«الرسوم الجمركية» تُثير أزمة داخلية.. 12 ولاية أمريكية تُلاحق إدارة ترامب قضائيًا

في تطور يعكس اتساع دائرة التوترات الداخلية، تُواجه إدارة الرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب»، تحديًا قضائيًا غير مسبوق، حيث لجأت (12) ولاية أمريكية إلى المحاكم اعتراضًا على "سياسات الرسوم الجمركية"، التي باتت مصدر جدل واسع حول مدى تأثيرها على الاقتصاد الأمريكي وتوازن العلاقات التجارية.
ولايات أمريكية تتخذ موقفًا قانونيًا ضد ترامب
وفي هذا الصدد، تقدمت (12) ولاية أمريكية، يوم الأربعاء، بدعوى قضائية ضد إدارة الرئيس «دونالد ترامب» أمام المحكمة الأمريكية للتجارة الدولية في نيويورك، مُطالبة بوقف تنفيذ سياسة الرسوم الجمركية التي أقرتها الإدارة.
وجاء في نص الدعوى المُقدمة من الولايات الـ12 أن "السياسة الجمركية التي تنتهجها الإدارة غير قانونية، وتسببت في اضطراب واسع داخل الاقتصاد الأمريكي".
وأضافت الولايات في دعواها أن "السياسة التي انتهجها الرئيس حولت إدارة التجارة الوطنية إلى قرارات شخصية، بعيدًا عن الإطار القانوني السليم لصنع السياسات".
وطعنت الولايات المذكورة على ادعاء «ترامب» بأنه يُمكنه أن يفرض بطريقة تعسفية رسومًا بُناءً على قانون الصلاحيات الاقتصادية الطارئة الدولية.
وتُطالب الدعوى المحكمة بإعلان أن الرسوم غير قانونية وبمنع الوكالات الحكومية ومكاتبها من تطبيقها.
وأشارت أيضًا إلى أن الكونجرس فقط هو الذي يملك سُلطة فرض الرسوم الجمركية، مُوضحة أن الرئيس لا يُمكنه تفعيل قانون الصلاحيات الاقتصادية الطارئة الدولية إلا عندما تُشكّل حالة الطوارئ "تهديدًا غير عادي واستثنائي" من الخارج.
رسوم ترامب الجمركية
يُذكر أن ترامب أعلن في (2 أبريل 2025) عن فرض رسوم جمركية على منتجات من (185) دولة ومنطقة.
ودخلت الرسوم الموحدة البالغة (10%) حيز التنفيذ في (5) أبريل، بينما بدأت الرسوم الفردية تطبيقها في (9) من الشهر ذاته.
وفي الوقت نفسه، رفع الرئيس الأمريكي الرسوم على المنتجات الصينية إلى (125%) وبإضافة الرسوم الإضافية البالغة (20%) التي فرضت سابقًا على الصين وكندا والمكسيك بسبب ما وصفه بـ"تقاعس حكوماتها" عن مكافحة تهريب الفنتانيل إلى الولايات المتحدة، وصل إجمالي الرسوم على البضائع الصينية حاليا إلى (145%)، وفي المقابل ردت بكين بفرض رسوم جمركية بنسبة (125%) على الواردات الأمريكية.
وحذّر الخبراء من أن تصاعد النزاع التجاري بين الصين والولايات المتحدة ستكون له عواقب وخيمة على الاقتصاد العالمي بشكل عام.
ترامب: «مُستعدون لخفض الرسوم الجمركية على الصين دون إلغائها بالكامل»
من جهة أخرى، أعلن الرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب»، أن الولايات المتحدة تعتزم خفض الرسوم الجمركية المفروضة على "السلع الصينية"، مع التأكيد على أنها "لن تُلغى بشكل كامل"، حسبما أفادت وسائل إعلام أمريكية، الأربعاء.
وقال «ترامب»، ردًا على أسئلة الصحفيين في البيت الأبيض: "145% (إجمالي الرسوم الأمريكية المفروضة حاليًا على السلع الصينية) نسبة مرتفعة جدًا، ولن تبقى بهذا المستوى".
وأضاف الرئيس الأمريكي: "بالتأكيد لن تظل بهذا الارتفاع. سيتم تخفيضها بشكل كبير، لكنها لن تصل إلى الصفر".
وفي بداية أبريل الجاري، فرضت الإدارة الأمريكية رسومًا جمركية على الواردات الصينية بنسبة (34%) وتُضاف الرسوم الجديدة إلى رسوم بنسبة (20%) كانت قد فرضت سابقًا. ودفع ذلك الصين للرد بفرض رسوم جمركية على سلع أمريكية بالنسبة نفسها وهي (34%)، لترد الولايات المتحدة بفرض رسوم بنسبة (50%) أخرى (الإجمالي أصبح 104%) على السلع الصينية.
وقابلت الصين الخطوة بزيادة الرسوم من (34%) إلى (84%) على السلع الأمريكية المستوردة، لتُعاود الولايات المتحدة رفع الرسوم إلى 125% على البضائع الصينية.
وعقب ذلك أعلن البيت الأبيض، أن إجمالي الرسوم الجمركية المفروضة على الصين بلغ (145%) عند تضمين الرسوم المفروضة تعريفة جمركية أخرى بنسبة (20%)، والتي تم فرضها على خلفية اتهامات بعدم مكافحة المخدرات الاصطناعية (مخدر الفنتانيل) بشكل كاف.
ترامب: «قادة دول ومُدراء شركات يُطالبون برفع الرسوم الجمركية»
وفي وقت سابق، أعلن الرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب»، أن عددًا كبيرًا من قادة العالم ومُديري الشركات طلبوا منه التراجع عن "الرسوم الجمركية" التي فرضها هذا الشهر.
وكتب «ترامب» على موقع «تروث سوشيال»، يوم الأحد: "منذ إعلاننا عن يوم التحرر قدم إلي الكثير من قادة العالم ومُدراء الأعمال طالبين إعفاءهم من الرسوم".
وقال: "من الجيد أن نرى أن العالم يعرف أننا جادون لأننا بالفعل كذلك! وعليهم أن يصلحوا السلبيات التي كانت خلال العقود من الاستغلال، لكن ذلك لن يكون سهلًا بالنسبة لهم".
وأشار دونالد ترامب إلى أن، هناك "طريقًا سهلًا" بالنسبة لمن يُريدونه، وعليهم أن "يأتوا إلى أمريكا ويبنوا في أمريكا".
خلاف حول سياسة الرسوم يُثير القلق في فريق ترامب ويعكس انقسامات داخلية
في إطار سياسته التجارية الجديدة، تعهد الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب»، بفرض رسوم جمركية على «المنتجات الأجنبية»، مما أثار جدلاً كبيرًا في الأوساط الاقتصادية والسياسية، حيث يهدف هذا القرار إلى «حماية الاقتصاد الأمريكي ومكافحة التهريب والهجرة غير الشرعية»، ولكن يُعتبر أيضًا تحديًا للعلاقات التجارية الدولية وسياسات التبادل التجاري.