رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

تفاوض جديد.. صلاحيات ومقترح معدل لإنهاء الحرب في غزة

نشر
الأمصار

يقف مسار التفاوض بين إسرائيل وحماس، على شفا نقطة تحول جديدة، بعد حديث تل أبيب عن "مقترح معدل" لهدنة لا يعرف محتواه بعد.

وفشلت جهود الوسطاء قبل شهر رمضان، في التوصل لاتفاق يقضي بهدنة لست أسابيع يتخللها تبادل للرهائن والأسرى، إثر تمترس إسرائيل وحماس حول مواقفهما وشروطهما لوقف مؤقت لإطلاق النار.

 صلاحيات مقترح معدل 

لكن إذاعة الجيش الإسرائيلي قالت، اليوم الخميس، إن المجلس الوزاري الأمني المصغر "الكابينت" منح وفد التفاوض صلاحيات إضافية بعد اجتماع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بذوي مجندات محتجزات في غزة.

وقبل يومين، قال مكتب نتنياهو إن وفد التفاوض الإسرائيلي بلور مع الوسطاء في القاهرة مقترحا جديدا سيعرض على حركة "حماس".

وذكر مكتب نتنياهو أنه "في إطار المحادثات وبوساطة بناءة من مصر صاغ الوسطاء مقترحا معدلا" لهدنة في غزة ولتحرير المحتجزين.

وأضاف أن إسرائيل تتوقع من الوسطاء أن يضغطوا على حماس بقوة أكبر من أجل التوصل إلى اتفاق.

في سياق متصل، يجري الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مكالمة هاتفية الخميس، بعد ثلاثة أيام من مقتل عاملي الإغاثة الأجانب في غارة إسرائيلية في قطاع غزة، ما زاد من حدة التوتر في العلاقات بين واشنطن وحليفتها.

وتعود آخر محادثة بين الزعيمين إلى 18 مارس/آذار، وجرت كذلك في سياق متوتر على خلفية تدهور الوضع الإنساني في القطاع الفلسطيني المحاصر والمهدّد بالمجاعة، وحيث قُتل 33037 فلسطينياً خلال ستة أشهر من الحرب، وفقاً لحركة حماس.

وازداد التوتر في العلاقات مع إصدار مجلس الأمن الدولي في نهاية الشهر الماضي قراراً يدعو إلى "وقف فوري لإطلاق النار"، من غير أن تستخدم واشنطن حق النقض (فيتو) ضدّه، الأمر الذي أثار غضب إسرائيل.

ثمّ جاء مقتل العاملين السبعة في منظمة "المطبخ المركزي العالمي" (وورلد سنترال كيتشن) في غارة إسرائيلية الإثنين، ليزيد السخط الأمريكي على إسرائيل. إذ تتخذ هذه المنظمة من الولايات المتحدة مقرّاً، وتقدّم الإمدادات لسكّان غزة الذين يعانون من الجوع.

في إسرائيل، يخضع نتنياهو لضغوط متزايدة من الرأي العام، ويواجه تظاهرات تنظمها المعارضة وتشارك فيها عائلات الرهائن الغاضبة للمطالبة بالتحرك لإطلاق سراح الرهائن المحتجزين في قطاع غزة.

وعلى المستوى السياسي، دعا الزعيم المعارض بيني غانتس، عضو حكومة الحرب والمنافس الرئيسي لنتنياهو، الأربعاء إلى إجراء انتخابات تشريعية مبكرة في سبتمبر/أيلول.

ومنذ هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول، يقدّم بايدن دعماً ثابتاً للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

غير أنّ الديموقراطي البالغ 81 عاماً، والذي يسعى للفوز بولاية ثانية في انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني، يواجه دعوات تزداد إلحاحا للاستجابة للكارثة الإنسانية في غزة.

وحتّى الآن، يرفض بايدن وضع شروط على المساعدة العسكرية لإسرائيل، بينما يطالب بربط أيّ وقف لإطلاق النار بالإفراج عن الرهائن المحتجزين في قطاع غزة.

اليوم الـ 181
 

يواصل الاحتلال "الإسرائيلي" لليوم الـ 181 على التوالي، حربه الهمجية على قطاع غزة، مرُتكبًا أبشع أساليب القتل والتدمير، بدءًا من قصف البيوت فوق رؤوس ساكنيها وصولًا إلى حصار واقتحام المستشفيات وحرق الغرف الطبية، واعتقال وقتل الطواقم الطبية والمرضى والنازحين.

وأعلنت وزارة الصحة، اليوم الخميس،  أن الاحتلال الصهيوني ارتكب خلال الـ 24 ساعة الماضية، 6 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة، راح ضحيتها 62 شهيدًا و 91 إصابةً. وأكدت ارتفاع حصيلة الضحايا جرّاء تواصل حرب "الإبادة الجماعية" على غزة إلى 33037 شهيدًا، و 75668 إصابةً منذ السابع من أكتوبر الماضي.

 التطورات الميدانية الأخيرة

 قالت الهيئة العامة للمعابر والحدود، إن "جيش الاحتلال أفرج، اليوم الخميس، عن 101 من الأسرى الفلسطينيين الذين اعتقلهم من قطاع غزة، عبر معبر كرم أبو سالم".

في خان يونس، نسف الاحتلال، صباح اليوم، عدة منازل  في حي الأمل غرب خانيونس.

 كما أطلق طيران الاحتلال المروحي النار على مناطق شرقي بلدة القرارة شرقي محافظة خان يونس جنوبي قطاع غزة.

 في دير البلح، ارتقى شهيدان بقصف الاحتلال تجمعًا للأهالي في منطقة المطاحن جنوب دير البلح وسط قطاع غزة. 

وواصلت المدفعية الصهيونية قصفها على مناطق شرق دير البلح، بالتزامن مع سماع أصوات انفجارات واشتباكات متقطعة في المنطقة.

 في المغازي،  قصفت مدفعية الاحتلال عدة مناطق شرقي المغازي.

 في النصيرات، شن طيران الاحتلال، ظهر اليوم، غارة على مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.


الصراع الفلسطيني الإسرائيلي

وفي محاول للتنديد وطرد المحتل الإسرائيلي الغاشم، أظهرت المقاومة الفلسطينية براعته وكفاءته من خلال اختراق الخط الحدودي وصولًا إلى عدد من المستوطنات الإسرائيلية وأسر عدد من قوات الاحتلال وهو ما أسقط كبرياء إسرائيل.

واشتعل "الصراع الفلسطيني الإسرائيلي"، بعدما شنت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الفلسطينية "حماس"، صباح السبت 7 من أكتوبر/تشرين الأول 2023، هجومًا قويًا غير مسبوق على إسرائيل جوًا وبحرًا وبرًا، أسفر عن مقتل 900 قتيل و2500 جريح إسرائيلي.


وبدأ هجوم "حماس" القوي، نحو الساعة السادسة والنصف صباح السبت (التوقيت المحلي)، بإطلاق عدد كبير من الصواريخ على جنوب إسرائيل تسبب في دوي صفارات الإنذار، وأشارت حماس إلى أنها أطلقت نحو خمسة آلاف صاروخ، في حين قالت مصادر إسرائيلية إن العدد لا يتجاوز 2500 صاروخ، ولم يكن الهدف الرئيس من الهجوم الصاروخي للحركة، كما بدا لاحقًا، إلا التغطية على هجوم أوسع وأكثر تعقيدًا، نجح من خلاله نحو ألف مقاتل من مقاتلي حركة حماس، وحركات أخرى متحالفة معها، في اجتياز الحواجز الأمنية إلى داخل الأراضي والمستوطنات الإسرائيلية عبر الجو والبحر والبر، في فشل أمني واستخباراتي واسع لم تشهده إسرائيل منذ حرب أكتوبر 1973.