رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

الصين وتايوان نزاع مُتجدد تحت الرماد.. واتهامات متبادلة بين بكين وواشطن

نشر
الأمصار

مع اعتلاء رئيس تايوان الجديد المؤيد للاستقلال عن الصين "لاي تشينج تي" سُدة الحكم، تصاعدت حالة من الترقب الدولي تحسبًا لتجدد النزاع على جزيرة تايوان، التي تُعدها بكين جزءًا لا يتجزأ من وحدة أراضيها، وفي أعقاب إعلان نتيجة الانتخابات في تايوان، سارعت الولايات المتحدة إلى تهنئة الرئيس الجديد، الذي تحدث بدوره عن آماله في نيل الاستقلال، وهو ما أثار حفيظة السلطات في الصين.

 

التصريح الأول للمرشح الفائز بالانتخابات الرئاسية في تايوان

 

وانطلقت الاحتفالات في العاصمة التايوانية، تايبيه، بعد فوز لاي تشينغ-تي بالرئاسة التايوانية.

 

ونقلت وكالة " أ ف ب" تصريحات الرئيس التايواني المنتخب، والذي تعهد بالدفاع عن بلاده من ترهيب الصين.

 

وفاز لاي تشينج- تي مرشح الحزب الحاكم في انتخابات الرئاسة التايوانية في الانتخابات التي أجريت، والتي وصفتها الصين بأنها خيار بين الحرب والسلام.

 

وأقر مرشح حزب "كومينتانج" المعارض هو يو-إيه بهزيمته، وبهذه النتيجة يتولى "الحزب الديمقراطي التقدمي"، الذي يناصر هوية تايوان المستقلة ويرفض مطالب الصين بالسيادة عليها، السلطة لثالث فترة على التوالي، وهو أمر غير مسبوق في نظام الانتخابات في تايوان.

 

ولاي تشينج- تي الذي تقول الصين إنه يمثل "خطرًا جسيمًا" بسبب مواقفه المؤيدة لاستقلال تايوان، تصدر نتائج الانتخابات الرئاسية، ومن المتوقع أن يتولى منصبه في 20 مايو 2024.

 

وحصل لاي تشينج- تي، نائب الرئيسة المنتهية ولايته، الذي ينتمي إلى "الحزب الديمقراطي التقدمي" على 40.2% من الأصوات، حسب النتائج التي تشمل 98% من مراكز الاقتراع. وحصل منافسه الرئيسي هو يو-إيه، مرشح الحزب القومي الكومينتانج الذي يدعو إلى التقارب مع بكين، على 33.2% من الأصوات.

 

رئيس تايوان الجديد يعتزم العمل المُشترك مع أمريكا لتعزيز الديمقراطية

 

شكر رئيس تايوان الجديد المؤيد للاستقلال "لاي تشينج تي"، الذي فاز في الانتخابات، وزير الخارجية الأمريكي "أنتوني بلينكن"، على تهنئته بفوزه، مُعربًا عن نيته "تعزيز الديمقراطية" بشكل مشترك، حسبما أفادت وكالة "نوفوستي" الروسية، اليوم الإثنين.

 

وكتب لاي تشينج تي على منصة "إكس" (تويتر سابقا): "الوزير بلينكن، شكرا لك على تهنئتك. من خلال العمل مع أصدقائنا الأمريكيين، تلتزم تايوان بمواصلة تعزيز الديمقراطية والسلام والازدهار في منطقة المحيطين الهندي والهادئ".

 

وأضاف أن التعاون بين تايوان والولايات المتحدة مبني على "القيم والمصالح المشتركة".

 

وقال بلينكن إن الولايات المتحدة تتطلع إلى التعاون مع القيادة الجديدة لتايوان وفقا لمبدأ "الصين الواحدة". كما هنأ الرئيس الجديد للجزيرة على فوزه، مشيرا إلى "قوة النظام الديمقراطي والعملية الانتخابية" في تايوان.

 

وصرحت وزارة الخارجية الصينية بأن البيان الأمريكي "يرسل إشارة خاطئة جدا إلى القوى الانفصالية المطالبة بـ"استقلال تايوان"، مضيفة "إننا نأسف بشدة لذلك ونعارضه بقوة".

 

الصين توجه عدة انتقادات لبيان الخارجية الأمريكية بشأن الانتخابات في تايوان

 

وجهت الصين عدة انتقادات، البيان الصادر عن وزارة الخارجية الأمريكية بشأن الانتخابات التي أجريت في تايوان، مشيرة إلى أنه انتهك بشدة مبدأ صين واحدة والبيانات الثلاثة المشتركة بين بكين وواشنطن.

 

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، وفقا لوكالة الأنباء الصينية (شينخوا)، إن البيان يتعارض مع التزام الولايات المتحدة السياسي بالحفاظ فقط على العلاقات الثقافية والتجارية وغيرها من العلاقات غير الرسمية مع منطقة تايوان، ويرسل إشارة خاطئة للغاية للقوى الانفصالية الساعية لما يسمى "استقلال تايوان".

 

وأضاف المتحدث: "نستنكر هذا البيان ونعارضه بشدة، وقد قدمنا احتجاجات جادة للجانب الأمريكي".

 

وقال المتحدث إن مسألة تايوان في صميم المصالح الأساسية للصين، وهي الخط الأحمر الأول الذي لا ينبغي تجاوزه في العلاقات الصينية-الأمريكية.. ومبدأ صين واحدة هو عرف أساسي في العلاقات الدولية وتوافق سائد بين المجتمع الدولي والأساس السياسي للعلاقات الصينية- الأمريكية.

 

وأعرب المتحدث عن معارضة الصين الحازمة لقيام الولايات المتحدة بأي شكل من أشكال التفاعلات الرسمية مع تايوان أو التدخل في شؤون تايوان بأي شكل أو تحت أي ذريعة.

 

وحث المتحدث الولايات المتحدة على الالتزام بجدية بمبدأ صين واحدة والبيانات الثلاثة المشتركة بين الصين والولايات المتحدة، والتصرف بجدية وفقا للالتزامات التي أكد عليها قادة الولايات المتحدة مرارا بشأن عدم دعم ما يسمى "استقلال تايوان" أو وجود "صينين" أو "صين واحدة وتايوان واحدة"، وعدم السعي لاستخدام مسألة تايوان كأداة لاحتواء الصين.

 

كما قال المتحدث، إن الصين تدعو الولايات المتحدة إلى التوقف عن التفاعلات ذات الطبيعة الرسمية مع تايوان والتوقف عن إرسال إشارات خاطئة للقوى الانفصالية الساعية لما يسمى "استقلال تايوان".