رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

بملايين الدولارات.. دول عربية تهب من أجل إغاثة الشعب السوداني

نشر
الأمصار

أعلنت العديد من المساهمات العربية من أجل إغاثة الشعب السوداني، وذلك على هامش المؤتمر الإنساني الذي تستضيفه باريس من أجل إغاثة السودان.


وقع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، اتفاقية تعاون مشترك مع برنامج الغذاء العالمي من أجل إغاثة الشعب السوداني؛ للوقاية من سوء التغذية الحاد المعتدل للأطفال دون سن الخامسة والنساء الحوامل والمرضعات في السودان، على هامش المؤتمر الدولي للسودان ودول الجوار الذي تنظمه فرنسا والاتحاد الأوروبي في العاصمة باريس.


 

تقي الاتفاقية التي وقعها مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية من التدهور الغذائي لدى الأطفال والنساء الحوامل والمرضعات، فضلًا عن تقديم المساعدات الغذائية إلى المستفيدين، في إطار  إغاثة الشعب السوداني، ويتضمن ذلك شراء وتوزيع 132.40 طنًا من المكملات الغذائية، يستفيد منها 29.423 فردًا.

يأتي ذلك امتدادًا للمشاريع الإنسانية والإغاثية التي تنفذها المملكة عبر ذراعها الإنساني مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية من أجل  إغاثة الشعب السوداني الشقيق ودعم الأمن الغذائي في السودان بالتعاون مع وكالات الأمم المتحدة المتخصصة.


 

إلى ذلك، يبلغ إجمالي مساعدات المملكة المقدمة عبر جهاتها المانحة لـ “الدول الأشد احتياجًا” المسجلة في منصة “المساعدات السعودية” التي تبرز جهود السعودية دوليًا وتحفظ حقوقها في العطاء نحو 129 مليار دولار، بواقع 483.75 مليار ريال، إذ تشمل المساعدات المساهمات النقدية والعينية المقدمة على شكل منح إنسانية، وخيرية، وقروض ميسرة تشمل مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية.


وحسب المنصة – منصة المساعدات السعودية – فإن عدد المشاريع الإنمائية والإنسانية التي نفذتها السعودية بلغت نحو 6856 مشروعًا، فيما وصل عدد الدول المستفيدة من تلك المشروعات نحو 169 مشروعًا.

في الوقت ذاته، تظهر بيانات المنصة الدول المستفيدة من المساعدات السعودية، فيما استحوذت نحو 5 دول على نصيب “الأكثر” استفادة من مساعدات السعودية والتي تشمل مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، إذ تصدرت جمهورية مصر بنحو 32 مليار دولار، وبعدئذ جاءت اليمن في المرتبة الثانية بنحو 26 مليار دولار.


وفي نفس السياق، أعلنت دولة قطر  عن تعهد جديد بقيمة ٢٥ مليون دولار أمريكي من أجل إغاثة الشعب السوداني ، وذلك انطلاقا من واجبها تجاه شعبه الكريم ، ليصبح مجموع ما خصصته منذ اندلاع الأزمة في البلاد ٧٥ مليون دولار ، بالإضافة إلى إسهامات مؤسساتها الأهلية ممثلة في قطر الخيرية والهلال الأحمر التي تجاوزت ١١ مليون دولار حتى اليوم.

جاء ذلك في كلمة دولة قطر التي ألقتها  السيدة لولوة بنت راشد الخاطر، وزير الدولة للتعاون الدولي بوزارة الخارجية ، أمام مؤتمر باريس حول السودان ، الذي انعقد اليوم بالجمهورية الفرنسية .

وأكدت  أن المؤتمر يأتي في توقيت مهم يشهد فيه السودان الشقيق وشعبه الكريم واحدة من أقسى المآسي الإنسانية المعاصرة حيث تعدّ أزمة النزوح في هذا البلد الكبير جرّاء الصراع العسكري القائم هي الأكبر عالميا في الوقت الراهن ، مشيرة إلى أن " نسبة الطلبة خارج المنظومة التعليمية هي الأعلى دوليا اليوم ناهيكم عما يشهده هذا الشعب الكريم من فظائع وخسائر في الأرواح ونقص حاد في الغذاء والدواء".

وجددت  التأكيد على أهمية الإسهام في إعادة ملف السودان إلى الأجندة الدولية ووضعه في مكانه الصحيح على قائمة أولويات المجتمع الدولي .

وذكرت في هذا الصدد أن دولة قطر تود التأكيد على حزمة من المبادىء المهمة لتشكيل الأسس التي تقوم عليها أية مقاربة دولية للملف السوداني ، موضحة أن المبدأ الأول هو المحافظة على سيادة السودان ووحدة وسلامة أراضيه والمحافظة على مؤسساته ، وأكدت أن المبدأ الثاني هو تحقيق مصلحة الشعب السوداني الشقيق والتي تبدأ بحقن دمائه واستعادة أمنه في وطنه وتوفير احتياجاته والعمل على تحقيق تطلعات شعبه المشروعة في وطنه ، فيما قالت إن المبدأ الثالث هو وقف التدخلات الخارجية التي أسهمت في إشعال فتيل هذه الأزمة إبتداءا ولمّا تزل تسهم في إشعال الحرائق بدل إطفائها .

ورأت  أن "حل الأزمة السودانية لن يكون من خلال استدامة الوضع الحالي تحت أي ذريعة والاكتفاء بدعم اللاجئين في دول جوار السودان وكأن المجتمع الدولي يسهم بشكل مباشر وغير مباشر في ترسيخ الوضع الراهن وتحويل المجتمع السوداني إلى مجتمع من اللاجئين بدل الإسهام في حل جذور الأزمة ومساعدة الشعب السوداني الشقيق ومؤسسات بلاده في خلق الظروف الملائمة ليتمكن من العيش في وطنه بكرامة".

وقالت د : إننا ندرك تعقيد الوضع وصعوبة وصول المساعدات والعمل الميداني في كثير من المناطق في السودان ،لكننا أيضا شهدنا تحسنا كبيرا في القدرة على الوصول إلى كثير من المناطق، كما أن أداء المؤسسات ذات الصلة في السودان مثل وزارة الصحة والهلال الأحمر وغيرهما قد تطور بشكل كبير بعد الصدمة الاولى التي شلّت حركتها في بداية هذا الصراع في أبريل الماضي. وأضافت " نستطيع أن نقول اليوم أن لدى هذه المؤسسات القدرة على التعاون مع  الدول والمؤسسات الدولية لتقديم التسهيلات وتأمين وصول المساعدات".

ولفتت سعادتها إلى إنه منذ اندلاع هذا الصراع كانت هناك مبادرات مهمة ومقدرة في المسار السياسي تستهدف نزع فتيل الأزمة وإيجاد مخرج سلمي للأزمة السودانية مثل الجهود التي تقودها المملكة العربية السعودية من خلال منبر جدة والجهود النشطة للاتحاد الأفريقي . مؤكدة أن دولة قطر  تثني على هذه الجهود التي انطلقت من المنطقة وتتطلع إلى تكثيفها خلال الفترة القادمة وتأمل أن تكلل بالنجاح.

وأشارت سعادة وزير الدولة للتعاون الدولي بوزارة الخارجية ، إلى رعاية دولة قطر في مايو الماضي بالشراكة مع كل من المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية وألمانيا الاتحادية مؤتمراً للمانحين في جنيف أسفر عن إعلان تعهدات قاربت قيمتها ١،٦ مليار دولار . وأعربت في هذا الصدد عن تطلع دولة قطر إلى أن تستكمل كافة الدول المانحة الوفاء بهذه التعهدات إضافة إلى التعهدات الجديدة.

قالت منظمة الهجرة الدولية، الاثنين، بالمناسبة ذاتها “نزح نحو 6 ملايين و657 ألفًا و550 داخل السودان منذ بدء النزاع”.

وأضافت “جرى تهجير نحو مليونين و44 ألفًا و248 شخصًا عبر الحدود إلى البلدان المجاورة”.

 

وتابع البيان “هناك أكثر من 2.4 مليون نازح في مناطق كان يتعذر أو يصعب الوصول إليها بسبب استمرار انعدام الأمن، ويمثل ذلك تحديًا كبيرًا للشركاء في المجال الإنساني”.


ومنذ منتصف إبريل/نيسان 2023، يخوض الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو “حميدتي” حربًا خلّفت نحو 15 ألف قتيل وأكثر من 8 ملايين نازح ولاجئ، وفقًا للأمم المتحدة.