رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

بعد 11 شهراً من الحرب.. خسائر في الاقتصاد السوداني وكوارث إنسانية

نشر
الأمصار

تسببت المعارك الدائرة بالسودان في تدمير الاقتصاد على مدار 11 شهر، وانخفض قيمة الجنيه، وتقلصت الإيرادات لأقل من 20% جراء الحرب.

وتآكلت قيمة العملة المحلية إلى أكثر 100%، حيث كان سعر صرف الدولار الواحد يُعادل 570 جنيهًا قبل اندلاع الحرب بين الجيش والدعم السريع في 15 أبريل 2023، بينما يزيد الآن عن 1.200 جنيهًا وهو ما أدى إلى ارتفاع السلع والخدمات بصورة جنوبية.

وتسببت الحرب فى السودان فى انهيار اقتصادى تام، حيث بلغت تكلفة الحرب أكثر من 100 مليار دولار، إذ توقف 70% من النشاط الاقتصادى فى السودان، وتُقدر تكلفة المعارك فى السودان بنحو نصف مليار دولار يوميًا.

وانخفض معدل النمو الاقتصادى إلى -18.3%، وأدت الحرب لانهيار العملة المحلية امام الدولار الجنيه السودانى خسر أكثر من 50% من قيمته، كما ارتفع معدل البطالة لـ 117.4% عام 2024، وتراجع إنتاج الذهب من 18 طنًا إلى طنين فقط، كما فقدت الخزينة السودانية عائدات صادرات الذهب التى تقدر بمليارى دولار.

​سرقة أكثر من 38% من أموال مصارف الخرطوم

وتعرض 100 بنك للنهب وتم سرقة أكثر من 38% من أموال مصارف الخرطوم، ويعاني البنك المركزى السودانى من نقص شديد فى السيولة بسبب العمليات التخريبية.

كارثة إنسانية في السودان

وكانت ذكرت منظمة أطباء بلا حدود، أن طفلا واحدا يموت كل ساعتين فى مخيم زمزم للنازحين بدارفور حيث يتواجد نحو 300 ألف ناز، كما قالت أن طفلا واحدا أيضا على الأقل يموت كل ساعتين فى مخيم زمزم بالسودان وهو أحد أكبر وأقدم مخيمات النازحين فى البلاد.

وقال برنامج الأغذية أن كثيرا من العائلات اضطرت إلى شرب مياه المستنقعات، ونحو 18 مليون شخص فى أنحاء السودان يواجهون حاليا الجوع الحاد، كما تقول الأمم المتحدة سيحتاج 24.8 مليون شخص إلى مساعدات إنسانية عاجلة فى عام 2024، بسبب انعدام الأمن الغذائى الحاد.

وقال القائم بأعمال ممثل منظمة الصحة العالمية بالسودان بيتر جراف، أن الوضع فى السودان يعد بمثابة عاصفة كاملة، حيث أنه يعانى من تردى النظام الصحى، بجانب انهيار برنامج تحصين الأطفال وانتشار الأمراض المعدية، وفى السابق كَشفَ وزير الصحة السودانى هيثم محمد إبراهيم، عن ارتفاع حالات الإصابة بالكوليرا، رغم تنفيذ حملات التطعيم فى بعض الولايات، وأضاف فى مقابلة مع صحيفة سودان تربيون، أن “السودان سجّل 10 آلاف و800 إصابة بالكوليرا، وفقَاً لآخر تقرير عن الوضع الوبائى فى 12 ولاية، وبلغت إصابات حمى الضنك 7.500 حالة فى 11 من أصل 18 ولاية.

تواصل المعارك في السودان

وتتواصل المعارك في السودان، حيث ارتكبت قوات الدعم السريع مجزرة بقرية الشريف مختار بولاية الجزيرة في أواسط السودان، بينما أحصى مركز حقوقي مقتل 46 قتيلا مدنيا وإصابة 90 آخرين بسبب اقتحام الدعم السريع 39 قرية بولاية الجزيرة خلال شهر فبراير.

وحسب بيان للجان مقاومة ود مدني، فإن قوات الدعم السريع ارتكبت ما أسمته بالمجزرة بقرية الشريف مختار بولاية الجزيرة.

وكانت سيطرت قوات الدعم السريع على ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة منتصف ديسمبر الماضي بشكل مفاجئ قبل أن تتمدد الى الجنوب حتى تخوم ولاية سنار، ومؤخرا قال الجيش السودانى، إنه يحكم الحصار على قوات الدعم السريع فى محيط الاذاعة والتلفزيون بمدينة أم درمان التى تشهد معارك ضارية بين القوتين منذ أسابيع بحسب صحيفة تريبون سودان.

وقال الجيش، أن هناك “هروب جماعى لمليشيا الدعم السريع الإرهابية من معارك محيط الإذاعة وانهيار وشيك لمواقعهم”. ونشر الجيش، مقطع فيديو مصور من أعلى فيما يبدو أنه بطائرة مسيرة، يُظهر تواجد بعض عناصره فى الشوارع القريبة جدًا من مقر هيئة الإذاعة والتلفزيون.