رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

علي الزبيدي يكتب: حتى لا تضيع التضحيات!

نشر
الأمصار

التضحيات حين تقدم بلا منة أو ثمن من أجل الدفاع عن الأوطان والعرض والشرف، فلابد للأجيال اللاحقة ان تذكرها بشيء من العرفان والتقدير لكل التضحيات سواء كانت تضحيات بشرية شهداء وجرحى ومعاقين أو مادية مثل الأسلحة والمعدات وحتى البنى التحتية.

 

والذي دعاني لكتابة هذا المقال هو أن دولة قد تناست تضحيات الجيش العراقي ولم تذكر كل التضحيات التي قدمها هذا الجيش وهو يدافع عن تراب ذلك القطر بحجم فيلق عسكري زائد عدا مشاركة مئات الطائرات المقاتلة والقاصفة الهليكوبتر، وهنا حين أذكر فغايتي ألا تذهب تضحيات هذا الجيش طي النسيان لان النظام في سوريا كان على خلاف مع العراق.

 

فقضية الدفاع عن التراب العربي والأمن القومي العربي واجب لأنه واحد ولا يمكن تجزأته ولكي يبقى أبناء الشهداء يفخرون بتضحيات آبائهم الشهداء والجرحى وكل المقاتلين الذين شاركوا في حرب تشرين على الجبهة  السورية فلابد من ذكر تلك الوقائع والحقائق التي كانت على الأرض في أيام حرب تشرين ١٩٧٣ وهي والله تضحيات ثمينة وغالية قدمها الجيش العراقي والذي كان يمثل كل شعب العراق من الشمال إلى الجنوب وسارت الدبابات العراقية على السرف مئات الكيلومترات لتحمي الأرض العربية من السقوط  فقدم الجيش العراقي ٣٢٣ شهيدًا من الضباط والمراتب، ومئات الجرحى و١٣٧ دبابة وناقلة جنود و٢٦ طائرة مقاتلة  فجيش بهكذا تضحيات لماذا لا يذكر كلما مرت ذكرى حرب تشرين؟

 

ولماذا تجعلوا هذه الأجيال لا تعرف ما قدمه العرب في سبيل الأمن القومي العربي ووحدة الأرض العربية بالمقابل فإن العراقيين يذكرون بفخر دائما ما دأبت عليه وسائل الإعلام في جمهورية مصر العربية حيث لم تمر ذكرى حرب أكتوبر تشرين إلا وذكرت مشاركة سربي طائرات هوكر هنتر على الجبهة المصرية كما تحدث عنها الفريق أركان حرب الراحل سعد الدين الشاذلي في مذكراته.

 

فقط هو تذكير للأشقاء السوريين وللتاريخ ووفاء لكل دماء الشهداء ولكيلا ينسى شعبنا العربي في سوريا من وقف معه في مواجهة الجيش الصهيوني، اذكروا دماء أشقائكم العراقيين فهم لم يطلبوا ثمنا لتضحياتهم وإنما جادو بدمائهم دفاعًا عن دمشق العروبة.