رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

صفعة وسط الحرب.. دول أوروبية توقف الدعم العسكري لأوكرانيا

نشر
الأمصار

رفضت العديد من الدول الأوروبية تقديم الدعم العسكري لأوكرانيا مما شكل صفعة جدية تصب في صالح القوات الروسية التي تقاتل في البلاد.

تسعى  أوكرانيا للحصول على دعم مالي من الغرب لمواصلة حربها مع روسيا، والتي تدخل عامها الثاني، وهو ما بات واضحًا خلال زيارة الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي إلى واشنطن، ومن ثم حضوره قمة الاتحاد الأوروبي الأخيرة التي عقدت بشكل استثنائي لدعم أوكرانيا، حيث تمت مناقشة تقديم مساعدات لأوكرانيا بقيمة ٥٠ مليار يورو من أجل الدعم العسكري لأوكرانيا 

الفيتو المجري
 

من جانبها استخدمت المجر حق النقض "الفيتو"، لمنع مساعدة أوروبا لأوكرانيا بقيمة 50 مليار يورو، كانت تريدها أوكرانيا من أوروبا بعدما شهدت الأسابيع الأخيرة المزيد من الخسائر لأوكرانيا بعد تصعيد روسي.

وعرقلت المجر إقرار مساعدة أوروبية لأوكرانيا بقيمة 50 مليار يورو، وبرر ذلك رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان بأن القرار ضروري الإفراج عن "جميع الأموال الأوروبية" المخصصة لبلاده والبالغة مليارات الأوروات.

وقال الزعيم المجري وهو حليف للرئيس الروسي فلاديمر بوتين، في مقابلة صحفية "لطالما قلت إننا إذا مضينا في تعديل ميزانية الاتحاد الأوروبي، ستغتنم المجر الفرصة للمطالبة بوضوح بما تستحقه، ليس نصف ذلك ولا الربع بل الكل".

الإفراج عن أموال مخصصة للمجر
txtزيلينسكى يطالب المجر بتقديم مبرر معارضة انضمام أوكرانيا للاتحاد الأوروبى
أعلن رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، أمس الجمعة، أنه استخدم في قمّة الاتحاد الأوروبي في بروكسل حق النقض لمنع إقرار مساعدة أوروبية لأوكرانيا بقيمة 50 مليار يورو.

 

وربط أوربان الموافقة على مساعدة جديدة لأوكرانيا بالإفراج عن كل الأموال المخصصة للمجر، وقال الزعيم المجري "نريد أن يتم التعامل معنا بطريقة منصفة والآن لدينا فرصة جيدة لتوضيح وجهة نظرنا".


وبدوره، أعلن رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال فجر الجمعة، أن دول الاتحاد الأوروبي ستستأنف "مطلع العام المقبل" بحث تقدم مساعدة جديدة لأوكرانيا، بعدما استخدم رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان حق النقض لتعطيل إقرار حزمة قروض وهبات أوروبية لكييف بقيمة 50 مليار يورو.

وقال ميشال: "لا أريد الغوص كثيرا في التفاصيل. سأعمل في الأيام والأسابيع المقبلة مع زملائي للتحضير لقمة في بداية العام المقبل".

ويمثل قرار أوربان، أفضل صديق للكرملين في الاتحاد الأوروبي، نكسة لأوكرانيا وداعميها على حد سواء، لا سيما وأنه أتى بعد أن كان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وحلفاؤه يواصلون تبادل التهاني بنجاح القمة الأوروبية في فتح مفاوضات انضمام أوكرانيا إلى التكتل.

وعارض أوربان أيضًا فتح مفاوضات انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد، لكنه لم يستخدم هذه المرة الفيتو ضده بل وافق على حل وسط يقضي بخروجه من القاعة أثناء التصويت وتمرير القرار بدون التصويت معه ولا ضده.

وتبذل كييف في الآونة الأخيرة قصارى جهدها لإقناع العالم بأن دعم حلفائها الغربيين لا يتضاءل، في وقت تتزايد فيه الشكوك حول استمرار الدعم الأمريكي للمجهود الحربي الأوكراني.

بينما قالت بولندا، إحدى أقوى حلفاء أوكرانيا، عن وقف الدعم العسكري لأوكرانيا  وإنها لن تزود جارتها بالأسلحة، مع تصاعد النزاع الدبلوماسي بين الجانبين بشأن الحبوب.

وقال رئيس الوزراء البولندي ماتيوس مورافيتسكي، إن بولندا ستركز بدلاً من الدعم العسكري لأوكرانيا على الدفاع عن نفسها بأسلحة أكثر حداثة.

وقد أرسلت بولندا بالفعل إلى أوكرانيا 320 دبابة من الحقبة السوفييتية و14 طائرة مقاتلة من طراز ميغ 29، وليس لديها الكثير لتقدمه.

تزامنت هذه التصريحات عن الدعم العسكري لأوكرانيا  مع توتر شديد بين الجارتين.

واستدعت بولندا، سفير أوكرانيا بسبب تصريحات أدلى بها الرئيس فولوديمير زيلينسكي، في الأمم المتحدة بعد أن مدّدت بولندا والمجر وسلوفاكيا الحظر على الحبوب الأوكرانية.

وقال زيلينسكي إنه لمثير للقلق أن يجسد بعض أصدقاء أوكرانيا في أوروبا التضامن "سياسيا على المسرح ويصنعون قصة مثيرة من الحبوب".

ونددت وارسو بتصريحات زيلينسكي واصفة إياها بـ "غير مبررة فيما يتعلق ببولندا التي دعمت أوكرانيا منذ الأيام الأولى للحرب".

وأجرت قناة بولسات الإخبارية الخاصة مقابلة مع مورافيتسكي  بعد ساعات من استدعاء السفير الأوكراني إلى وزارة الخارجية في وارسو رداً على خطاب الرئيس الأوكراني.

وقال رئيس الوزراء عن الدعم العسكري لأوكرانيا : "لم نعد ننقل الأسلحة إلى أوكرانيا، لأننا نقوم الآن بتسليح بولندا بأسلحة أكثر حداثة".

وذكرت وكالة الأنباء البولندية "باب"، أن مورافيتسكي أكد على أن بولندا تساعد أوكرانيا على هزيمة "الهمجية الروسية" من خلال إقامة مركز لنقل الاسلحة الى اوكرانيا على اراضيها، لكنه لن يوافق على زعزعة استقرار أسواق بولندا بسبب واردات الحبوب الأوكرانية.

"مركز تموين الأسلحة في رزيسزو الذي يعمل بالاتفاق مع الأمريكيين وحلف شمال الأطلسي، يؤدي نفس الدور طوال الوقت وسيقوم بذلك مستقبلاً".

لقد استنزفت الحرب في أوكرانيا ثلث العتاد العسكري لدى بولندا عبر نقله إلى أوكرانيا، وهي الآن بصدد استبدالها بمعدات حديثة منتجة في الغرب.

لن تتوقف صادرات الأسلحة إلى أوكرانيا تماماً، حيث من المقرر أن ترسل الشركة البولندية ( بي جي زد) حوالي 60 قطعة مدفعية من طراز Krab في الأشهر المقبلة إلى اوكرانيا.

قال رئيس الوزراء السلوفاكي الجديد روبرت فيكو الخميس (26 أكتوبر/ تشرين الأول 2023) غداة تعيينه رئيساً لحكومة ائتلافية تضم حزباً يمينياً متطرّفاً مؤيداً لروسيا، إنه "أبلغ" المفوّضية الأوروبية بقراره.

وأضاف أنّه تحدّث مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورزولا فون دير لاين خلال اجتماع قبل قمة الكتلة في بروكسل، بشأن الخطوة التي اتخذتها حكومته.

وأشار في منشور على فيسبوك إلى أن فون دير لايين تحترم "الحقّ السيادي للدول الأعضاء في دعم أوكرانيا عسكرياً أو لا، وأعربت عن تقديرها لموقفنا بشأن المساعدات الإنسانية".

وفي وقت سابق الخميس، قال فيكو لأعضاء البرلمان إنّ بلاده "لن تقوم بعد الآن بتزويد أوكرانيا بالأسلحة"، لكنّها ستواصل تقديم المساعدات الإنسانية إلى جارتها التي مزّقتها الحرب. وأضاف "نعتبر أنّ المساعدات هي مجرد مساعدات إنسانية ومدنية، ولن نزوّد أوكرانيا بالأسلحة بعد الآن".

ورداً على سؤال وكالة فرانس برس، رفضت وزارة الخارجية الأوكرانية التعليق على هذا الإعلان.

وقدمت سلوفاكيا التي يبلغ عدد سكانها 5,4 مليون نسمة، دعماً قوياً لأوكرانيا حتى الآن، خصوصاً عبر الطائرات المقاتلة مثل "ميغ 29" ذات التصميم السوفياتي، وأنظمة الدفاع الجوي المحمولة، إضافة إلى إصلاح الأسلحة التي يستخدمها الجنود الأوكرانيون.

ووفق معهد "كييل"، فقد بلغت القيمة الإجمالية للمساعدات المعلن عنها، العسكرية خصوصاً، 760 مليون دولار في 31 تموز/يوليو. 

وتعد سلوفاكيا من أبرز الدول الداعمة لأوكرانيا نسبة الى إجمالي الناتج المحلي (0,65 في المئة)، بعد النرويج ودول البلطيق والدنمارك وبولندا.

وتعدّ سلوفاكيا واحدة من أكثر الدول الموالية لروسيا في الاتحاد الأوروبي، وفقاً لمركز الأبحاث "غلوبسك" (Globsec) الذي يتخذ من براتيسلافا مقراً. ويعتبر 40 في المئة فقط من السكان أنّ روسيا مسؤولة عن الحرب، في مقابل 85 في المئة في بولندا و71 في المئة في جمهورية التشيك.