رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

عبد الرحمن الكناني يكتب: العراق والكويت التعاون والتكامل خيار لابد منه

نشر
الأمصار

الواقعية السياسية فرضت نفسها في التعامل مع متغيرات الأحداث وتطورها من أجل بناء قاعد من التوازن الأمني والاقتصادي والسياسي في مجال العلاقات الدولية، منطق كان جوهر كتاب "العلاقات العراقية الكويتية بين التعاون والصراع" لمؤلفه الباحث الأكاديمي الكويتي د.محمد مرزوق الشبو.

"تكامل وتعاون" رؤية بلغت من العمق في خلاصة هذا الكتاب الذي استعرض مراحل التاريخ في علاقة لم تستقر يوما بين دولتين متجاورتين رغم أزمنة الهدوء التي احتوت أخطر حالات التوتر التي مرت بها.

قدم الدكتور مجمد الشبو في كتابه "العلاقات الكويتية العراقية بين التعاون والصراع" بالعرض والتحليل والاستنتاج وفق تسلسل زمني تاريخي وصل إلى فتح الأبواب من جديد أمام علاقات ثنائية في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، جسدت صيغ التعاون والتكامل بديلا واقعيا عن الصراع بما يكفل إرساء دعائم آمنة ترتقي بمكانة البلدين في الشرق الأوسط وتعزز دورهما في ضمان استقرار الأمن الإقليمي والعالمي.

قدم الكتاب الصادر عن "منشورات ذات السلاسل" د.عبدالله يوسف الغنيم رئيس مركز الدراسات والبحوث الكويتية معتبرا إياه واحدا من الكتب القيمة التي اعتمدت التوثيق العلمي نهجا أكاديميا لا يقبل الجدل، تعزز بملاحق ونسخا أصلية من وثائق تاريخية.

وجاء كتاب "العلاقات الكويتية العراقية بين التعاون والصراع" في ستة محاور ضمنت تسلسلا زمنيا تصاعديا بدأ بـ"المتغير الجغرافي والتاريخي للجزيرة العربية من القرن السادس عشر إلى عام 1913" حيث أشار الباحث إلى وجود كيانات مستقلة يسيطر عليها المشايخ والقبائل في هذه المنطقة خلال تلك الفترة ولم تكن الدولة بمفهومها المعاصر موجودة.

وتأخذ العلاقات الكويتية العراقية في النسق المنهجي الأكاديمي تسلسلا زمنيا يبدأ من "1913- 1941" حيث بدأت باتساع النفوذ الغربي في المنطقة وانهيار الإمبراطورية العثمانية في الحرب العالمية الأولى وبروز الوضع الاستقلالي للكويت وتطور وضعها منذ الحرب العالمية الثانية 1941 وحتى الغزو العراقي عام 1990.

وآثر الباحث د.محمد الشبو أن يحصر خصوصية العلاقات الكويتية العراقية بين سنتي "1980-1991" منذ بدء نشوب الحرب العراقية-الإيرانية حيث وقفت الكويت إلى جانب العراق بكل ثقلها، وانتهاء باحتلال الكويت في غزو عسكري عراقي مفاجئ عام 1990، قبل تحريرها عام 1991.

ويستعرض الكتاب في محوره السادس تداعيات سقوط النظام العراقي إثر الاحتلال الأمريكي عام 2003 على العلاقات العراقية الكويتية وما شهدته من متغيرات جديدة فرضها الواقع الجديد.

يرى الدكتور محمد الشبو المستحضر لوقائع تاريخية والمتفائل برؤية استشرافية أن تحديات فرضتها متغيرات كبرى أحدثها تطور تكنولوجي كوني يتسارع دون توقف، وإرهاب يهدد استقرار العالم، يتفشى في كل مكان، جعلت من الصراع على الحدود أولوية مؤجلة في الزمن الراهن، وإخضاعها إلى الشرعية الدولية التي تجسدها القرارات والمواثيق الدولية، وفرض التعاون والتكامل بديلا حتميا:

"إن التطورات والمستجدات الدولية والإقليمية وما أفرزه التقدم التكنولوجي الذي يشهده العالم في مجال الاتصال والتواصل وبروز هذه الطفرة الإعلامية التي جعلت العالم فضاء مفتوحا دون حدود جغرافية مرسومة بما يدعو إلى ضرورة طي الخلافات الحدودية والتطلع لمواجهة التحديات الجديدة سيما الأمنية والاقتصادية والتي تجعل الدول في مواجهة مشتركة ضد عدو واحد".

دعوة الباحث الأكاديمي الدكتور محمد مرزوق الشبو إلى ضرورة طي الخلافات الحدودية كمنهج عالمي عام، تنطلق من تفاؤله بمستقبل العلاقات العراقية الكويتية بعد تسويتها سياسيا وقانونيا وفق ما قررته الشرعية الدولية وأصول القانون والضوابط التي تحكم العلاقات بين الدول المتجاورة، من إعادة العلاقات إلى وضعها الطبيعي بتعزيز مبادئ التعاون والتكامل.