رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

إسرائيل تتلقى صفعة من مجلس الأمن وسط اشتعال الخلافات بين بايدن ونتنياهو

نشر
 بايدن ونتنياهو
بايدن ونتنياهو

شكّل تبني «مجلس الأمن الدولي» لمشروع القرار الأول الذي يدعو إلى «وقف فوري لإطلاق النار في غزة» ضربة مُدوية وصفعة لحكومة الاحتلال الإسرائيلي والسياسيين الإسرائيليين، وتُمثل رد الفعل الإسرائيلي في التقليل من أهمية القرار، مُعتبرة أنه لا يعني شيئًا لإسرائيل، وأن وقف إطلاق النار لن يتحقق إلا بعد عودة المختطفين.

ونشبت أزمة علنية أخرى بين «إسرائيل وأمريكا»، بعد امتناع واشنطن عن استخدام «الفيتو» مما ساعد على تمرير قرار مجلس الأمن الدولي الذي يدعو إلى وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار في غزة. وكانت الخلافات بين «نتنياهو وبايدن» قد تصاعدت في الأسابيع الأخيرة بسبب وجهات نظرهما حول العملية العسكرية في غزة.

وفي الوقت الذي يصر فيه رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي «نتنياهو»، على مُواصلة اجتياح رفح، حيث نزح أكثر من مليون فلسطيني، حثت واشنطن تل أبيب على عدم اتخاذ خطوات قد تُؤدي إلى كارثة إنسانية، ودعت حكومة الاحتلال إلى تجنب سقوط ضحايا مدنيين، وتجنب وقوع خسائر في صفوف المدنيين في حال اجتياح رفح، وطالبتها بإطلاعها على خططها.

أزمة مُصطنعة

وبحسب موقع «أكسيوس» الأمريكي، يرى ثلاثة مسؤولين أمريكيين أن البيت الأبيض أن الخلاف العلني مع إسرائيل بشأن قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة هو أزمة «مُصطنعة» صنعها رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو لأسباب سياسية داخلية.

وألغى نتنياهو، الإثنين، زيارة لكبار مستشاريه إلى البيت الأبيض في وقت لاحق من هذا الأسبوع بعد امتناع الولايات المتحدة عن التصويت في الأمم المتحدة الداعية إلى وقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم حماس.

مجلس الأمن الدولي

وقال مصدر مطلع إن مسؤولين في البيت الأبيض، مساء الأحد وصباح الإثنين، أجروا مناقشات مع مساعدي نتنياهو حول قرار الأمم المتحدة وأخبروه أن الولايات المتحدة من المُرجح أن تمتنع عن التصويت.

وأضاف المصدر أن البيت الأبيض أبلغ مساعدي نتنياهو خلال هذه المناقشات أن امتناع الولايات المتحدة عن التصويت لا يُمثل تغييرًا في السياسة وشدد على أن إدارة بايدن لا تعتبر قرار الأمم المتحدة مُلزمًا.

وقال نتنياهو في بيان يوم الإثنين إنه أوضح لإدارة بايدن ليلة الأحد أنه يعتبر ذلك تغييرًا في السياسة الأمريكية، كما هدد بإلغاء رحلة الوفد الإسرائيلي إلى واشنطن لمناقشة عملية رفح إذا لم تستخدم الولايات المتحدة حق النقض ضد القرار.

البيت الأبيض في حيرة

وقال مسؤول أمريكي إن البيت الأبيض "في حيرة" مما يعتبره رد فعل مبالغ فيه من قبل نتنياهو.

ويُحاول البيت الأبيض التقليل من شأن قيام نتنياهو بإلغاء رحلة الوزير المقرب منه رون ديمر ومستشار الأمن القومي تساحي هنغبي، وكان من المتوقع أن يلتقي الاثنان بمستشار الأمن القومي جيك سوليفان ومسؤولين كبار آخرين لمناقشة البدائل التي خططت الولايات المتحدة لاقتراحها لعملية إسرائيلية في رفح.

ويقول المسؤولون الأمريكيون إنهم يركزون بدلًا من ذلك على مسؤول إسرائيلي كبير آخر يتواجد في واشنطن هذا الأسبوع، وهو وزير الدفاع يوآف جالانت، الذي التقى يوم الإثنين مع سوليفان وناقشا العملية في رفح من بين قضايا أخرى.

وجالانت هو من الصقور الأمنيين الذين يدعمون العملية الإسرائيلية في رفح، لكنه المنافس الرئيسي لنتنياهو داخل حزب الليكود.

وقال مصدر مطلع لأكسيوس، إنه ليس من المقرر إجراء مكالمة هاتفية بين بايدن ونتنياهو في الوقت الحالي.

يائير لابيد: نتنياهو قادنا لأزمة مع واشنطن لها عواقب

واعتبر زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد أن الأزمة مع الولايات المتحدة سيكون لها عواقب سيئة على إسرائيل، قائلاً:" هناك سؤال واحد يجب أن نطرحه على أنفسنا بشأن الأزمة التي قادها نتنياهو مع الولايات المتحدة: هل هي جيدة لإسرائيل أم سيئة لإسرائيل؟ الجواب القاطع هو: سيئة لإسرائيل. سيئة للأمن، سيئة للاقتصاد، سيئة للحرب ضد قضية النووي الإيراني، سيئة لمكانتنا الدولية، سيئة للرهائن".

مندوب إسرائيل بالأمم المتحدة: «قرار مجلس الأمن يُعطي حماس الأمل»

أكد المندوب الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة «جلعاد أردان»، أن قرار مجلس الأمن الدولي حول غزة يُعطي حركة «حماس» الأمل بوقف إطلاق النار دون الإفراج عن الرهائن، حسبما أفادت وسائل إعلام عبرية، في أنباء عاجلة، اليوم الثلاثاء.

وقال أردان، إن "إطلاق سراح المختطفين يجب أن يكون أولوية المجلس الأولى. إن مطالبتكم بوقف إطلاق النار دون اقترانها بإطلاق سراح مختطفينا يضر بجهود الإفراج عنهم ويعطي حماس الأمل في تحقيق وقف إطلاق النار دون إطلاق سراح المختطفين".

واعتبر أنه "كان الأجدر بكافة أعضاء المجلس أن يعارضوا هذا الاقتراح".

واتهم المندوب الإسرائيلي مجلس الأمن بأنه "يماطل في إدانة المجزرة الأكثر همجية التي ارتكبت ضد الشعب اليهودي منذ المحرقة"، متهما المجلس كذلك بـ "ازدواجية المعايير" ومعبرا عن "اشمئزازه" بهذا الصدد.

يُذكر أن مجلس الأمن الدولي تبنى يوم الاثنين قرارا يطالب بوقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة خلال شهر رمضان. ولا يربط القرار وقف إطلاق النار بإطلاق سراح المحتجزين.

وأعلنت إسرائيل أنها ستواصل العملية العسكرية في قطاع غزة حتى تحرير جميع الرهائن.

حماس تُؤكد: «نتمسك بموقفنا بشأن وقف إطلاق النار في غزة»

أكدت حركة «حماس»، أنها أبلغت الوسطاء بتمسكها بموقفها ورؤيتها التي قدمتها يوم 14 مارس، مُحمّلة رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو» مسؤولية إفشال المفاوضات، حسبما أفادت وسائل إعلام فلسطينية، في أنباء عاجلة، اليوم الثلاثاء.