رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

جبار المشهداني يكتب: بغداد تضيع من أيدينا!!

نشر
الأمصار

الطائفيون الذين يتباكون على ضياع بغداد من أيديهم لم أسمع لهم صوتًا حين دنست همرات الاحتلال الأمريكي شوارع بغداد وجسورها.

لم أسمع لهم أنينًا ومعالم بغداد وآثارها تُسرق وبيوتها التراثية تتحول إلى ملاهٍ ومطاعم، لم أسمع لهم همسًا وبغداد تتجول فيها الماشية والأغنام دون رادع.

بغداد التي تفتقر إلى مدارس لطلابها ومشافي لسكانها وبغداد التي تضاعف عدد قاطنيها دون إيجاد خدمات توازي هذا البون الشاسع بين عدد السكان وحجم البنية التحتية للمدينة المدورة.

بغداد التي شوهتها المجمعات السكنية والتي منحت لأطراف يعرفهم المتباكون على ضياع بغداد دون أي إعتراض على هذا الفساد المنظم.

بغداد التي يتنافس فيها زعماء سياسيون لم يكلف اي واحد منهم نفسه بأعمار شارع الرشيد أبن بغداد  وسيد الشوارع فيها منذ أيام الخلافة العباسية.

بغداد التي أهملت وقطعت اوصالها وتناسلت بيوتها وغابت عنها الحدائق وبساتين النخيل التي بنيت بها وما عليك سوى أن( تفلش وتاكل خستاوي ) لم تجد من يبكي على أطلالها من الطائفيين الجدد.

بغداد لم ولن ولا تضيع لأن هذا الحزب حقق فيها المرتبة الأولى انتخابيًا ولن تضيع اذا ما تم الأتفاق بين بقية الكتل السياسية اذا تحالفت وحققت الأغلبية لتلتف على  الفائز الأول فذلك حراك سياسي مسموح به ضمن اللعبة الديمقراطية. 

أيها الطائفيون إذا أردتم ان تعرفوا متى تموت بغداد أو تضيع.

تموت بغداد حين تسبغون عليها زورًا وبهتانًا هذا الوصف الطائفي أو ذاك.

تموت بغداد حين تجبرونها على ارتداء ما لا تحب.

تموت بغداد حين تنشرون فرية بين الناس انها مدينة لدين او مذهب بعينه.

بغداد مدينة الجوادين عليهما السلام ومدينة الإمام الأعظم ومدينة الخلاني والشيخ عبد القادر وكنيسة النجاة والمندى للأخوة الصابئة وكنيس اليهود في البتاوين ومرقد الشيخ معروف والحلاج  والقائمة لا تنتهي.

بغداد التاريخ والحضارة والثقافة والفنون لن تضيع بفوز تقدم ولن نجدها اذا تولاها نبني، بغداد تنتظر  من يفك الاختناق عن شوارعها.

بغداد تنتظر من يحررها من عشرات النوادي الليلية( والملاهي ) التي تحيط بسكانها في الكرادة وغيرها.

بغداد عصية على الضياع فهى مدينة الحياة التي اهتدى لها كل مبدع وعالم عبر كل العصور.

وفروا دموعكم أيها الطائفيون، بغداد ما زالت بخير وستبقى ولن تضيع.