رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

علي الطواب يكتب: نصرة مصرية لفلسطين العربية وغزة الأبية

نشر
الأمصار

لم تكن كلمات الرئيس السيسي في ستاد القاهرة وسط حشود جماهيرية كغيرها من الكلمات بل تذكرنا بطلعات المصريين لمجابهة المخاطر المحدقة بقضاياهم العروبية ومنها علي سبيل المثال غزو العراق والتصدي لمحاولات طمس هويته حيث تجمع المصريون في ذات الاستاد اعتراضا علي سقوط حاضرة الرشيد في التاسع من أبريل عام 2003 ...
كلمات صادقات من قلب مواطن عربي الرئيس السيسي المخلص لله ولدينه ولعروبيته بل أذهب لاقول منتصرا لإنسانيته ...
فجاءت الكلمة مدوية وهي أن مصر لن تقبل تصفية القضية الفلسطينية ولن تقبل تهجيرهم سواء من غزة أو من الضفة الغربية الي مصر والأردن فهي تمثل لنا خطا أحمر ومصر لم ولن تقبل به تماما كما لم ولن تقبل الإضرار بالأمن القومي لمصر...
وجاء تأكيد الرئيس علي أن تدفق المساعدات الإنسانية والوقود إلى غزة أمر حتمي ومنتهي وسوف يدخل حيز التنفيذ صباح اليوم الجمعة باذن الله..
وأن مصر حافظت على فتح المعابر لإدخال المساعدات لغزة ولم ولن تغلق معبر رفح البري الا حينما تعرض للقصف الإسرائيلي من الجانب الفلسطيني اربع مرات وأن مصر لن تقف مكتوفة الأيدي...بل انها خصصت مطار العريش الدولي لاستقبال المساعدات من الخارج لغزة وبذلت جهودا حثيثة للحيلولة دون مزيد من الاعتداءات علي اهلنا وأن مصر ستظل الأساس لدعم نضال الشعب الفلسطيني الشقيق وأن موقفها سيظل رافضا لتهجير الفلسطينيين وأن القرار المصري كان حاسما بأن نكون بطليعة المساندين لفلسطين بل وعازمين على مواجهة الأزمة بغزة ومتمسكين بحقوق شعب فلسطين...

وهنا انتهي حديث الرئيس ليبدأ حديث آخر لابد له أن ينتهي به المطاف بكيان فلسطيني واحد...تتحد فيه كل الفصائل وكل السياسيين يجلسون علي مائدة واحدة وكل الاتجاهات تتبني أجندة واحدة في كيان واحد اسمه فلسطين العربية وتكون رايته السلطة الوطنية الفلسطينية ككيان دولي فالقضية الفلسطينية تواجه منحنى شديد الخطورة ان لم يلحق فربما تنقلب سفينة الوطن الفلسطيني في هذا المنحني شديد الخطورة بكل ما فيها من تيارات نضالية دفاعية والتي كسبت تأييدا شعبيا دوليا ربما يكون الاول من نوعه حينما رأينا المظاهرات في لندن وغيرها من العواصم ...
وليعلم الجميع أن مشهد سقوط المدنين العزل لاسيما الاطفال سيظل وصمة عار علي الجبين الإسرائيلي ولن تمحي أو تنسي أو تسقط بالتقادم هذه الجريمة وستظل عارا يطالهم اينما ذهبوا وستظل القضية الفلسطينية بيد محام مجتهد له نصيبه وهو الشعب الفلسطيني المناضل المرابط علي أرضه ووطنه 
ولطالما كانت القضية عادلة والمحامي مجتهد فالنتيجة متوقعة أنها منصورة باذن الله وهذا يستدعي اتفاقا ليس ورقيا بل واقعيا 
ويستلزم أيضا البحث عن قيادة سياسية لفلسطين العربية والعمل جاهدا علي اخراج الرموز الوطنية ولعل في مقدمتها مروان البرغوثي ذاك الرمز الفلسطيني الذي التف حوله الكبير والصغير السياسي والمواطن العادي الحمساوي والفتحاوي بالإضافة إلي بقية التيارات السياسية الفلسطينية الأخري كالجهاد والحركتين الشعبية والديمقراطية لتحرير فلسطين آن الأوان ليرحل أبومازن ويأتي اخر يتولي الراية ...
إن التوافق السريع والالتفاف المنتظر حول قضية العرب الأولي فلسطين لابد له أن يكون سريعا والملفت للنظر حقا...

أن التنسيق العربي العربي كان سريعا ومنظما ومساحة الخلاف كانت محدودة والقمة العربية الإسلامية رغم تأخرها إلا أنها كانت فاعلة ولابد من حسن استثمار ذاك الرقي السياسي والتنسيق الذاتي لقدرات عربية إقليمية مصر والسعودية وقطر بالإضافة إلي حجم وكمية المساعدات وقيام الامارات بدورها الإنساني كل هذا يفرض علينا تنسيقا وترتيبا لاحتواء أي أزمة قبل فوات الاوان 
ومصر تحديدا ورئيسها الإنسان والاستجابة الفورية لصرخات الاطفال وعلاجهم لاسيما الخدج منهم واعلم انها صرخات تهتز لها الجبال كما تنخلع لها قلوب الأبطال من أبناء الجيش المصري...

وهنا اتذكر الجملة الذهبية لسياسيين عظام
القضية ليست صراعا فلسطينياً إسرائيليا بل هو صراع عربي اسرائيلي وكتب علينا جميعا من المحيط الي الخليج التصدي له والدفاع عن مقدسات وطنية وسياسية قبل أن تكون دينية

واخيرا 
سيبقي نضال الغزاويين يدرس في أعرق كتب الإنسانية والدفاع عن الأرض والعرض ويبقي فكر المقاومة الفلسطينية يحترم ويقدر ما دام موجها للعدو ...

وتبقي ام الدنيا حامية الحمي وشعبها الأبي التقي جاهز للنصر أو الشهادة ويبقي جنودها خير اجناد الأرض افضل من حمل السلاح وأمهر من صوبه نحو عدو غاشم لا يعرف إلا لغة القوة والقسوة والضغط عليه من هنا او هناك ....

وهنا اتذكر واترحم علي الرجال الأبطال
ومنهم الجنرال عمر سليمان صاحب المدرسة العليا في فن التعامل مع عدو يظن نفسه قويا ونظنه نحن ضعيفا أمام جندي مدحه سيد البشر صلي الله عليه وسلم بأنهم خير اجناد الأرض...
والي فلسطين العربية وغزة هاشم الأبية السلام والتحية ...ولتذهب أرواح الشهداء الي جنة النعيم ولتنهض اجسام المصابين وتتعافي فالمشوار الوطني لا يزال طريقه طويلاً...