفزًا كبيرًا لأي مرشح للتقدم إلى السباق.

لماذا يخشى ترامب خسارة مجلس النواب؟

تاريخيًا، تشكل انتخابات التجديد النصفي تحديًا كبيرًا للحزب الحاكم، وغالبًا ما يخسر الأغلبية في أحد المجلسين. لكن في حالة ترامب، فإن خسارة مجلس النواب تحديدًا تمثل خطرًا مباشرًا على مستقبله السياسي، بسبب ما قد ينتج عنها من فتح تحقيقات تهدد بإقصائه من المشهد.

وبحسب موقع "أكسيوس"، فإن بعض الديمقراطيين ألمحوا بالفعل إلى رغبتهم في إعادة فتح ملفات حساسة تتعلق بإصلاحات ترامب الحكومية، أو بدعمه المزعوم لإيلون ماسك في صفقات "ستارلينك"، أو حتى باتهامات بالتلاعب في الأسواق.

ومع اقتراب موعد انتخابات 2026، يبدو أن ترامب يخوض معركة مبكرة – لكن ليس كرئيس فقط، بل كاستراتيجي سياسي يسعى لتأمين أغلبية حزبه في الكونغرس بأي ثمن.

 فهل تنجح خطته؟ أم تتكرر انتكاسة 2018 عندما فقد الجمهوريون مجلس النواب لصالح الديمقراطيين؟ الإجابة ستُكتب في صناديق الاقتراع، ولكن التحضير بدأ بالفعل من اليوم.