الرئيس التونسي يؤكد ضرورة إيجاد حلول عاجلة لإنقاذ المؤسسات المهمّشة

عقد رئيس تونس قيس سعيد، بقصر قرطاج، اجتماع عمل حاسماً ضم ثلاثة وزراء بارزين في الحكومة: فاطمة ثابت شيبوب، وزيرة الصناعة والمناجم والطاقة؛ عصام الأحمر، وزير الشؤون الاجتماعية؛ وعزّ الدين بن الشيخ، وزير الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري، في ظلّ التدهور المستمر الذي تشهده العديد من المؤسسات العمومية.
وقد خُصص هذا الاجتماع لتحديد إجراءات ملموسة تهدف إلى إنقاذ مؤسسات في حالة حرجة، بعد عقود من التهميش وسوء التصرف والفساد الممنهج.
إدانة صريحة للجمود الإداري
في صميم كلمته، وجه رئيس تونس قيس سعيد، انتقاداً شديداً إلى آليات الحوكمة التقليدية، قائلاً إنّ الأمر لم يعد يحتمل "تكوين لجان تفرز لجاناً أخرى، بينما تتدهور الأوضاع أكثر فأكثر".
ودعا رئيس تونس قيس سعيد، إلى "المرور إلى السرعة القصوى" عبر اعتماد مقاربات جديدة تتجاوز القيود البيروقراطية المعتادة، مشدداً على ضرورة التحرّك الفوري خارج الإطار الإجرائي الكلاسيكي الذي لم يعد مجدياً في السياق الحالي.

مؤسسات ذات أولوية في التأهيل
من بين الهياكل التي تم التطرّق إليها خلال الاجتماع، تمّت الإشارة إلى مطحنة الدهماني ومصنع البلاستيك بالمزونة، باعتبارهما رمزين لما يُعرف بالمناطق المهمّشة التي كانت ضحية لسياسات جهوية غير عادلة على مدى عقود.
وأكد رئيس تونس قيس سعيد، أنّ تونس ليست بلداً فقيراً، قائلاً: "بلادنا تزخر بالثروات، هى كنوز، لكنها إمّا نُهبت أو ما تزال تحت الأرض".
وأمر رئيس تونس قيس سعيد، بالشروع الفوري في تنفيذ حلول عملية لإعادة هذه المؤسسات إلى النشاط، مشدداً على أن تستفيد منها مباشرة شرائح الشعب التونسي.
استراتيجية مستلهمة من روح الثورة
وأشار رئيس تونس قيس سعيد، إلى أنّ تشخيص الأوضاع بات واضحاً، وكذلك الأسباب العميقة للأزمة، داعياً إلى تحرّك سياسي يستلهم من روح الثورة وتطلعات الشعب، خاصة فيما يتعلّق بالعدالة الاجتماعية والتنمية المتوازنة.
وأكد رئيس تونس قيس سعيد، أنه يتابع شخصياً عدداً من الملفات الحساسة، وأن الدولة عازمة على تعبئة الموارد المالية اللازمة، رغم صعوبة الظرف الاقتصادي، مضيفاً أنّ هذا الجهد يجب أن يترافق مع محاربة لا هوادة فيها لشبكات الفساد المتغلغلة في عدد من الهياكل الإدارية.
وبذلك، يُعدّ الاجتماع المنعقد بقصر قرطاج رسالة قوية من رئيس تونس قيس سعيد، إلى الحكومة بأسرها: لم يعد ممكناً ترك المناطق المنسيّة تنتظر، ولم تعد الإصلاحات تقف عند حدود التشخيص.
في بلد يتطلّع إلى تجديد فعلي، أصبح الانتقال إلى الفعل ضرورة سياسية وأخلاقية، تُوجّهها بوصلة تقليص الفوارق الجهوية واستعادة الثقة بين المواطن والدولة.
وزير التخطيط العراقي يسلم الرئيس التونسي دعوة لحضور القمة العربية في بغداد
سلم نائب رئيس مجلس الوزراء وزير التخطيط محمد علي تميم، اليوم الثلاثاء، دعوة رسمية إلى الرئيس التونسي قيس سعيد لحضور مؤتمر القمة العربية في بغداد.

وقالت وزارة التخطيط في بيان، إن "نائب رئيس مجلس الوزراء وزير التخطيط محمد علي تميم، وصل اليوم الثلاثاء، إلى تونس لتسليم رئيس الجمهورية التونسية قيس سعيّد دعوة رسمية لحضور مؤتمر القمة العربية الذي سيعقد في بغداد في السابع عشر من شهر أيار المقبل".
وأضاف البيان، "سلم الوزير دعوة خطية للرئيس التونسي موجهة من رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، لحضور أعمال مؤتمر القمة العربية في دورتها العادية الرابعة والثلاثين ومؤتمر القمة العربية الاقتصادية والاجتماعية في دورتها الخامسة، المقرّر تنظيمهما في بغداد يوم 17 مايو 2025".
وتابع، "كان في استقبال الوزير لدى وصوله إلى مطار قرطاج الدولي، وزير الخارجية التونسي محمد علي النفطي وعدد من كبار المسؤولين في الخارجية التونسية والقائم بأعمال السفارة العراقية المؤقت عبد الحكيم القصاب وكادر السفارة".
وزاد البيان، أن "وزير الخارجية التونسي أشاد، عقب مراسم الاستقبال، بدور العراق الفاعل والبناء في دعم القضايا العربية لا سيما موقف العراق المتميز في دعم تونس من خلال توسيع مجالات الشراكة والتعاون في مختلف المجالات بما يخدم مصلحة الشعبين الشقيقين، كما أكد الجانبان أهمية التنسيق المشترك في القضايا الإقليمية والدولية