رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

الأتراك يُدلون بأصواتهم في انتخابات بلدية حاسمة.. هل تُشكل نقطة تحول لمعسكر أردوغان؟

نشر
أردوغان و أكرم إمام
أردوغان و أكرم إمام أوغلو

يُدلي «الأتراك» بأصواتهم اليوم الأحد، في انتخابات بلدية على مستوى البلاد، حيث يسعى الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان»، إلى استعادة السيطرة على «إسطنبول» من مُنافسه الرئيسي «أكرم إمام أوغلو»، والذي يسعى إلى تعزيز المُعارضة كقوة سياسية بعد الهزيمة المريرة التي مُني بها في الانتخابات العام الماضي.

وتعتبر «إسطنبول»، مكانًا مُُميزًا بالنسبة للرئيس التركي «أردوغان». فهي ليست مسقط رأسه فحسب، بل هي أيضًا المكان الذي بدأ فيه مسيرته السياسية في السبعينيات كرئيس لفرع الشباب في حزب إسلامي.

وقد فاز «إمام أوغلو» برئاسة بلدية إسطنبول في انتخابات 2019، مُوجهًا بذلك أقوى ضربة لحزب العدالة والتنمية الحاكم مُنذ 20 عامًا، وأُعيد انتخاب الرئيس «أردوغان» للرئاسة في عام 2023 وفاز بأغلبية برلمانية مع حلفائه القوميين.

ويُمكن لانتخابات الأحد أن تُعزز الآن سيطرة العدالة والتنمية على تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي، أو تُشير إلى تغيير في المشهد السياسي المنقسم في البلد ذات الاقتصاد الناشئ المهم. ويُنظر إلى فوز إمام أوغلو على أنه يغذي التوقعات بأن يصبح زعيما وطنيا في المستقبل.

موعد فتح مراكز التصويت في تركيا

وتفتح مراكز التصويت أبوابها الساعة السابعة صباحا (0400 بتوقيت غرينتش) في شرق تركيا، بينما يبدأ التصويت في أماكن أخرى الساعة الثامنة صباحا وينتهي الساعة الخامسة مساء. ومن المتوقع صدور النتائج الأولية بحلول الساعة العاشرة مساء (1900 بتوقيت غرينتش).

وتُشير استطلاعات الرأي إلى تقارب السباق الانتخابي في إسطنبول، المدينة التي يبلغ عدد سكانها 16 مليون نسمة والتي تقود الاقتصاد التركي، حيث يُواجه إمام أوغلو تحديًا من مرشح حزب العدالة والتنمية والوزير السابق مراد قوروم.

الانتخابات التركية: تحالفات الضرورة في مواجهة حاسمة
انتخابات تركيا

ومن المُرجح أن تُساهم عوامل في نتائج الانتخابات منها المشاكل الاقتصادية الناجمة عن التضخم المُتفشي الذي يقترب من 70 بالمئة، فضلًا عن تقييم الناخبين الأكراد والإسلاميين لأداء الحكومة وآمالهم في التغيير السياسي.

وفي حين أن الجائزة الكبرى لحزب العدالة والتنمية هي إسطنبول، فإنه يسعى أيضا إلى استعادة العاصمة أنقرة. وفازت المعارضة بالمدينتين في عام 2019 بعد أن كانتا تحت حكم حزب العدالة والتنمية وأسلافه الإسلاميين على مدى السنوات الخمس والعشرين الماضية.

تحسن فرص حزب الرئيس أردوغان

وتحسنت فرص حزب الرئيس أردوغان بسبب انهيار تحالف المعارضة الذي هزمه العام الماضي، على الرغم من أن إمام أوغلو لا يزال يحظى بقبول الناخبين خارج حزب الشعب الجمهوري، حزب المعارضة الرئيسي.

وكان للناخبين من الحزب الرئيسي المؤيد للأكراد دور حاسم في نجاح إمام أوغلو في عام 2019. ويقدم حزبهم، حزب المساواة وديمقراطية الشعوب، هذه المرة مرشحه الخاص في إسطنبول، لكن من المتوقع أن يضع العديد من الأكراد الولاء للحزب جانبا ويصوتوا لصالح إمام أوغلو مرة أخرى.

وفي جنوب شرق البلاد الذي تسكنه أغلبية كردية، يسعى حزب المساواة وديمقراطية الشعوب إلى إعادة تأكيد قوته بعد أن أطاحت الدولة برؤساء بلديات الحزب المؤيد للأكراد في أعقاب الانتخابات السابقة.

ومن بين العوامل التي تعمل ضد أردوغان زيادة التأييد لـ"حزب الرفاه الجديد" الإسلامي بسبب موقفه المتشدد ضد إسرائيل بشأن الحرب في غزة وعدم الرضا عن أسلوب تعامل حزب العدالة والتنمية ذي الجذور الإسلامية مع الاقتصاد.

سباق إمام أوغلو وأردوغان

وعلى الرغم من أن أردوغان رشح مراد كوروم، وزيره السابق للبيئة والتحضر، لخوض انتخابات رئاسة بلدية إسطنبول، إلا أن السباق يعتبر بدرجة كبيرة بين إمام أوغلو وأردوغان.

وكان إمام أوغلو، البالغ من العمر 53 عامًا، رجل أعمال سابق وبرز كرئيس لبلدية منطقة الطبقة المتوسطة غير المعروفة في بيليك دوزو في إسطنبول.

ويُنظر إليه على أنه أكبر منافس محتمل للرئيس أردوغان منذ عقود لأنه لم يتمكن أي من مرشحي المعارضة السابقين الذين تنافسوا ضده من هزيمته على الإطلاق.

أزمة اقتصادية وزلازل

وتُعاني «تركيا» من أزمة اقتصادية مُنذ ما يقرب من ست سنوات، وخلال الحملة الانتخابية، لعبت الوعود بالانتعاش الاقتصادي دورًا مُهمًا في جذب الدعم، ولكن ظهر خوف آخر في إسطنبول وهو «وقوع الزلازل».