رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

علي الزبيدي يكتب: في الصميم.. الشتاء والزائرة اللئيمة

نشر
الأمصار

عندما وصف المتنبي الكبير الحمى الراجعة بالزائرة التي تأتي على استحياء كان محقا فهذه الزائرة رغم استحيائها فهي تحمل لؤما عجيبا فهي تغادر صباحا وتعود في الظلام  فهي كبنات  الليل تعمل تحت جنحه تخشى الفضيحة.

وكان الله في عون من كانت هذه الحمى ضيفته في هذا البرد القارس فلاهي استحت وغادرت غير مأسوف عليها ولا البرد يلملم نفسه ويغادر هو الآخر ليدع الفقير لله يستعيد أنفاسه رغم كل الأدوية والاغطية  الصوفية والقطنية  وانا اصارع هذه الحمى مرة  واجاملها مرة اخرى تذكرت المهجرين والنازحين وكل من يعيش الفاقة وعسر الحال ولم يجد ما يدفىء به جسده واجساد أبنائه في هذه الايام  الباردة والمثلجة فكان الله في عونهم وجعلهم يتجاوزون  هذه المرحلة من شتاء هذا العام والذي يبدو أنه متعاون مع هذه الحمى في اتفاقية ثنائية قد تستمر الى نهاية أيامه  ونحن نتحدث عن الحمى الراجعة وبرد الشتاء ارى ان الكثير من المسؤولين اصابهم برد في الضمائر فتجمدت ولم تتحرك   لإغاثة الفقراء والمعوزين والذين تجاوزت نسبتهم في المجتمع المستويات المعقولة في بلد يصدر أربعة ملايين برميل نفط يوميا  وتدخل في ميزانيته مئات الملايين من الدولارات يوميا لكنها لا تذهب الى ما ينفع الناس فلا مدارسنا كما يتمناها اي عراقي شريف ولا مصانعنا دارت عجلة الإنتاج فيها ولا زراعتنا باتت  تكفي استهلاكنا اليومي والموسمي ولا ولا ولا والقائمة تطول وهناك من أثرى من أموال الشعب وتملك المقاطعات في بغداد وغيرها من مدن العراق وحتى في بلدان الجوار القريبة والبعيدة كل هذا وهو يدعي زورا وكذبا الانتماء الى بيت ال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم  ولا ندري باي وجه سيقابلون النبي الكريم يوم القيامة وهم سرقوا قوت الضعيف واليتيم والمحتاج. 
نعم هناك حملة لمكافحة الفساد والفاسدين والله يبارك كل جهد وطني مخلص غيور من اجل العراق وشعبه 
ولكن الواقع يقول لقد تكالب البرد والأمراض  والجوع والعوز على فقراء الوطن و(يمشي الفقير وكل شيء ضده) حتى الحمى أظهرت كل لؤمها معهم وليس لهم الا الله ومن يعمل من اجل العراق الوطن والشعب  .