رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

إسرائيل على صفيح ساخن.. حكومة الاحتلال في ورطة كبيرة بعد دهس المُستوطنين

نشر
مظاهرات في إسرائيل
مظاهرات في إسرائيل - أرشيفية

بقمع المُستوطنين وإشعال الحرائق وضرب رجال الشرطة، شهدت دولة الاحتلال الإسرائيلي أحداثًا ساخنة وسط مُظاهرات حاشدة وضخمة في «تل أبيب» شارك فيها عشرات الآلاف من الأشخاص، بما في ذلك عائلات أسرى حماس المُطالبين بالتبادل، ومجموعات احتجاجية تُطالب بوقف إطلاق النار وإقالة رئيس الوزراء «بنيامين نتنياهو».

وقد أثار الحادث، الذي دهست فيه سيارة مجموعة من المُتظاهرين المُعارضين لأساليب رئيس وزراء الاحتلال «نتنياهو» والمُطالبين بسرعة الإفراج عن الرهائن في قطاع غزة، ردود فعل قوية في إسرائيل.

وقال الوزير في مجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس أن "تشبيه المتظاهرين بالأعداء واتهامهم بمحاولة اغتيال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو افتقار للمسؤولية الوطنية".

حادث دهس المُتظاهرين في تل أبيب

ووصف غانتس حادث دهس المتظاهرين في تل أبيب بالمريع.

وبدوره، أكد الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ أن العنف خط أحمر لا يجوز تجاوزه تحت أي ظرف من الظروف.

واعتبر حادثة دهس المتظاهرين الليلة خطيرة للغاية، وعبر عن إدانته لها بشدة.

وقال: "يجب ألا نعود إلى السادس في أكتوبر (الانقسام). وعلينا أن نفعل كل شيء من أجل الحفاظ على وحدة إسرائيل. فقط معا سنهزم عدونا الذي يقف ضدنا".

من جهته، شدد زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد على أن "حادثة الدهس هي نتيجة مباشرة للتحريض من الحكومة وآلة نفث السموم. ويجب على الشرطة التعامل مع الموضوع وفق القانون وهذا لن يوقفنا عن التظاهر حتى إعادة المختطفين وسقوط هذه الحكومة السيئة".

وأصيبت امرأة إسرائيلية نتيجة دهس سيارة حشدا من المتظاهرين في ختام مظاهرة جرى تنظيمها للاحتجاج على نهج الحكومة وللمطالبة بالإفراج السريع عن الرهائن في قطاع غزة. ونقلت إلى المستشفى بحالة حرجة.

وبحسب الخدمة الصحفية للإسعاف، فقد تسبب الحادث بإصابة شخصين آخرين بجراح طفيفة أيضا.

كما أصيبت شرطية إسرائيلية بكسر في الأنف بعد أن أصابها متظاهر بضربة من مرفقه أثناء محاولة تفريق الشرطة للمتظاهرين.

الحرب الإسرائيلية ضد حماس في غزة

وتظاهر عشرات الآلاف من الإسرائيليين السبت ضد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بعد نصف عام من الحرب الإسرائيلية ضد حماس في غزة.

وقال المنظمون إن نحو 100 ألف شخص تجمعوا عند مفترق طرق في تل أبيب أعيد تسميته "ميدان الديمقراطية" منذ الاحتجاجات الحاشدة ضد التعديلات القضائية المثيرة للجدل العام الماضي.

Night is descending upon Israel': Masses rally against Netanyahu's  government | The Times of Israel
مظاهرات في إسرائيل

وذكر مراسلو وكالة فرانس برس أن المتظاهرين هتفوا "الانتخابات الآن"، ودعوا إلى استقالة نتنياهو مع دخول الحرب في غزة شهرها السابع الأحد.

كما نظمت مسيرات في مدن أخرى، حيث شارك زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد في واحدة في كفار سابا قبل مغادرته لإجراء محادثات في واشنطن.

وقال لابيد في التظاهرة "إنهم لم يتعلموا أي شيء، ولم يتغيروا"، مضيفا "ما لم نرسلهم إلى بيتوهم، فإنهم لن يمنحوا هذا البلد فرصة للمضي قدما".

صدامات بين مُحتجين والشرطة في مسيرة تل أبيب

وأكدت وسائل إعلام إسرائيلية أن صدامات وقعت بين محتجين والشرطة في مسيرة تل أبيب، فيما أعلنت الشرطة أنها أوقفت متظاهرا، كما تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي فيديو لحادثة دهس لأحد المتظاهرين.

وانضمت إلى المتظاهرين في تل أبيب عائلات الرهائن في غزة وأنصارهم.

وفي قيسارية، شمال تل أبيب، اندلعت أيضا صدامات بين الشرطة ومتظاهرين حاولوا الاقتراب من مقر إقامة نتنياهو الخاص.

وأعلن الجيش السبت أن قواته عثرت على جثة رهينة اختطفه مسلحون فلسطينيون خلال هجوم 7 أكتوبر وقتل في وقت لاحق في قطاع غزة.

وبالعثور على جثة إلعاد كاتسير يرتفع إلى 12 عدد جثث الرهائن التي يقول الجيش إنه أعادها من غزة خلال الحرب.

وأدى هجوم حماس إلى مقتل 1170 شخصا في جنوب إسرائيل، معظمهم من المدنيين، وفقا للأرقام الإسرائيلية.

الهجوم الإسرائيلي ضد حماس

وأوقع الهجوم الإسرائيلي ضد حماس ما لا يقل عن 33137 قتيلا في غزة، معظمهم من النساء والأطفال، وفقا لوزارة الصحة في القطاع.

واحتجز خلال الهجوم نحو 250 إسرائيليا وأجنبيا رهائن في 7 أكتوبر، يقول الجيش إن 129 منهم لا يزالون محتجزين في غزة، ومن بينهم 34 يفترض أنهم ماتوا.

جدير بالذكر أنه من المقرر تنظيم تظاهرات أخرى الأحد في مدن عدة من بينها القدس.

إسرائيل.. شرطة الاحتلال تعتقل عددًا من المُتظاهرين في تل أبيب

اعتقلت «الشرطة الإسرائيلية»، عددًا من المُتظاهرين في تل أبيب، حسبما أفادت وسائل إعلام عبرية، في أنباء عاجلة، الأحد.

وتظاهر إسرائيليون في تل أبيب مطالبين بالتوصل إلى صفقة تبادل للأسرى مع حركة حماس.

كما طالب المتظاهرون بإجراء انتخابات مبكرة بالإضافة إلى تحمل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المسؤولية عما حدث يوم 7 أكتوبر 2023.

وفي ملف الأسرى، أفادت وسائل إعلام عبرية بأن الوفد الإسرائيلي في الدوحة وافق على التسوية التي اقترحها الجانب الأمريكي بشأن عدد الأسرى الذين سيتم إطلاق سراحهم من السجون الإسرائيلية.

وأشارت قناة "I24" بأن الوفد الإسرائيلي في انتظار رد من حركة حماس بهذا الصدد.

وبحسب القناة كشفت النقاشات عن وجود ثغرات في مسألة عدد الأسرى مقابل كل مختطف، لكن جرت تسوية بوساطة أمريكية وتمت الموافقة عليها بإيجابية من جانب إسرائيل.

وقال قيادي في حركة "حماس" السبت إن المواقف في مفاوضات الهدنة الجارية عبر الوسطاء في الدوحة "متباعدة جدا"، متهما إسرائيل بتعمد "تعطيلها ونسفها".

مُتظاهرون إسرائيليون يُحاصرون موكب «نتنياهو» ويُطالبون برحيله وسط اتهامات بسوء إدارة الحرب

تنقسم حكومة الاحتلال الإسرائيلي، حول مسار الحرب على غزة، ففي حين أصر رئيس الوزراء «بنيامين نتنياهو» مرارًا وتكرارًا على أن الحرب لن تنتهي قبل القضاء على «حماس»، إلا أنه لم يضع أي خطط لمرحلة ما بعد الحرب، وليست الانقسامات الداخلية والضغوط الشعبية وحدها التي يُواجهها نتنياهو، بل إن تل أبيب بدأت تفقد الدعم الغربي المُطلق، وهو ما ترجم إلى انتقادات لقسوتها من مُدن غربية كبرى مثل باريس، ودعم أمريكي غير مُحدود بسبب الخلافات بين رؤى واشنطن وتل أبيب لمسار الحرب، كما كانت الولايات المتحدة لاعبًا أساسيًا في الحرب.