جينيفر لورانس وروبرت باتينسون في العرض الأول لـ«Die My Love» بمهرجان كان

شهد مهرجان كان السينمائي الدولي في دورته الثامنة والسبعين، في عرضه العالمي الأول، مشاركة فيلم Die My Love ضمن المسابقة الرسمية.
جذب فيلم Die My Love الانتباه بحضوره الفني والإنساني العالي، سواء من خلال موضوعه الذي يتناول قضايا الأمومة والصحة النفسية، أو من خلال طاقمه المشارك، وفي مقدمته النجمة جينيفر لورانس والممثل روبرت باتينسون، تحت إدارة المخرجة الاسكتلندية لين رامزي.
عرض عالمي في المسابقة الرسمية
أُقيم العرض الأول للفيلم في اليوم الخامس من المهرجان داخل قصر المهرجانات، بحضور فريق العمل الذي ضم إلى جانب لورانس وباتينسون، النجوم سيسي سبيسك، ليكيث ستانفيلد، جوستين سياروتشي، أندريا كالدروود، مولي سميث، والمغني الفرنسي كريستين ذا كوينز، حيث التقط الجميع الصور أمام عدسات الإعلام وسط ترحيب من الجمهور المحتشد.
وقد ظهرت جينيفر لورانس مرتديةً فستانًا أبيض أنيقًا، لتتألق على السجادة الحمراء رفقة زملائها في العمل، الذي حظي لاحقًا بتصفيق حاد دام تسع دقائق عقب انتهاء العرض، في إشارة واضحة إلى الأثر الذي تركه الفيلم في نفوس الحاضرين.

جينيفر لورانس: شعور ما بعد الولادة كأنه انتماء إلى عالم آخر
في المؤتمر الصحفي الذي أعقب العرض، تحدّثت جينيفر لورانس عن تجربتها في أداء دور أم تعاني من اكتئاب ما بعد الولادة، وهي الشخصية التي وصفتها بالأكثر تعقيدًا في مشوارها الفني. وقالت: "لا شيء يُشبه عزلة ما بعد الولادة، الأمر يشبه أنك أصبحتِ كائنًا من عالم آخر، حيث تتصارع المشاعر والتغيرات في الوقت ذاته."
وأشارت لورانس إلى أنها كانت في شهرها الخامس من الحمل أثناء التصوير، ما ساعدها على تمثيل الدور بصدق. واعتبرت أن خوض تجربة الأمومة منحها حساسية مضاعفة كممثلة، قائلة: "أنصح كل من تعمل في هذا المجال أن تعيش تجربة الأمومة، فهي تفتح نوافذ جديدة في التمثيل".

روبرت باتينسون: الدعم لا يكفي عند غياب لغة الفهم
من جانبه، قدّم روبرت باتينسون شخصية "جاكسون"، زوج البطلة، والذي يواجه صعوبة في التعامل مع الانعزال النفسي لزوجته. وقال في كلمته: "التحدي الحقيقي لا يكمن فقط في الدعم، بل في الفهم، خصوصًا حين تغيب اللغة التي توصل الشعور."
وأضاف باتينسون أن تجربته الحديثة كأب أثّرت عليه في فهم المشهد الداخلي للشخصية، مؤكدًا أن الفيلم وفّر له مساحة للتعبير عن مشاعر إنسانية غالبًا ما تُهمَل في الدراما.
لين رامزي: تفكيك الصورة النمطية للأمومة
المخرجة لين رامزي أوضحت أن الفيلم مستند إلى رواية للكاتبة الأرجنتينية أريانا هارويتز، وهدفه مقاربة الأمومة من زاوية مختلفة، بعيدًا عن التصورات الرومانسية الشائعة، عبر التركيز على هشاشتها وحدودها النفسية والجسدية في عالم اليوم.
وأشارت رامزي إلى أنها حاولت الجمع بين الكثافة الشعورية والبعد البصري، لإيصال تجربة الأمومة كصراع داخلي قائم بين الرغبة في العطاء والشعور بالاختناق. وقد حرصت على جعل الكاميرا مرافقة لنَفَس الشخصيات دون افتعال.
إشادة نقدية وجمهور متفاعل
لاقى Die My Love بعد عرضه إشادة كبيرة من النقاد الذين أثنوا على إخراج رامزي وقدرتها على معالجة موضوع الأمومة من زاوية صادقة وقاسية في آن. واعتبر النقاد أن الفيلم تميز بمزج بارع بين عناصر الكوميديا السوداء والرعب والدراما النفسية، إلى جانب الأداء القوي من لورانس وباتينسون، حيث وصفوهما بأنهما قدّما شخصيات "معذبة ولكنها حيّة ومتّقدة بالمشاعر."
ولم تقتصر ردود الفعل على النقاد فقط، إذ تفاعل الحضور داخل القاعة مع لحظات الفيلم، من خلال الصمت التام أثناء المشاهد الأكثر حدة، قبل أن تنفجر القاعة بالتصفيق عند إسدال الستار، في لحظة أكّدت أن هذا العمل سيكون من بين أبرز أفلام الدورة الحالية لمهرجان كان السينمائي، المُقامة في مايو/ أيار الجاري.