رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

حدث في مثل هذا اليوم.. جو بايدن يفوز بالانتخابات الرئاسية الأمريكية

نشر
الأمصار

يتزامن تاريخ اليوم 7 نوفمبر "تشرين الثاني"، مع العديد من الأحداث البارزة، التي احتلت موقعًا لا يُنسى من صفحات التاريخ الإنساني، ولعل أبرز الأحداث التي اقترنت مع ذلك التاريخ، فوز "جو بايدن" بالانتخابات الرئاسية الأمريكية.

بعد ما يقرب من 50 عامًا من العمل في الشأن العام وحياة من الطموح لنيل الرئاسة، وصل جو بايدن إلى الرئاسة في السابع من نوفمبر عام 2020، ولم تكن الحملة تلك التي توقعها أي شخص. لقد دارت خلال وباء يحدث مثله مرة في القرن وسط قلق غير مسبوق. كان بايدن يُواجه رئيسًا غير مسبوق وغير تقليدي، لكنه وفريقه وجدوا في محاولته الثالثة طريقة للتعامل مع الصعوبات السياسية وتحقيق الانتصار، وإن بهامش ضيق وفقًا لتعداد "المجمع الانتخابي"، لكنه تفوق على خصمه بملايين الأصوات في المُجمل.

وفاز المرشح للانتخابات الرئاسية الأمريكية "جو بايدن" بالرئاسة الأمريكية، بعد حصوله على 284 من أصوات المجمع الانتخابي، فيما حصل دونالد ترامب على 214 صوتًا.

واختار الناخبون الأمريكيون في السباق الرئاسي أن يطووا صفحة دونالد ترامب في الحكم، بتصويتهم لصالح المرشح الديمقراطي جو بايدن، حيث حصل على أصوات أكثر من 270 من كبار الناخبين وهو الرقم الضروري للفوز بالانتخابات الرئاسية الأمريكية حسب ما نشرته وسائل إعلام أمريكية.

وبهذا الفوز، يكون بايدن أكبر رئيس يتم انتخابه على الإطلاق في تاريخ الولايات المتحدة، بعد محاولتين لنيل السباق الرئاسي في 1988 و2008.

فهل سيكون بايدن فعلا الحل الأمثل لطي صفحة ترامب عقب أربعة أعوام من "التهريج" في البيت الأبيض؟ السيناتور السابق لولاية ديلاوير مؤمن بذلك. فهو يلقي بثقل خبرته في واشنطن لمحاولة استعادة كرامة السلطة التنفيذية التي انتزعها نجم تلفزيون الواقع سابقا والذي يُعرّف عن نفسه كملياردير.

وإن كان هناك عدد من القواسم المشتركة تجمع بين بايدن وترامب، إذ إن كلا منهما يجسد الرجل الأبيض الذي تجاوز السبعين من عمره، إلا أن الرئيس الجديد يفضل أن يرى نفسه "مضادا" لترامب: سياسي متمرس، قادر على الانفتاح على الخصم، وقبل كل شيء الاعتراف بأخطائه.

بايدن ابن الطبقة الكادحة

والاسم الكامل لجو بايدن هو جوزيف روبينيت بايدن، ولد وسط أسرة كاثوليكية من أصول إيرلندية في 20 نوفمبر/تشرين الثاني عام 1942، بمدينة سكرانتون العمالية الواقعة بشمال شرق بنسلفانيا.

ويرجع المرشح الديمقراطي الفضل دائما في طيبته ومثابرته وتعاطفه مع الآخر إلى أصوله، فهو لا يكل عن ذكر أبيه، الرجل الذي عرف الثروة والفقر والذي عمل جاهدا طوال حياته، تارة في تنظيف الأفران وأخرى في بيع السيارات المستعملة، حتى لا ينقص أبناءه شيء أبدا.

ويحب بايدن دائما التأكيد على المقولات الأبوية خلال تجمعاته، منها "يا بني، لا يصنف الرجل بعدد مرات فشله وسقوطه أرضا بل بسرعة نهوضه"، وهي نصيحة كان على جو بايدن الابن تبنيها سريعا. فقبل عقود من وصف دونالد ترامب له بـ"جو النائم"، كان بايدن دائما محلا للسخرية في مدرسته بسبب التلعثم الذي يعاني منه، والذي تغلب عليه بقراءته للشعر بصوت عال أمام مرآته.

في الثالثة عشرة من عمره، انتقلت أسرته للعيش في ولاية ديلاوير. وفي عام 1968، حصل بايدن على شهادة في المحاماة ليصبح بسرعة محاميا أمام المحاكم في وقت شهدت فيه الولاية سلسلة من أعمال الشغب والاعتقالات على خلفية مقتل مارتن لوثر كينغ.

وعندما كان في الـ29، قرر أن يتخذ من السياسة دربا له واستطاع، بشكل مفاجئ، التغلب على السيناتور الجمهوري المنتهية ولايته آنذاك عام 1972 ليصبح بايدن خامس أصغر سيناتور أمريكي في التاريخ.

أحداث مأساوية أثرت في حياته

ولكن فرحته بهذا الفوز لم تدم طويلا، فبعد مرور بضعة أسابيع، وبالتحديد قبل أيام من حلول عيد الميلاد، توفيت زوجته نايليا وابنته ناعومي في حادث سيارة، كما أصيب ابناه صغيرا السن بو وهانتر بجروح. وبعد هذا الحادث المأساوي كاد بايدن يتخلى عن مقعده للعناية بابنيه المصابين، لكن زملاءه أقنعوه بإكمال عهدته. وبالفعل أدى بايدن القسم بجوار سرير ابنيه في المستشفى.

وبسبب الحادث، اضطر بايدن أن يعود يوميا بالقطار إلى منزله في مدينة ويلمنغتون بولاية ديلاوير بعد إنهاء دوامه في واشنطن. وحافظ بايدن على هذه العادة طوال مسيرته المهنية في مجلس الشيوخ، مما أكسبه لقبا آخر وهو "أمتراك جو" (نسبة لشركة الخطوط الحديدية الأمريكية). وبالرغم من قسوة الفاجعة، إلا أنها لم تكن المأساة الأخيرة في حياة بايدن فخلال ولايته الثانية كنائب للرئيس توفي ابنه بو الذي كان مدعيا عاما في ديلاوير، عام 2015 عن عمر 46 عاما بعد صراع مع سرطان الدماغ.