رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

عميد ركن يعرب صخر يكتب: ملاح ما بعد غزة

نشر
الأمصار

لافت جدا" تصريح الرئيس أردوغان ويطرح تساؤلات عما سيؤول إليه الصراع في غزة، وعما سيكون عليه المشهد في ما بعد انتهاء القتال. ففي قوله: "مستعدون لتولي المسؤولية مع دول أخرى بالهيكل الأمني الجديد الذي سيتم إنشاؤه بغزة"، دلالة واضحة أن حماس ما قبل ٧ أكتوبر لن تكون بعدها على ذات الوضعية الممسكة الوحيدة بصنع القرار فيها.

لكن من هذا المنطلق والذي لا يزال افتراضيا" بالرغم من الإشارة الأردوغانية الواضحة والمباشرة، وتوازيا" مع تباشير ذلك بهدنة مرفقة بعملية تبادل أسرى؛ فذلك يستجر معه خطوات مكملة متعلقة به ومترجمة له؛ لكن أعرضها بسياق التساؤل:

١- هل سيتبع عملية تبادل الأسرى، وقف لإطلاق النار تمهيدا" لإرساء هدنة مستدامة توطئة" لخطوات تالية تم التوافق عليها في دهاليز التفاوض؟
٢- سواء ما رسى عليه الوضع الجغرافي في غزة بعد المعركة بين شمالها وجنوبها، أو اعتبارها ككل متكامل كما قبل المعركة، فهل ستكون السلطة الفلسطينية الشرعية/ منظمة التحرير هي من يستلم زمام الأمر الإداري والسياسي في غزة كما في الضفة، كما كان عليه الأمر وفق إتفاق أوسلو ١٩٩٣ قبل نشوء حماس؟
٣- هل ذلك يعني تنفيذ المطلب الأساسي لإسرائيل بإنهاء حماس أو تجريدها من السياسة المقررة في كيان فلسطين؟
٤- ما هو مصير حماس وما هو موقعها؟ هل ستكون أو هل سيكون ما تبقى منها جزءا" مشاركا" مع السلطة الفلسطينية في إدارة النظام؟ وهل ستقبل؟
٥- كيف سيكون شكل الوضع الأمني على الارض؟ هل ستمسك إسرائيل بأرض كسبتها في غزة أو تتخلى عنها وتسلمها لقوة أممية أو قوات عربية أو قوات السلطة الفلسطينية؟
٦- اللجنة المنبثقة عن القمة العربية الإسلامية التي نجحت بمكوكياتها ومفاوضاتها الإقليمية والدولية في إرساء الهدنة وتبادل الأسرى، هل هذه اللجنة كذلك هي ذاتها من رسم المرحلة التالية بوضع لمسات لقوة أمنية إقليمية من ضمنها تركيا المشاركة بعضوية هذه اللجنة؟
٧- إيران التي اجتهدت لحجز مكان لها لمرحلة ما بعد الأزمة، يبدو أنها خارج ذلك، فهل ستقبل؟ ألا نرى في لعب اذرعها بالنار في سوريا والعراق واليمن وتصعيد حزبللا بلبنان، سعيا" لافشال ما تم الوصول إليه كي يحجز لإيران مكانا" في كل تسوية تهرب من مستلزماتها وتريد القنص من نتائجها؟ هذا البند الأخير هو بالضبط ما نحذر منه دوما" عبر تعبيرنا عن  الخطأ في الحسابات الذي يفقد السيطرة على الوضع الممسوك حتى الآن.

ما صرح به أردوغان، وقوله لا يصدر عن عبث، فهو يشير الى أنه أول من رسم لنا ملامح المرحلة القادمة بشأن غزة.
فهل ستكتفي إسرائيل بذلك، ولا يزال قلقها الأكبر على حدودها الشمالية قائما" بشدة؟

لا بد إذا" أن تشترط إسرائيل وبالطبع أميركا والقوى الغربية معها تنفيذ القرار الدولي ١٧٠١ المتعلق بلبنان، لناحية إفراغ المساحة من الخط الأزرق للحدود حتى جنوب خط الليطاني (٤٠ كلم) من أي وجود مسلح لميليشيات إيران بلبنان، وانتشار الجيش اللبناني واليونيفيل وتعزيزهما في هذه المنطقة… وإلا فانتظروا معي جبهات أخرى أولها الجبهة اللبنانية.

والأيام القادمة كفيلة بايضاح ما لا يزال ملتبسا".