رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

اليوم 128 لحرب غزة.. تحذيرات وشهداء بالعشرات

نشر
الأمصار

وصلت إسرائيل قصفها الكثيف على غزة في اليوم 128 من الحرب، وأصدر رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو توجيهات بإعداد "خطّة لإجلاء" المدنيين من المدينة، ما أثار خشية دولية من هجوم بري محتمل.

وحاصرت الغارات في الساعات الأخيرة محيط رفح، حيث يحتشد نحو 1.3 مليون فلسطيني، أي أكثر من نصف سكّان غزة، وهم في غالبيّتهم العظمى نازحون هربوا من العنف في شمال القطاع ووسطه عقب اندلاع الحرب قبل أكثر من أربعة أشهر.

وأفادت وزارة الصحة في حكومة حماس بسقوط 110 قتلى، في الساعات الأولى من صباح السبت، بينهم 25 قتلوا في ضربات في رفح، مشيرة إلى معارك عنيفة دارت، السبت، في مستشفى ناصر في خان يونس.

وأكدت الوزارة مقتل شخص في هذا المستشفى، حيث لا يزال يوجد 300 من أفراد الطاقم الطبي و450 جريحا، إضافة إلى زهاء عشرة آلاف نازح.

وقتل 5 من عناصر الشرطة في هجومين إسرائيليين منفصلين، حسب مصادر أمنية فلسطينية، فيما قالت القوات الإسرائيلية إن 2 من كبار المسؤولين العسكريين من الحركة الفلسطينية قتلا في أحدهما.

وقال قائد الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي في أثناء زيارة قواته في خان يونس "قُتل الكثير من قادة (حماس) ونريد تصفية المزيد، بالإضافة إلى مسؤولين عسكريين كبار".

كما أعلنت إسرائيل السبت اكتشاف نفق في مدينة غزة، قالت إن حماس حفرته تحت مقر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).

وفيما أكد المفوض العام للوكالة التابعة للأمم المتحدة فيليب لازاريني أنه تم إخلاء المبنى في 12 أكتوبر/تشرين الأول، دعاه وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس إلى "الاستقالة فورا".

«ممر آمن»

وزعم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن جيشه سيضمن "ممرا آمنا" للمدنيين قبل الهجوم المرتقب على مدينة رفح في قطاع غزة، وذلك في مقابلة مع قناة تلفزيونية أمريكية تُبثّ الأحد.

وأضاف نتنياهو في مقابلة ضمن برنامج "هذا الأسبوع مع جورج ستيفانوبولوس" عبر قناة "إيه بي سي نيوز" تُبثّ الأحد ونُشرت مقتطفات منها مساء السبت: "النصر في متناول اليد. سنفعل ذلك، سنسيطر على آخر كتائب حماس الإرهابية، وعلى ورفح، وهي المعقل الأخير".

وتابع: "سنفعل ذلك مع ضمان المرور الآمن للسكان المدنيين حتى يتمكنوا من المغادرة. نحن نعمل على وضع خطة مفصلة لتحقيق ذلك، ولا نتعامل مع هذا الأمر بشكل عرضي".

وذكر نتنياهو مناطق في شمال رفح "تم تطهيرها ويمكن استخدامها كمناطق آمنة للمدنيين"، على قوله.

وردّ نتنياهو على المنتقدين القلقين بشأن مصير المدنيين في حال شنّ هجوم على رفح، قائلا "أولئك الذين يقولون إنّنا يجب ألّا ندخل رفح مُطلقا، يقولون لنا في الواقع إنّنا يجب أن نخسر الحرب، ونترك حماس هناك".

تحذيرات 

وخلال الساعات الماضية تواصلت التحذيرات من شنّ إسرائيل هجوما برّيا على رفح، كان من بينها مسؤول السياسة الخارجيّة بالاتّحاد الأوروبّي جوزيب بوريل، الذي قال إن هجوما محتملا للجيش الإسرائيلي في رفح سيكون بمثابة "كارثة إنسانيّة لا توصف".

ومن جانبها، أعربت دولة الإمارات عن قلقها الشديد من مخططات واستعدادات الجيش الإسرائيلي لشنّ عملية عسكرية في منطقة رفح، جنوبي قطاع غزة، المكتظة بالنازحين الفلسطينيين، ومن الانعكاسات الإنسانية الخطيرة التي قد تتسبب بها.

وحذرت وزارة الخارجية، في بيان لها، من العمل العسكري الذي يهدد بوقوع المزيد من الضحايا الأبرياء، ويؤدي إلى استفحال الكارثة الإنسانية التي يشهدها القطاع.

كما جدّدت تأكيد إدانتها الشديدة لأي ترحيل قسري للشعب الفلسطيني الشقيق، وأي ممارسات مخالفة لقرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي والإنساني.

ودعت المجتمع الدولي إلى بذل كافة الجهود دون إبطاء، للوصول إلى وقف فوري لإطلاق النار، لتجنّب المزيد من تأجيج الوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وإلى دفع كافة الجهود المبذولة لتحقيق السلام الشامل والعادل، ومنع انجرار المنطقة إلى مستويات جديدة من العنف والتوتر وعدم الاستقرار.

وجدّدت التأكيد على موقف دولة الإمارات، الداعي إلى العودة إلى المفاوضات لتحقيق حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.

كما حذّرت الخارجيّة السعوديّة، في بيان، السبت "من التداعيات البالغة الخطورة لاقتحام واستهداف مدينة رفح في قطاع غزة، وهي الملاذ الأخير لمئات الآلاف من المدنيين الذين أجبرهم العدوان الوحشي الإسرائيلي على النزوح".

واعتبرت أن "هذا الإمعان في انتهاك القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي يؤكد ضرورة انعقاد مجلس الأمن الدولي عاجلا لمنع إسرائيل من التسبب بكارثة إنسانية وشيكة يتحمل مسؤوليتها كل من يدعم العدوان".

وكانت الأمم المتحدة وكذلك الولايات المتحدة، الحليف الرئيسي لإسرائيل، قد أعربتا عن مخاوفهما من عملية رفح.

وحذّرت الخارجيّة الأمريكيّة هذا الأسبوع من أنّ "تنفيذ عمليّة مماثلة الآن (في رفح)، بلا تخطيط وبقليل من التفكير، في منطقة يسكنها مليون شخص، سيكون كارثة".

وفي انتقاد ضمنيّ نادر لإسرائيل، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن هذا الأسبوع إنّ "الردّ في غزّة.. مُفرط"، مؤكّدا أنّه بذل جهودًا منذ بدء الحرب لتخفيف وطأتها على المدنيّين.

بدوره، شدد وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيغورنيه على أنه، وإن كانت "صدمة الإسرائيليين حقيقية" بعد 7 تشرين الأول/أكتوبر، فإن "الوضع في غزة غير مبرر".

أما وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون فقال عبر منصة إكس "نشعر بقلق عميق إزاء احتمال شن هجوم عسكري على رفح، حيث يلجأ أكثر من نصف سكان غزة إلى المنطقة، يجب أن تكون الأولوية للوقف الفوري للقتال من أجل إدخال المساعدات وإخراج الرهائن، ثم التقدم نحو وقف دائم ومستدام للنار".

وكانت الأمم المتحدة وكذلك الولايات المتحدة، الحليف الرئيسي لإسرائيل قد أعربتا عن مخاوفهما من عمليّة في رفح.

كما حذّرت حركة حماس، السبت، من وقوع "كارثة ومجزرة عالمية قد تُخلِّف عشرات آلاف الشهداء والجرحى في حال اجتياح محافظة رفح"، مضيفة: "نحمّل الإدارة الأمريكية والمجتمع الدولي والاحتلال المسؤولية الكاملة".