رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

احتجاز سفينة الشحن الإسرائيلية من قبل الحوثيين.. ما التداعيات المُتوقعة؟

نشر
الأمصار

‏على مدار الساعات الماضية، برز اسم جماعة الحوثي المتمركزة باليمن، في الأوساط العالمية والعربية، بعد إعلانها مسئوليتها المباشرة عن الاستيلاء على سفينة الشحن الإسرائيلية جالاكسي ليدر جنوبي البحر الأحمر، ثم اقتيادتها إلى ميناء غربي اليمن.

 

وقد أعلن أن ‏الشاحنة يبلغ حمولتها 48 ألف طن، وطولها 149 متر، وهى مخصصة لنقل المركبات، وكان على متنها طاقم يضم عشرات الأشخاص، واللافت أن هناك تضاربًا في الرواية الإسرائيلية حول الواقعة، بعدما نفت في بادىء الأمر تبعية السفينة لها، قبل أن تعود وزارة الخارجية الإسرائيلية لتقول إن السفينة مستأجرة من قبل شركة إسرائيلية بالفعل.

 

 

الناطق العسكري باسم الحوثيين يعلن سيطرته على سفينة إسرائيلية

 

في ذلك السياق، علق الناطق العسكري باسم الحوثيين، العميد يحيى سريع، على عملية اختطاف سفينة إسرائيلية، مشددًا على أن قواتهم البحرية نفذت عملية عسكرية كان من نتائجها الاستيلاء على سفينة إسرائيلية واقتيادها للسواحل اليمنية، انطلاقا من المسئولية الدينية والوطنية والأخلاقية، تجاه الشعب الفلسطيني المظلوم، وما يتعرض له من مجازر، وجاء ذلك خلال مؤتمر صحفي.

 

ووجه الناطق العسكري باسم الحوثيين، العميد يحيى سريع، رسالة للمجتمع الدولي بعدما أعلن سيطرته على سفينة إسرائيلية في البحر الأحمر.

 

وقال خلال مؤتمر صحفي نقلته قناة القاهرة الإخبارية، إن الاحتلال الإسرائيلي يهدد أمن واستقرار المنطقة، وعلى المجتمع الدولي إن كان حريصا على أمن واستقرار المنطقة وعدم توسيع الصراع أن يوقف العدوان الإسرائيلي على غزة والضفة الغربية.

 

وأكد أن عمليات القوات المسلحة اليمنية لا تهدد إلا سفن الكيان الإسرائيلي والمملوكة لإسرائيليين.

 

 

نتنياهو يعلق على حادث استيلاء الحوثي على سفينة شحن في البحر الأحمر

 

في المقابل، صدر البيان عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، وأدان فيه ما اعتبر هجوما مدعومًا من إيران على سفينة دولية، وأوضح رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتيناهو، أنه يدين بشدة الهجوم الإيراني على سفينة دولية، وربط بوضوح جماعة الحوثي بإيران.

 

وزعم أن سفينة الشحن المملوكة لشركة بريطانية وتديرها شركة يابانية قد اختطفت من قبل ميليشيا الحوثي في اليمن فيما وصفه البيان بـ "نزوة إيرانية".

 

كما أعلن الجيش الإسرائيلي، أن السفينة المختطفة غادرت تركيا في طريقها للهند بطاقم مدني دولي دون إسرائيليين وأنها ليست إسرائيلية.

 

فيما أوضح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، الأحد، أن السفينة التي استولى عليها الحوثيون ليست إسرائيلية، ونشر “أدرعي” في منشور على حسابه بمنصة "إكس"، أن حادث اختطاف سفينة النقل من قبل الحوثيين بالقرب من اليمن في البحر الأحمر يعتبر حادثًا خطيرًا على المستوى العالمي.

 

وأضاف أن السفينة ليست اسرائيلية، لافتًا إلى أن الحديث عن سفينة انطلقت من تركيا في طريقها الى الهند وعلى متنها طاقم دولي دون أي إسرائيلي.

 

في وقت سابق، نقل موقع "والا" العبري عن مسؤول إسرائيلي إن الحوثيين هاجموا سفينة شحن مملوكة جزئيًا لشركة إسرائيلية، لكنه أشار إلى أنه لا يوجد بها أي إسرائيلي.

 

كما كشف موقع "أكسيوس" الأمريكي نقلًا عن مصدر إسرائيلي، أن الحوثيين هاجموا سفينة مملوكة جزئيًا لشركة إسرائيلية وسيطروا عليها، لكن تبقى تفاصيل جنسيات المحتجزين مجهولة حتى الآن.

 

أمريكا: سيطرة الحوثي على السفينة تمت بعملية إنزال جوي بواسطة مروحية

 

بدورها، كشفت شبكة NBC Newsالأمريكية عن تفاصيل احتجاز جماعة الحوثي باليمن سفينة إسرائيلية في البحر الأحمر، وذكرت الشبكة الأمريكية في ما نقلته عن 3 مسؤولين أميركيين، أن مسلحين استولوا على سفينة شحن في جنوب البحر الأحمر صباح اليوم الأحد.

 

وأشارت إلى أن السفينة تسمى «Galaxy Leader»، وترفع علم جزر البهاما، لكنها مملوكة لشركة يابانية، ووفقا للشبكة الأمريكية، يعتقد المسؤولون أن الحوثيين، هم الذين يقفون وراء الهجوم، فيما تشير التقارير الأولية إلى أن طائرة هليكوبتر حلقت فوق السفينة وهبط عدد من الأفراد المسلحين إلى سطح السفينة.

 

سيناريوهات مطروحة عقب احتجاز السفينة الإسرائيلية من الحوثيين

 

 

‏وإزاء ذلك، برز التساؤل حول مصير طاقم السفينة بمختلف جنسياتهم وإذا ما كانوا في حكم المعتقلين والأسرى لحين تصفية عملهم أو صدور قرار بعدم مرور سفن هذه الشركة بالبحر الأحمر، وفقا للرؤية اليمنية التي حذرت منذ أيام حول هذا الصدد وجددت تحذيرها، وهو حادث قد يكون خطير ومفصلي من شأنه قلب خطوط التجارة وتهديد حركة الملاحة الدولية بالبحر الأحمر.

 

حول ذلك، يرى خبراء أن المجتمع الدولي لا يمتلك سوى عدة خيارات، تتمثل فيما يلي:

 

‏إعلان الحرب على اليمن وهذا أمر من الصعب حدوثه، أو إعلان الغرب الضغط على إسرائيل بشكل عملي لوقف المجازر الدموية داخل قطاع غزة، فيما يتجلى اختيار ثالث يتمثل في إعلان إسرائيل وحدها الحرب على اليمن، وهو خيار سيؤدي لتدمير واحتجاز مزيد من سفنها، أو تدخل الولايات المتحدة الأمريكية عسكريًا ووقتها سيكون الرد اليمني شاملًا السفن الأمريكية أيضًا، 

 

‏وعلى الأرجح، لو نُفذت أحد الخيارات الأولى أو الثالثة أو الرابعة، فنحن غلق عملي لمضيق باب المندب، وهو ما يلقي بظلاله على توسع نطاق حرب غزة، كما حذر العديد من قادة العالم من قبل.

 

ويواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة منذ أن شرع فيه بتاريخ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، بعد قيام المقاومة الفلسطينية بتنفيذ عملية طوفان الأقصى، بمنطقة غلاف غزة، حيث تتواصل الغارات التي تشنها مقاتلات الاحتلال، والتي تستهدف منازل المدنيين العزل، بجانب استهداف المستشفيات والمساجد والكنائس، مما أدى إلى ارتقاء آلاف الشهداء والجرحى، بينما الذين نجوا من القصف حتى الآن يعانون من أوضاع إنسانية كارثية.

 

وقال صندوق الأمم المتحدة للسكان، إن حوالي 70% من الضحايا في قطاع غزة هم من النساء والأطفال.

 

وأشار صندوق الأمم المتحدة للسكان للدول العربية -في تدوينة على حسابه على منصة "إكس" ("تويتر" سابقًا)- أن النساء والأطفال الفلسطينيين يستحقون الحياة، وأضاف أن "النساء والأطفال الفلسطينيين ليسوا أهدافا عسكرية"، داعيًا إلى وقف إطلاق النار بشكل فوري.