رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

فلسطين: القصف الإسرائيلي على "جنين" تصعيد مُتعمد لتفجير الأوضاع بالضفة الغربية

نشر
الأمصار

أدانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، اليوم الخميس، بأشد العبارات الاعتداء والهجوم الوحشي الذي ترتكبه قوات الاحتلال منذ الصباح ضد الفلسطينيين عامة وضد جنين ومخيمها وبلداتها بشكل خاص والمتواصل حتى الآن، والذي خلف العشرات من الشهداء والمصابين، إضافة لتدمير واسع النطاق للبنية التحتية وللمنازل وترهيب للمواطنين المدنيين العزل، بمن فيهم الأطفال والنساء وطلبة المدارس والكوادر التدريسية، الذين ما زالوا لا يستطيعون العودة إلى بيوتهم.

وحذرت الوزارة مُجددًا - في بيان صحفي - من مغبة استغلال قوات الاحتلال وميليشيات المستوطنين الانشغال العالمي بالعدوان على غزة وضحاياه وآثاره المدمرة، للاستفراد بالضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس الشرقية، لتنفيذ مخططاتها الاستعمارية العنصرية وتسريع عمليات الضم التدريجي للضفة وتوسيع دوائر القتل خارج القانون، في محاولة لكسر إرادة الصمود لدى أبناء الشعب الفلسطيني.

رأت الوزارة في هذا الاستغلال والاستفراد البشع محاولة لتفجير الأوضاع في الضفة الغربية المحتلة، وإدخالها في دوامة من العنف يصعب السيطرة عليها، الأمر الذي لطالما حذرت منه الوزارة، خاصة تداعياته على ساحة الصراع والمنطقة برمتها.

وبينت الوزارة أن سلطات الاحتلال تُمارس العقوبات الجماعية على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية المُحتلة، وتحاول فرض تغييرات جديدة على الواقع بالقوة، بما يخدم خارطة مصالحها الاستيطانية.

طالبت الوزارة المُجتمع الدولي بسرعة التدخل لوقف عدوان الاحتلال الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني، وإجبار دولة الاحتلال على الانصياع لإرادة السلام الدولية وإنهاء احتلالها لأرض دولة فلسطين قبل فوات الأوان.

ارتفاع معدل الفقر بفلسطين

وأظهرت تقديرات أولية لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي ولجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا) أن معدل الفقر لدولة فلسطين في حال استمرّت حرب غزة لشهر ثان، سيرتفع بنسبة 34%، وسيكون نصف مليون شخص إضافي تحت وطأة الفقر، موضحة أن إجمالي الناتج المحلي سيهوي بمعدل 8.4% - ما يمثل خسارة قدرها 1.7 مليار دولار أمريكي، وذلك وفق التقديرات الأولية.

جاء ذلك في دراسة تقييمية صدرت في بيروت تحت عنوان "حرب غزة: الآثار الاجتماعية والاقتصادية المتوقعة على دولة فلسطين"، حيث يقدر المعدون أن الفقر قد ارتفع بمعدل 20% مع مرور شهر على الحرب، وأنّ إجمالي الناتج المحلي انخفض بمعدل 4.2%. وأشارت الدراسة أيضا إلى تقديرات منظمة العمل الدولية بفقدان 390 ألف وظيفة إلى الآن.

وأكد مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أخيم شتاينر أن الخسائر المتواصلة في الأرواح بشكل غير مسبوق والمعاناة الإنسانية والدمار في قطاع غزة، كلها أمور غير مقبولة. 

وكرر مناشدات الأمين العام للأمم المتحدة للتوصل إلى وقف فوري إنساني لإطلاق النار، ولتحرير جميع الرهائن، ولإتاحة وصول المساعدات الإنسانية على النطاق المطلوب لإنقاذ أرواح المدنيين.

وأضاف أن هذه الدراسة تنذر بأن آثار هذه الحرب ستكون طويلة الأمد ولن تقتصر على غزّة وحدها، مشيرا إلى أن هناك أيضا أزمة إنمائية كما أن الحرب فاقمت معدلات الفقر في مجتمع كان يعاني مختلف صنوف الهشاشة بالفعل قبل اندلاع الصراع.

وبحسب توقعات الدراسة، سيرتفع معدل الفقر في حال استمرت الحرب شهرا ثالثا بنحو 45%، ما سيزيد عدد الفقراء بأكثر من 660 ألفًا، بينما سيبلغ انخفاض إجمالي الناتج المحلي 12.2%، مسجلا خسائر إجمالية تصل إلى 2.5 مليار دولار.

تحذّر الدراسة من التدني الكبير في دليل التنمية البشرية، الصادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لقياس الرفاه، الذي يقدر أن التنمية ستتراجع في دولة فلسطين بما يتراوح بين 11 و16 سنة، وفي غزة بين 16 و19 سنة، وفق حدّة النزاع.