رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

د. رائد العزاوي يكتب: حل الدولتين قد يكون أسرع وأقرب مما يتصور البعض

نشر
الأمصار

جاءت عملية يوم ٧ أكتوبر لتثبت بما لا يدع مجالاً لشك أن جيش الدفاع الإسرائيلي بكل إمكانياته لم يستطع مواجهة حركة مسلحة بأسلحة خفيفة، كما تأكد عدم قدرة المقاتل الإسرائيلي على المواجة  العسكرية، وأن جيش الدفاع الإسرائيلي تتمركز قدراته في القدرات الجويه والصاروخية أي التعامل بعيد المدى، كما أن كل التصريحات التي صدرت من الجيش الإسرائيلي عقب يوم ٧ أكتوبر غير مقنعة " عسكرياً " لأي خبير عسكري فكيف لم تستطع وحدات الإنذار المبكر والرادار والمراقبة والاستخبارات التنبيه بهذا الهجوم الذي أتى براً وجواً وبحراً.

أصبح واضحاً أن إسرائيل تنتهج سياسة الأرض المحروقة في قطاع غزة كرد فعل انتقامي لاجتياح يوم ٧ أكتوبر وأتصور أن أي متابع بما فيها حماس نفسها تعلم يقينا أن من نتائج العملية سيكون رد فعل انتقامي من إسرائيل والدول الداعمه لها، ورغم كل الإجراءات التي قامت بها إسرائيل منذ يوم ٧ وحتى بعد مرور 39 يوما بما فيها اتباع سياسة الأرض المحروقة إلا أنها لم تؤتي بأي نتائج إيجابية لإسرائيل حتى الآن فهي لم تستطع إعادة الرهائن ولن تستطيع احتلال القطاع وإن استطاعت فلن تستطيع الاستمرار وستكون تكرار لسيناريو انسحابها من القطاع في ٢٠٠٥ .

والمتابع لجميع الاجتياحات السابقة لقطاع غزه كانت تتم من ناحية معبر كرم أبو سالم ولكن هذه المره الحشد من اتجاه معبر اريز والمعروف أن هذا المعبر يمر بمنطقة زراعات في داخل القطاع لعمق ٥ كيلو تقريباً وهذا معناه أن  الجيش الإسرائيلي حال اقتحامه القطاع من هذا الجانب يريد تحقيق نصر إعلامي فقط يخاطب به العالم ويخاطب به الداخل الإسرائيلي، كما أن من وجهه نظري الجيش الإسرائيلي لن يغامر بحرب مدن داخل قطاع غزة وسيستمر في حصار القطاع واستهدافه بالطائرات والصواريخ وأعمال الاستخبارات لتحديد نقاط تجمع عناصر وقيادات حماس وكذا أماكن تخزين الرهائن، والعالم أجمع يعلم يقيناً أن إسرائيل بكل تحالفاتها لن تستطيع بأي صورة من الصور أن تبيد شعب قوامه ١٠ مليون فلسطيني مقيمون في الأراضي المحتله.

وتعد الزيارات المكوكية ومراسم الحج الشبه يومي إلى تل ابيب من القيادات الأمنية والغربية والدعم غير المحدود والغير مسبوق يؤكد مخاوف حقيقية لدى الغرب من توسع النفوذ الروسي والصيني في الشرق الأوسط باستغلال الأزمة الفلسطينية ويؤكد أيضاً أن أمن  وسلامة دولة إسرائيل هي أمن قومي أمريكي غربي كونها تمثل رأس الحربة الأمريكية الغربية لنفوذهم في المنطقة.

والممر الاقتصادي والذي تم الكشف عنه خلال قمة العشرين في 10 سبتمبر 2023 الهند الولايات المتحدة والذي يتكون من ممرّين هما الممرّ الشرقي ويربط الهند بدول الخليج العربي، والممرّ الشمالي الذي يربط دول الخليج بأوروبا عبر الأردن وإسرائيل هذا الممر لن يكتب له النجاح في ظل الصراع الدامى في الأراضي المحتلة، كما أن كلمات الأمين العام للامم المتحدة والمندوب الأمريكي  ووزراء خارجية الدول الغربية في الأمم المتحدة المحت في أكثر من مناسبة إلى  إدانة مزدوجه لكل من حماس وإسرائيل كما المحت إلى أن  استمرار هذا الصراع إلى  مالا نهاية أمر غير ممكن .

إن نتنياهو والقادة العسكريين وقادة الأمن والاستخبارات يواجهون موقف قاسى وخطير وأغلب الظن سيتم محاكمتهم على غرار لجنه اجرانت التي تشكلت عقب حرب عام ٧٣ لدراسه أسباب هزيمه إسرائيل ، لذا فانهم سيعمدون إطاله أمد الحرب على أمل تحقيق انتصارات تحسن  من موقفهم، وسيكون الهدف من الحشد الإسرائيلي على غزة هو تدمير البنيه العسكرية لحركه حماس لتحقيق نصر معنوى في المقام الأول واستعاده هيبة جيش الدفاع بالإضافة الى استخدام حصار القطاع كأوراق تفاوضية للافراج عن الاسرى لدى حماس وكهدف نهائي تحقيق أفضل شكل تفاوضي لحل الدولتين حال التوافق الدولي على العوده لهذا المسار كمخرجات اوسلوا .

كما أني أرى أن هناك رغبه دولية  أصبحت مطروحة بقوه الآن وهي اللجوء الى حل الدولتين وأرى أيضاً ان هذا الحل مطروح من الداخل الاسرائيلي أكثر  من أي وقت مضى أن  ما يدور حاليا من نقاشات هو على أي أراضي تقام الدولة الفلسطينية خاصة بعد الرفض المصري الأردني لسياسة التهجير، كما أن حل الدولتين قد يكون أسرع وأقرب مما يتصور البعض ولكن على أي أساس وأي حدود وأي وضع ذلك هو ماستسفر عنه الأيام القلية  القادمة.