مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

أول أمريكي على رأس الكنيسة الكاثوليكية.. من هو بابا الفاتيكان الجديد؟

نشر
الأمصار

خلال  لحظات غلب عليها المفاجأة والتأمل بساحة القديس بطرس، أعلن الكاردينال الفرنسي دومينيك مامبيرتي عن انتخاب الكاردينال الأميركي روبرت فرانسيس بريفوست، أعظم  حبراً للكنيسة الكاثوليكية، وقد اتّخذ لحبريته اسم ليو الرابع عشر.

من هو البابا ليو الرابع عشر؟ - صحيفة العربي الإلكترونية

من هو البابا  ليو الرابع عشر

ليو الرابع عشر، هو أول بابا أميركي في تاريخ الفاتيكان، وجاءت كلماته الأولى لتعكس بعمق الروح التي ينوي أن يضفيها على حبريته: "السلام عليكم جميعاً… نريد سلاماً يغمر القلوب... سلاماً منزوع السلاح ومُجرّداً من قدرات القتل. سلاماً يدخل القلوب والعالم معاً".

وُلد روبرت بريفوست في شيكاغو في 14 سبتمبر 1955، وهو ابن لويس ماريوس بريفوست وميلدريد مارتينيز. أكمل دراسته الثانوية في الإكليريكية الصغرى التابعة لرهبنة القديس أوغسطينوس في عام 1973. حصل بريفوست على درجة البكالوريوس في الرياضيات من جامعة فيلانوفا عام 1977.

ليو الرابع عشر": ماذا نعرف عن بابا الفاتيكان الجديد؟ - BBC News عربي

 انضمام بريفوست إلى رهبنة القديس أوغسطينوس

بعد أن قرر أن يصبح كاهنًا، انضم بريفوست إلى رهبنة القديس أوغسطينوس في سبتمبر 1977. نذر نذوره الأول في سبتمبر 1978، ثم نذر النذور الرهبانية الدائمة في أغسطس 1981. في العام التالي، حصل على درجة ماجستير في اللاهوت من الاتحاد اللاهوتي الكاثوليكي  ‏ في شيكاغو. يتحدث بريفوست الإنجليزية، الإسبانية، الإيطالية، الفرنسية، والبرتغالية، ويستطيع قراءة اللغة اللاتينية والألمانية.

في عام 1998، انتُخب بريفوست رئيسًا إقليميًا لرهبنة الأوغسطينيين في مقاطعة شيكاغو، وعاد إلى الولايات المتحدة لتولّي المنصب في 8 مارس 1999.

في عام 2000، سمح بريفوست للكاهن الأوغسطيني الأب جيمس راي بالإقامة في دير القديس جون ستون في شيكاغو. كان راي قد أُوقف عن الخدمة العامة منذ عام 1991 بسبب اتهامات موثوقة بالاعتداء الجنسي على قاصرين. 

وعلى الرغم من قرب الدير من مدرسة ابتدائية كاثوليكية، لم يُبلّغ بريفوست إدارة المدرسة بوجود راي. 

أشارت الرهبنة الأوغسطينية إلى أنه عُيّن مراقباً لراي أثناء إقامته في دير القديس جون ستون. نُقل راي إلى مقر إقامة آخر في عام 2002 عندما اعتمد مؤتمر أساقفة الولايات المتحدة قواعد أكثر صرامة في التعامل مع الكهنة المتهمين بالاعتداء على القاصرين.

ليو الرابع عشر".. تعرف على أول بابا أميركي للفاتيكان

في عام 2001، انتُخب بريفوست لولاية مدتها ست سنوات رئيساً عاماً لرهبنة الأوغسطينيين. وأُعيد انتخابه لولاية ثانية مدتها ست سنوات في عام 2007. ومن عام 2013 إلى 2014، شغل بريفوست منصب مدير التكوين في دير القديس أوغسطين في شيكاغو، بالإضافة إلى كونه المستشار الأول والنائب الإقليمي لمقاطعة "أمنا المشورة الصالحة"، التي تشمل منطقة الغرب الأوسط من الولايات المتحدة.

سبب اختيار لقب ليو الرابع عشر

ولم يأتِ اختياره لاسم "ليو الرابع عشر" عبثاً، فهو يُحيل مباشرة إلى ليو الثالث عشر، البابا الذي قاد الكنيسة في أواخر القرن التاسع عشر، وترك أثراً لا يُمّحى من خلال رسالته Rerum Novarum (1891) التي أرست أسس الفكر الاجتماعي المسيحي الحديث، داعية إلى كرامة العمل، العدالة، وحماية الفقراء من وحشية الرأسمالية المنفلتة.

أول خطاب للبابا ليو الرابع عشر بابا الفاتيكان الجديد.. ماذا قال؟ | مبتدا

إعادة تفعيل دور الكنيسة في الدفاع عن العدالة الاجتماعية 

وبهذا المعنى، فإن ليو الرابع عشر لم يكتفِ بالإعلان عن التزامه بالسلام، بل أيضاً بإعادة تفعيل دور الكنيسة في الدفاع عن العدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان، في سياق عالمي يموج بالأزمات والحروب والفقر والتمييز.

في خطابه الأول بعد انتخابه، لم يكن حديث البابا الجديد مجرّد بلاغة رمزية. حديثه عن "سلامٍ منزوع السلاح ويُجرِّد الآخرين من السلاح"، جاء كموقف واضح في وجه سباق التسلّح، وثقافة الردع، والحلول العسكرية التي باتت تُطبع كأنها المسار الطبيعي للنزاعات.

إنه نداء لتفكيك بنيات العنف، ليس الرصاص والصواريخ، بل خطابُ الكراهية، وذهنيات الهيمنة، والجدران الثقافية والاقتصادية التي تمزّق نسيج البشرية .

باب نت | ماذا نعرف عن "ليو الرابع عشر" بابا الفاتيكان الجديد؟

مرحلة جديدة

وتدخل الكنيسة اليوم، مع ليو الرابع عشر، مرحلة جديدة من رسالتها النبوية: لا بوصفها سلطة روحية منعزلة، بل بوصفها ضميراً عالمياً منفتحاً على الحوار، وشريكاً في بناء عالمٍ أكثر عدالة ورحمة.

لقد أعاد البابا الجديد وضع القضايا الكبرى في صُلب الرسالة المسيحية: السلام، العدالة، مستقبل العالم والكرامة البشرية، ليُعيد تفعيل البُعد التاريخي العميق الذي مثّله اسم "ليو" عبر الزمن، وليُصبحَ –كما قال– "جسراً بين القلوب، لا جداراً بين الأمم".

تجسيداً لرؤية البابا فرنسيس لكنيسة منفتحة على الحوار

يمثّل انتخابه خياراً يتناغم مع رؤية البابا فرنسيس لكنيسة منفتحة على الحوار، قريبة من معاناة الشعوب، ومنخرطة في التساؤلات والتحدّيات الكبرى للقرن الحادي والعشرين.

وقد أعلن كبير الكرادلة في الفاتيكان من الشرفة الرئيسية لكاتدرائية القديس بطرس، الخميس، انتخاب البابا الجديد روبرت فرانسيس بريفوست، وهو أول أميركي يشغل هذا المنصب لقيادة الكنيسة الكاثوليكية. وسيحمل اسم ليو الرابع عشر، خليفة للبابا الراحل فرنسيس.

أبرز ردود الفعل على انتخاب بابا الفاتيكان ليو الرابع عشر - صدي أون لاين

وكشف الكاردينال دومينيك مامبيرتي اختيار بريفوست بالعبارة اللاتينية "هابيموس بابام" (لدينا بابا)، أمام عشرات الآلاف من الأشخاص الذين تجمعوا في ساحة القديس بطرس لسماع الخبر.

وظهر البابا ليو الرابع عشر على شرفة كاتدرائية القديس بطرس بعد حوالي 70 دقيقة من تصاعد الدخان الأبيض من مدخنة كنيسة سيستين، والتي أعلنت اختيار الكرادلة الـ133 للبابا الجديد.

وقال البابا الجديد من شرفة الكاتدرائية، في أول كلمة له: "ليكن السلام معكم جميعاً"، ثم تحدث بالإيطالية وانتقل إلى الإسبانية، مستذكراً السنوات الطويلة التي قضاها مبشراً ثم رئيس أساقفة في بيرو.

وأكد البابا الرابع عشر ضرورة "السلام والحوار من دون خوف"، وذلك من أجل أن "نتمكن جميعاً من السير معاً".