رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

بعد نقض الهدنة.. أسرار معارك الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في رمضان

نشر
الأمصار

كثف الجيش السوداني، من ضرباته الجوية على “قوات الدعم السريع” في دارفور (غرب البلاد)، في مسعى لخنق ما يعتقد أنه مسار إمداداتها.

وأفاد شهود بأن الطيران الحربي للجيش نفّذ قصفاً شمال دارفور استهدف بلدة كبكابية، ومنطقة الزرق (قريبة من الحدود السودانية – التشادية)، التي تضم أحد أهم المواقع العسكرية لـ(الدعم السريع).

وفي المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع ركّز الجيش السوداني خلال أقل من أسبوع ضربات جوية على عدد من ولايات دارفور، وتحديداً شمال الإقليم؛ بهدف قطع الإمدادات المحتملة لـ«الدعم» التي يقودها، محمد حمدان دقلو (حميدتي) عبر الحدود مع تشاد أو أفريقيا الوسطى.

وفي المقابل في معارك الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، عاودت «الدعم السريع» أمس، الهجوم على مقر «سلاح الإشارة» شمال مدينة الخرطوم بحري (إحدى مدن العاصمة السودانية)، واشتبكت مع قوات الجيش المتمركزة حول المقر العسكري المطل على القيادة العامة للجيش على الضفة الأخرى لنهر النيل.

وقال شهود عيان إن «الدعم السريع» حشدت قوات كبيرة، وعاودت الهجوم على «سلاح الإشارة» من ثلاثة محاور بالتركيز على الجهة الشمالية.

وكانت قوات الجيش المتمركزة حول «سلاح الإشارة» تمكنت خلال اليومين الماضيين من صد هجوم لـ«الدعم السريع» التي تحاول السيطرة على الموقع المهم الذي يربط شمال الخرطوم بحري بمدينة الخرطوم عبر جسري: القوات المسلحة، وكوبر.

سقط العشرات من السودانيين بين قتيل وجريح، في اشتباكات ضاربة بين طرفي القتال – الجيش والدعم السريع، في العاصمة الخرطوم والفاشر وولايتي غرب كردفان والجزيرة في وسط البلاد، في غمرة تزايد ملحوظ في حالات النزوح والمعاناة الإنسانية.

ولليوم الرابع على التوالي، استمرت المعارك الضارية في مدينة بابنوسة في ولاية غرب كردفان، خصوصاً حول مقر الفرقة 22، والتي تعتبر واحدة من أكبر الحاميات العسكرية في غربي البلاد.

ما أدى إلى مقتل 11 شخصاً. وقالت منصات تابعة للجيش، إن قوات الدعم السريع تكبدت خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد، لكن الدعم السريع نشر مقاطع فيديو يقول فيها إن قواته تسيطر على معظم مناطق المدينة، وتفرض حصاراً محكماً على مقر الفرقة 22.

 

وطال القصف الذي نفذه الجيش في الفاشر، أحياء الجبل والأسرة والجوامعة والثورة والمصانع، التي تتركز فيها قوات الدعم السريع بشكل أكبر، ما أدى إلى مقتل 10 أشخاص.

وقال شهود عيان إن أصوات الانفجارات وأعمدة الدخان ظلت مستمرة في الأحياء المستهدفة حتى منتصف الليل في معارك الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وسط صعوبات كبيرة.

وفي سياق متصل، قالت مصادر عسكرية إن الجيش يستعد لهجوم واسع من جهة الجنوب على ولاية الجزيرة، التي تسيطر قوات الدعم السريع على أكثر من 70 في المئة من مناطقها.

وأشارت منصات تابعة لقوات الدعم السريع، إلى البدء في استهداف مواقع للجيش في عدد من مناطق ولاية نهر النيل، المتاخمة للعاصمة الخرطوم من جهة الشمال.

في الأثناء، أعلنت منظمة الهجرة الدولية، أن عدد الفارين من ديارهم جراء الحرب الأهلية في السودان، اقترب من 8.5 ملايين نازح ولاجئ. ومنذ منتصف أبريل الماضي، تتواصل معارك في ولايات عديدة بين الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع»، ما خلف قرابة 13 ألفاً و900 قتيل.

وقالت منظمة الهجرة الدولية، في بيان، إن عدد النازحين داخل السودان بلغ 6 ملايين و505 آلاف و486 نازحاً، يوجدون في 6 آلاف و991 موقعاً في جميع ولايات البلاد.