أمريكا.. «ترامب» يُسافر إلى الشرق الأوسط وسط غياب التغطية الصحفية

في خطوة غير مُعتادة أثارت تساؤلات في الأوساط الإعلامية، يُسافر الرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب»، إلى الشرق الأوسط دون مرافقة من الصحفيين أو وكالات الأنباء، بعد قرار مُفاجئ من إدارته بمنع التغطية الإعلامية للجولة.
وفي هذا الصدد، أبدى «صحفيو البيت الأبيض»، انزعاجهم من قرار إدارة ترامب استبعاد كافة وسائل الإعلام ومراسلين من وكالات الأنباء العالمية من مرافقة الرئيس الأمريكي في زيارته المُرتقبة إلى الشرق الأوسط، مُشيرين إلى أن ذلك يحد من دور الإعلام في نقل الحقائق.
فلم يكن هناك أي مراسل من وكالات «أسوشيتد برس» أو «بلومبرج» أو «رويترز» على متن طائرة "إير فورس وان"، التي اعتاد الرؤساء من خلالها التحدث إلى الصحفيين المرافقين لهم.
غضب رابطة مراسلي البيت الأبيض
وقالت رابطة مراسلي البيت الأبيض في بيان: "تقاريرهم تُوزع بسرعة على آلاف من وسائل الإعلام وملايين القراء حول العالم يوميًا، ما يضمن وصولًا مُتكافئا إلى تغطية الرئاسة للجميع".
وأضافت: "هذا التغيير يُعد إساءة لكل أمريكي له الحق في معرفة ما يفعله أعلى مسؤول منتخب في البلاد، بأسرع وقت مُمكن".
ويخوض البيت الأبيض نزاعًا قانونيًا مع وكالة «أسوشيتد برس»، منذ أن تم منعها من تغطية بعض الفعاليات "المحدودة" بعدما رفضت الامتثال لأمر تنفيذي أصدره «ترامب» يقضي بتغيير اسم "خليج المكسيك" إلى "خليج أمريكا".
جولة ترامب الخليجية
هذا وأعلنت «وزارة الخارجية الأمريكية»، أن الرئيس ترامب سيقوم من (13) الى (16) مايو، بأول زيارة إقليمية له منذ توليه الرئاسة وتشمل "المملكة العربية السعودية، وقطر، ودولة الامارات العربية المتحدة"، مُشيرة أن "هذه الزيارة تظهر الأهمية التي تُوليها الولايات المتحدة لعلاقاتها الاستراتيجية مع شركائها بالشرق الأوسط".
وأوضحت الخارجية الأمريكية، أن "اللقاءات ستُركّز على ملفات الأمن الإقليمي والدفاع والطاقة والاستثمار، إلى جانب التعاون المستمر لمواجهة التحديات المشتركة".
أجندة زيارة «ترامب» لدول الخليج.. أهداف وتفاصيل جدول الأعمال
تعد زيارة الرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب»، إلى دول الخليج خطوة هامة في تعزيز العلاقات الاستراتيجية بين الولايات المتحدة والدول الخليجية، حيث تُركّز "الأجندة" على عدد من القضايا ذات الأولوية. تشمل أهداف الزيارة تعزيز التعاون الأمني، مناقشة القضايا الاقتصادية، وتنسيق السياسات الإقليمية بما يخدم المصالح المشتركة.
تفاصيل جدول أعمال ترامب في جولته الخليجية وتوقعات التحولات
وفي هذا التقرير، نُلقي الضوء على تفاصيل جدول أعمال «ترامب» في هذه الجولة المُهمة وما يُمكن أن تحمله من تحولات في العلاقات بين واشنطن ودول الخليج.
يستعد الرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب»، للانطلاق في جولة خليجية رسمية من (13) إلى (16) مايو تشمل ثلاث دول: "السعودية، قطر، والإمارات". وهذه الجولة ستكون الأولى من نوعها له منذ توليه الرئاسة في يناير الماضي، في وقت تشهد فيه المنطقة تصاعدًا في الأزمات السياسية والاقتصادية، ويعمل فيها «ترامب» على تعزيز النفوذ الأمريكي في الخليج.
قمة خليجية تُمهد لاستراتيجية أمريكية جديدة
من المقرر أن يُشارك «دونالد ترامب»، في قمة مع قادة دول مجلس التعاون الخليجي في الرياض يوم (14) مايو، حيث سيعرض رؤيته لدور الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، حسبما أفادت به وسائل إعلام أمريكية وموقع «أكسيوس».
وتُشير التسريبات إلى أن أجندة الجولة الخليجية للرئيس «ترامب» تُركّز على جذب استثمارات خليجية ضخمة، بالإضافة إلى خفض أسعار النفط لدعم النمو الاقتصادي الأمريكي. كما تشمل الأجندة بحث مسار التسوية السياسية للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، حيث تلعب «قطر» دور الوسيط بين إسرائيل وحماس.
وفد رفيع المستوى ومناقشات ثنائية
يُرافق «ترامب» وفد رفيع يضم وزير الخارجية «ماركو روبيو»، ووزير الدفاع «بيت هيجسيث»، ووزير الخزانة «سكوت بيسنت»، إضافة إلى مبعوث ترامب للشرق الأوسط «ستيفن ويتكوف»، بينما يجري أعضاء الوفد محادثات ثنائية منفصلة مع نظرائهم في الدول الخليجية.
كما يُرتقب أن تشهد الرياض انعقاد منتدى استثماري كبير في (13) مايو، بمشاركة عدد من كبار رجال الأعمال وقادة التكنولوجيا مثل "إيلون ماسك، وسام ألتمان، ومارك زوكربيرغ"، إضافة إلى كبار التنفيذيين من بوينغ وسيتي غروب.
استثمارات ضخمة وأفق واسع للذكاء الاصطناعي
الجولة تتزامن مع تحركات استثمارية خليجية واسعة في الولايات المتحدة، حيث أعلنت السعودية عن نية لاستثمار ما يصل إلى تريليون دولار في الاقتصاد الأمريكي، بينما تعهدت الإمارات بضخ (1.4) تريليون دولار خلال السنوات العشر المُقبلة في مجالات تشمل الذكاء الاصطناعي والطاقة.
وتُفيد تقارير بأن إدارة ترامب تدرس تخفيف قيود تصدير شرائح الذكاء الاصطناعي إلى دول الخليج، بعد فرضها خلال عهد «بايدن»، وهو ما أثار استياء واضحا في العواصم الخليجية.
اتفاقيات إبراهام والموقف الأمريكي من الملف النووي الإيراني
تُشكّل مسألة توسيع «اتفاقيات إبراهام» بندًا محوريًا في المباحثات، وسط مساعٍ أمريكية لضم السعودية إلى الاتفاق الذي يقضي بتطبيع العلاقات مع إسرائيل. إلا أن الرياض تشترط تقدماً ملموسًا في الملف الفلسطيني، ووقف العمليات العسكرية في غزة، قبل أي خطوة تطبيعية.
ويُراهن «ترامب» على صهره «جاريد كوشنر»، صاحب العلاقات الوثيقة مع ولي العهد السعودي، «الأمير محمد بن سلمان»، لتقريب وجهات النظر بهذا الشأن.
في المقابل، تتناول الزيارة أيضًا مستقبل المحادثات النووية بين واشنطن وطهران، حيث تبحث إدارة ترامب إمكانية دعم السعودية في تطوير برنامج نووي مدني، وسط مؤشرات على تخفيف الشروط الأمريكية المرتبطة بالتطبيع مع إسرائيل.
ترامب يُخطط لاستبدال الخليج الفارسي بالخليج العربي
وفي خطوة مُثيرة للجدل، كشفت وكالة «أسوشيتد برس»، أن ترامب قد يُعلن خلال زيارته تغيير التسمية الرسمية الأمريكية من "الخليج الفارسي" إلى "الخليج العربي"، في خطوة اعتبرتها إيران "استفزازية" وردت عليها وزارة خارجيتها بإدانة شديدة.
وبحسب شبكات إعلامية أمريكية، تستعد الدول المضيفة لاستقبال "ملكي" للرئيس ترامب، وسط توقعات بتنظيم احتفالات "فاخرة" تعكس مستوى الشراكة السياسية والاقتصادية. وتحدثت شبكة «ABC News» عن نية العائلة المالكة القطرية إهداء الرئيس طائرة «بوينج 747-8» بقيمة (400) مليون دولار.
وتحمل الجولة المُرتقبة لـ«ترامب» رهانات استراتيجية كبيرة، ما يجعلها اختبارًا حاسمًا للعلاقات الأمريكية الخليجية في ولايته الثانية. ستسعى الزيارة إلى تحديد مدى قدرة الرئيس الأمريكي على استثمار هذه العلاقات لدعم رؤيته السياسية والاقتصادية الجديدة في المنطقة.
مفاوضات صفقة الأسرى بين إسرائيل وحماس تدخل مرحلة حاسمة بالتزامن مع زيارة ترامب
في غضون ذلك، دخلت مفاوضات صفقة الأسرى بين «إسرائيل وحماس» مرحلة حاسمة، حيث يتصاعد التوتر في الوقت الذي يتزامن مع زيارة الرئيس الأمريكي، «ترامب» إلى المنطقة. هذه المفاوضات، التي تعد من أبرز الملفات السياسية في الشرق الأوسط، تشهد الآن تحركات دبلوماسية مُكثفة، وسط آمال في التوصل إلى اتفاق يُمكن أن يُخفف من وطأة النزاع ويغير مُجريات الصراع المُستمر. مع تدخل الولايات المتحدة في هذا الملف، يبدو أن الساعات المُقبلة ستكون حاسمة في تحديد مصير المفاوضات والمستقبل القريب للأسرى المحتجزين لدى الطرفين.