6.4 مليار دولار حجم سوق التكنولوجيا المالية في الإمارات بحلول 2030

تواصل دولة الإمارات تعزيز موقعها كمركز إقليمي وعالمي رائد في مجال التكنولوجيا المالية "الفنتك"؛ مدفوعة برؤية استشرافية وسياسات تنظيمية مرنة تدعم الابتكار، حيث تشير التوقعات إلى نمو متسارع للقطاع خلال السنوات المقبلة، يعكس ثقة المستثمرين وتوسع البيئة التشريعية.
وبحسب تقرير حديث صادر عن شركة "موردور إنتلجينس" للأبحاث، يُتوقع أن يسجل سوق التكنولوجيا المالية في الإمارات معدل نمو سنوي مركب يبلغ 12.56% خلال الفترة من 2025 إلى 2030؛ ليرتفع حجمه من 3.56 مليارات دولار (نحو 13 مليار درهم) إلى 6.43 مليارات دولار (23.6 مليار درهم).
شهد القطاع خلال الأعوام الأخيرة تطوراً لافتاً مدفوعاً بالمبادرات الحكومية، والتحول نحو بيئة تشريعية داعمة، وزيادة الاستثمارات ونشاط الشركات الناشئة المتخصصة في هذا المجال الحيوي؛ ما جعل الإمارات في طليعة الدول التي تقود التحول الرقمي في القطاع المالي على مستوى المنطقة.
وقد اتخذت الدولة خطوات استباقية لتأسيس بنية تنظيمية واضحة تدعم التكنولوجيا المالية. فقد أرست كل من أبوظبي ودبي أطراً تنظيمية متقدمة عبر هيئات مختصة مثل هيئة تنظيم الأصول الافتراضية في دبي، وسلطة دبي للخدمات المالية في مركز دبي المالي العالمي، وسلطة تنظيم الخدمات المالية في سوق أبوظبي العالمي (ADGM).
كما لعبت مبادرات مثل "فينتك هايف" في مركز دبي المالي العالمي، ومختبر تنظيم التكنولوجيا المالية في سوق أبوظبي العالمي، دوراً محورياً في تعزيز نمو وتوسّع هذا القطاع الواعد.
وعلى صعيد اخر، أعلنت حكومة دولة الإمارات، والمنتدى الاقتصادي العالمي، تنظيم الدورة المقبلة لمجالس المستقبل العالمية، في دبي، خلال الفترة من 14 إلى 16 أكتوبر/ تشرين الأول 2025، ما يمثل محطة متقدمة في مسيرة الشراكة الاستراتيجية المثمرة بينهما.
ويبني الجانبان من خلالها على شراكتهما الإيجابية في تنظيم المجالس الممتدة لأكثر من 16 عاماً، تم خلالها عقد 280 مجلساً عالمياً للمستقبل، بمشاركة أكثر من 6 آلاف مسؤول وخبير ومختص من أنحاء العالم، وغطت المواضيع الأكثر ارتباطاً بحياة ومستقبل الإنسان.
وأكد محمد عبدالله القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء، الرئيس المشارك لمجالس المستقبل العالمية، أن "المجالس" تعكس الرؤى المشتركة لدولة الإمارات والمنتدى الاقتصادي العالمي، التي تركز على توسيع الشراكات العالمية الهادفة لصياغة الأفكار القابلة للتطبيق وبناء معرفة واعية تدفع مسيرة صناعة المستقبل، وتمكن المجتمعات والدول من اللحاق بركبه والمشاركة في تصميمه وتنفيذه.
وقال إن حكومة دولة الإمارات تركز في شراكتها الاستراتيجية مع المنتدى الاقتصادي العالمي، على توفير منصة لحوار وحراك عالمي مفتوح موضوعه المستقبل ومحوره الإنسان، ما يجسد رؤى قيادة دولة الإمارات وتوجهاتها وتطلعاتها لتعزيز التعاون الدولي الهادف، وترسيخ صيغ علاقات مثمرة بين الحكومات والدول ترتكز على صناعة مستقبل أفضل للأجيال القادمة.