مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

رسوم جمركية على السلع الأمريكية.. تأثير الحرب التجارية على الاقتصاد العالمي

نشر
الأمصار

تعهدت الصين خوض حرب تجارية مع الولايات المتحدة “حتى النهاية” بينما أثرت الرسوم الجمركية التي فرضتها واشنطن على الاقتصاد العالمي.

وأشارت السفارة الصينية في الولايات المتحدة في منشور على موقع "X" أنه إذا كانت الحرب هي ما تريده واشنطن سواء كانت حربا جمركية أو تجارية أو غيرها فبكين مستعدة لدخول الصراع.

جاءت هذه التصريحات بعد قيام الرئيس ترامب فرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 10% على واردات الولايات المتحدة من الصين مما يرفع الرسوم الجمركية التراكمية المفروضة في شهر واحد إلى 20%.

لم يقتصر التصعيد الأميركي على الصين فقط، بل فرضت واشنطن أيضاً رسوماً بنسبة 25 في المئة على واردات من كندا والمكسيك، ما دفع كندا لتقديم طلب مشاورات مشابه مع المنظمة، هذه الرسوم التي تؤثر على تجارة سنوية بقيمة 2.2 تريليون دولار، جاءت بعد اتهام ترامب للشركاء التجاريين بعدم بذل جهود كافية للحد من تدفق الفنتانيل والمواد الكيميائية المستخدمة في تصنيعه إلى أميركا.

وردا على ذلك، أعلنت الصين الثلاثاء فرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 15 % على منتجات الدجاج والقمح والذرة والقطن الأمريكية الواردة إلى الصين.

ستفرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 10 % على سلع أمريكية أخرى مثل الذرة البيضاء والصويا ولحم الخنزير والبقر ومنتجات البحر والفاكهة والخضار ومشتقات الحليب.

وتأتي هذه الإجراءات المتبادلة في توقيت يستعد فيه المزارعون الأميركيون لموسم الزراعة الجديد، وتعتمد الصين على واردات زراعية ضخمة لتلبية احتياجاتها الغذائية.

كما أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو الإثنين أنّ بلاده ستفرض اعتبارا من الثلاثاء رسوما جمركية على الواردات الأمريكية ردّا على فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إجراء مماثلا، مؤكدا أنّ "لا شيء يبرر هذه الإجراءات الأمريكية".

وقال ترودو في بيان إنّه "إذا دخلت الرسوم الجمركية الأمريكية حيّز التنفيذ، فإنّ كندا ستردّ اعتبارا من منتصف الليل بفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على ما قيمته 155 مليار دولار من البضائع الأمريكية".

وأتى بيان ترودو بعيد إعلان ترامب أنّه "لم يعد هناك من مجال" للمكسيك وكندا لتجنّب زيادة الرسوم الجمركية المقرّر أن تدخل حيّز التنفيذ فجر الثلاثاء.

الرسوم الجمركية الجديدة وتأثيرها على الاقتصاد العالمي 

هذا التصعيد يُثير مخاوف في الأسواق العالمية، حيث يتخوف المستثمرون من زيادة التوترات التجارية وتأثيرها على الاقتصاد العالمي، خاصة مع احتمالية ردود فعل أوروبية مشابهة، علمًا أنّ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حذَّر من أنَّ الصلب والألمنيوم الأمريكي قد يكونان هدفًا لتعريفات أوروبية مضادة.

وتبقى الأنظار مُتِّجهة نحو تطورات العلاقات التجارية بين بكين وواشنطن، وما إذا كان الطرفان سيتمكنان من تجنب تصعيد إضافي قد يؤدي إلى اضطرابات أوسع في الاقتصاد العالمي.

ومن المتوقع، بأنَّ تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين يشكل تهديدًا كبيرًا للاقتصاد العالمي، حيث إنَّ زيادة الرسوم الجمركية الأمريكية إلى 20% على الواردات الصينية من شأنها أن تؤدي إلى تباطؤ في معدلات النمو الاقتصادي، وزيادة تكاليف الإنتاج، وتقلب الأسواق المالية.

إلى أين تتجه الأمور؟

استمرار التصعيد يهدد بتفاقم التوترات في الأسواق العالمية، ما قد يؤدي إلى تعطيل سلاسل الإمداد وزيادة الضغوط التضخمية، في الوقت نفسه قد تُحاول الصين تعزيز علاقاتها التجارية مع شركاء آخرين لتخفيف الأثر، بينما يُواجه الاقتصاد الأميركي مخاطر ردود فعل انتقامية تُضرّ بالصادرات الأميركية.