رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

جيش العدل البلوشي.. أزمة عسكرية كبيرة بين باكستان وإيران

نشر
الأمصار

قصف الجيش الباكستاني عدة مواقع مختلفة لمجموعات  متمردة في إيران، بعد يومين من قيام طهران بقصف قواعد جيش العدل البلوشي في مواقع في باكستان وحدها وإخراجها من أزمة دبلوماسية، بحسب صحيفة “ألبوبليكو” الإسبانية.

العملية الباكستانية في إيران

وأوردت وزارة الدفاع الباكستانية، أنه ستنطلق العملية في الساعة 6:30 صباحًا بالتوقيت المحلي (1:30 بتوقيت جرينتش) وستهاجم على الأقل ستة مجموعات سرية من الجماعات الإرهابية جيش التحرير البلوشي وجبهة التحرير البلوشي"، بفضل حالة عسكرية جيدة تحت ظروف الطوارئ.

أبلغت وزارة الخارجية الباكستانية في اتصال أن العديد من الإرهابيين ماتوا أثناء القصف، وأنهم يلاحقون المتمردين الفارين في مقاطعة سيستان وبلوشستان الإيرانية، باتجاه باكستان، ويهربون "مدينين بفشل العمل" من جانب إيران،  قم ببدء نشاط المتمردين.

واستكملت الوزارة أنها تحترم باكستان الطمأنينة الكاملة والتكامل الإقليمي لجمهورية إيران الإسلامية. الهدف الوحيد لفعل هذا اليوم هو البحث عن الأمن الخاص والمصالح الوطنية لباكستان، وهي بدائية ولا يمكن المساس بها"،

تم التلميح إلى الاستمرار في تبني "جميع الوسائل اللازمة للحفاظ على الأمن" في باكستان، والإشارة إلى أنه لا يسمح بأن هدوءها أو تكاملها الإقليمي سيخضع للمساءلة تحت أي ظرف من الظروف. 

صرحت الخارجية الباكستانية قائلة: "إن إيران دولة إيرانية وشعبية في باكستان تحظى باحترام كبير وتأثير للشعب الإيراني. لقد قمنا دائمًا بتفعيل الحوار والتعاون لمواجهة التحديات المشتركة، بما في ذلك خطر الإرهاب، ونواصل الجهود من أجل التوصل إلى حلول مشتركة.

الهجمات الإيرانية في باكستان

 وقد جاءت هذه الهجمات بعد أن شنت إيران هجوماً صاروخياً وطائرات بدون طيار على قواعد المجموعة الإرهابية السنية جيش العدل البلوشي في الأراضي الباكستانية، عندما سقط طفلان، في منطقة إسلام آباد، والتي تنبأت بـ "عواقب خطيرة".

تفاعل وزير العلاقات الخارجية الباكستاني جليل عباس جيلاني، في اتصال هاتفي مع نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان بعد هجوم جيش العدل البلوشي، مع إصراره على أن الهجوم الإيراني "لا يشكل انتهاكا جسيما للسلام في باكستان فحسب، بل إنه يرتكب أيضا انتهاكا صارخًا للقانون الدولي وروح العلاقات الثنائية بين باكستان وإيران".

 جيش العدل البلوشي

ويعد جيش العدل البلوشي هي منظمة وجماعة معارِضة إسلامية سنية في سيستان وبلوتشستان في إيران. بدأت الجماعة نشاطها بعد أشهر من إعدام عبد الملك ريغي زعيم حركة جند الله البلوشية بعد اعتقاله خلال المحاولة للسفر إلى قرغيزستان عبر إرغام الطائرة التي كانت تقله على الهبوط في بندر عباس جنوبي البلد، ويعد جيش العدل هو منظمة إرهابية محددة من قبل إيران والهند واليابان.

تقول حركة جيش العدل البلوشي: «إنها تقاتل القوات الإيرانية لاستعادة حقوق المسلمين السنة في البلد وتتهم السلطات الإيرانية بممارسة مخططات ثورية طائفية في الإقليم وباقي المناطق التي يقطنها المسلمين السنة».

قائد جيش العدل هو عبد الرحیم ملازاده، الذي يصدر بياناته باسم “صلاح الدین فاروقي”، أمير جيش العدل، من مواليد 1979 بمدينة راسك التابعة لإقليم بلوشستان، ويعتبر من أبرز قادة المقاومة في بلوشستان، وكان ضمن جند الله التي أسسها عبد، والآن حاج صلاح الدين يقود جيش العدل البلوشي على نهج الأمير ريغي.

جيش تحرير بلوشستان

بينما ذاع صيت "جيش تحرير بلوشستان" الذي قصفته باكستان على الملأ لأول مرة في صيف 2000، بعد تبني المنظمة سلسلة من التفجيرات، وفي 2006 تم إعلان المنظمة إرهابية من قبل كل من الحكومتين الباكستانية والبريطانية، المعروفة آنذاك بـ"جيش بلوشستان الجمهوري".

في عام 2022 جرى اندماج كل من "جيش بلوشستان الجمهوري" و"جيش بلوشستان المتحد" تحت اسم "جيش بلوشستان الوطني"، للمطالبة باستقلال أكبر لإقليم بلوشستان عن باكستان.

 

ويأتي أغلب مقاتلي "جيش بلوشستان الوطني" من مقاتلي "جيش بلوشستان الجمهوري"، الذي كان يتكون في الغالب من مقاتلين من قبائل "بوجتي"، بالإضافة إلى مجموعة من "حركات التحرر القومية البلوشية"، ويضم طلابا من المناطق الحضرية في بلوشستان والفصيل المنشق من "جيش بلوشستان المتحد"، ويضم أيضا جماعة انفصالية مسلحة من إقليم السند المجاور تعرف باسم "جيش السندوديش الثوري".

 

ويطالب جيش تحرير بلوشستان باستقلال إقليم بلوشستان عن باكستان، والمطالبة باستثمار موارد اقتصادية أكبر في المنطقة، والتوقف عن استغلال الموارد الطبيعية للإقليم، واكتسب التمرد البلوشي أهمية متزايدة بعد دخول الصين على خط الاستثمار في الإقليم، حيث ترى الحركات البلوشية أن الاستثمار الصيني ليس إلا مجرد احتلال وسرقة لموارد المنطقة، ولذلك ركز "جيش بلوشستان الوطني" وغيره من الحركات البلوشية على استهداف المشاريع والعمال والمصالح الصينية في بلوشستان ومناطق أخرى.

كما يروج قادة الحركات الانفصالية البلوشية رواية مفادها أن الجيش الباكستاني "يحتل إقليم بلوشستان، ويسرق موارده الطبيعية أو يوزعها بطريقة غير عادلة"، بالإضافة إلى "التمييز، وإعطاء الوظائف والمناصب للعرقيات الأخرى التي تسكن بلوشستان، وتهميش السكان البلوش الأصليين".