تونس: تقديم دروس الدعم والتدارك عبر منصة "ناجحون" لـ320 تلميذا بمؤسسات الرعاية

شرعت وزارة الأسرة والمرأة والطفولة وكبار السن في تونس، في تقديم دروس الدعم والتدارك والمرافقة التربوية عبر المنصة الإلكترونية للتعليم عن بعد "ناجحون" لفائدة أبنائها وبناتها التلاميذ في مؤسسات الرعاية وقرى الأطفال س و س المقبلين على اجتياز امتحان الباكالوريا والبالغ عددهم 320 تلميذا من الجنسين.
ويهدف هذا البرنامج، الذي تنفّذه وزارة الأسرة والمرأة والطفولة وكبار السن في تونس، بالشراكة مع الجمعية التونسية لجودة التعليم، إلى تمكين التلاميذ بمؤسسات الرعاية من اكتساب المهارات والكفايات اللازمة في عدة اختصاصات ومواد تعليميّة وتحسين نتائجهم المدرسية خاصة للمقبلين على اجتياز امتحان الباكالوريا.
كما يساهم البرنامج في تقوية الكفايات الأساسية وتعزيز مساراتهم الدّراسية من خلال المرافقة التّربوية لهم وتنظيم تدخلات تركّز على تنمية مهارات التّعامل مع الاختبارات وتمكينهم من فرص المراجعة بشكل جماعي وتوفير المزيد من الفرص لتحسين النّتائج المدرسية والاختيار الأنسب للشّعبة الجامعية.
وسيتواصل تأمين دروس الدعم والتدارك والمرافقة التربوية عبر المنصة الإلكترونية للتعليم عن بعد "ناجحون" إلى حين استكمال التّلاميذ المستفيدين للامتحانات الوطنية ضمانا لاستعدادهم الجيد لإنجازها.

كما ستتمّ مرافقتهم في مرحلة التّوجيه الجامعي لتمكينهم من الاختيار الأنسب لمسارهم الجامعي.
و توجّهت وزارة الأسرة والمرأة والطفولة وكبار السن في تونس، بخالص الشكر والتقدير لكامل فريق الجمعية التونسية لجودة التعليم والأساتذة المتطوعين وللجمعية التونسية لقرى الأطفال س و س لما يبذلونه من مجهودات متميزة في إسناد جهود الوزارة لتحقيق مصلحة الطّفل الفضلى في إطار تكافؤ الفرص بين كلّ أطفال تونس.
الرئيس التونسي يؤكد ضرورة إيجاد حلول عاجلة لإنقاذ المؤسسات المهمّشة
عقد رئيس تونس قيس سعيد، بقصر قرطاج، اجتماع عمل حاسماً ضم ثلاثة وزراء بارزين في الحكومة: فاطمة ثابت شيبوب، وزيرة الصناعة والمناجم والطاقة؛ عصام الأحمر، وزير الشؤون الاجتماعية؛ وعزّ الدين بن الشيخ، وزير الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري، في ظلّ التدهور المستمر الذي تشهده العديد من المؤسسات العمومية.
وقد خُصص هذا الاجتماع لتحديد إجراءات ملموسة تهدف إلى إنقاذ مؤسسات في حالة حرجة، بعد عقود من التهميش وسوء التصرف والفساد الممنهج.
إدانة صريحة للجمود الإداري
في صميم كلمته، وجه رئيس تونس قيس سعيد، انتقاداً شديداً إلى آليات الحوكمة التقليدية، قائلاً إنّ الأمر لم يعد يحتمل "تكوين لجان تفرز لجاناً أخرى، بينما تتدهور الأوضاع أكثر فأكثر".
ودعا رئيس تونس قيس سعيد، إلى "المرور إلى السرعة القصوى" عبر اعتماد مقاربات جديدة تتجاوز القيود البيروقراطية المعتادة، مشدداً على ضرورة التحرّك الفوري خارج الإطار الإجرائي الكلاسيكي الذي لم يعد مجدياً في السياق الحالي.

مؤسسات ذات أولوية في التأهيل
من بين الهياكل التي تم التطرّق إليها خلال الاجتماع، تمّت الإشارة إلى مطحنة الدهماني ومصنع البلاستيك بالمزونة، باعتبارهما رمزين لما يُعرف بالمناطق المهمّشة التي كانت ضحية لسياسات جهوية غير عادلة على مدى عقود.
وأكد رئيس تونس قيس سعيد، أنّ تونس ليست بلداً فقيراً، قائلاً: "بلادنا تزخر بالثروات، هى كنوز، لكنها إمّا نُهبت أو ما تزال تحت الأرض".
وأمر رئيس تونس قيس سعيد، بالشروع الفوري في تنفيذ حلول عملية لإعادة هذه المؤسسات إلى النشاط، مشدداً على أن تستفيد منها مباشرة شرائح الشعب التونسي.
استراتيجية مستلهمة من روح الثورة
وأشار رئيس تونس قيس سعيد، إلى أنّ تشخيص الأوضاع بات واضحاً، وكذلك الأسباب العميقة للأزمة، داعياً إلى تحرّك سياسي يستلهم من روح الثورة وتطلعات الشعب، خاصة فيما يتعلّق بالعدالة الاجتماعية والتنمية المتوازنة.
وأكد رئيس تونس قيس سعيد، أنه يتابع شخصياً عدداً من الملفات الحساسة، وأن الدولة عازمة على تعبئة الموارد المالية اللازمة، رغم صعوبة الظرف الاقتصادي، مضيفاً أنّ هذا الجهد يجب أن يترافق مع محاربة لا هوادة فيها لشبكات الفساد المتغلغلة في عدد من الهياكل الإدارية.
وبذلك، يُعدّ الاجتماع المنعقد بقصر قرطاج رسالة قوية من رئيس تونس قيس سعيد، إلى الحكومة بأسرها: لم يعد ممكناً ترك المناطق المنسيّة تنتظر، ولم تعد الإصلاحات تقف عند حدود التشخيص.
في بلد يتطلّع إلى تجديد فعلي، أصبح الانتقال إلى الفعل ضرورة سياسية وأخلاقية، تُوجّهها بوصلة تقليص الفوارق الجهوية واستعادة الثقة بين المواطن والدولة.