سعر الدولار في السودان الأربعاء 1 نوفمبر 2023م
شهد الجنيه السوداني تراجع كبير أمام العملات الأجنبية وذلك نتيجة لتعرض الاقتصاد في السودان لضغوط شديدة بسبب الأحداث الجارية.
وذكر مصدر بنكي في السودان، أن الدولار الأمريكي بلغ مستوى تاريخي، حيث سجل 990 جنيها للبيع و980 جنيها للشراء في السوق السوداء، اليوم الأربعاء.
وقال المصدر، إن الريال السعودي وصل إلى 264 جنيها، لافتا إلى أن المستوردين والتجار يطلبون العملات الأجنبية بشكل كبير، وهم يعانون من ندرة في المصارف التي تضع قواعد صارمة على سحب وشراء الدولار، مشيرًا إلى أن هذه الحالة تؤدي إلى ارتفاع أسعار السلع والخدمات، وانخفاض مستوى المعيشة للمواطنين.
وطالب المصدر باتخاذ إجراءات عاجلة لتحسين الحالة الاقتصادية وإحلال استقرار سعر الصرف.
وأظهر تقرير المصارف ارتفاع سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بعض المصارف، حيث كان 750 جنيها في بنك أم درمان، و750 جنيها في بنك الخرطوم، و760 جنيها في بنك فيصل.
وأكدت المصادر أن هذه المصارف تقيد عمليات السحب والشراء بالعملة الأجنبية، مما يدفع المستوردين والتجار إلى التجه إلى السوق غير الرسمية لتغطية احتياجاتهم من الدولار.
وأكد خبراء اقتصاديون أن سعر الدولار في السودان يواصل ارتفاعه بشكل متسارع، ما ينذر بمزيد من التدهور في الأوضاع المالية والاقتصادية للبلاد.
وأرجعوا هذه الظاهرة إلى عدة عوامل، من بينها نقص العملة الأجنبية، والتضخم المستمر، والعقوبات الدولية، والأزمة السياسية التي تمر بها الحكومة.
وقالوا إن سعر الدولار في السوق السوداء قد لامس نحو 1000 جنيه للدولار، وهو مستوى قياسي، وأضافوا أن هذا يعكس فشل الحكومة في تحقيق التوازن المالي، وفي تأمين السيولة اللازمة لتلبية احتياجات المواطنين والقطاعات المختلفة.
وأشاروا إلى أن هذا الارتفاع في سعر الدولار يؤدي إلى زيادة معدل التضخم وتكاليف المعيشة، وإلى تراجع مستوى دخل المواطن وقدرته على شراء السلع والخدمات.
أسعار العملات مقابل الجنيه السوداني من السوق السوداء والبنوك
وحمّلوا المسؤولين مسؤولية هذه الحالة، بسبب سوء التخطيط والإدارة للموارد المالية والاقتصادية، وبسبب حرب ابريل والاضطرابات الأمنية في بعض المناطق، وبسبب فقدان الثقة في المؤسسات المالية والسياسية.
وطالبوا الحكومة باتخاذ إجراءات عاجلة لإصلاح هذه الأزمة، من خلال تحديد سعر صرف عادل وشفاف للجنيه، وتفعيل دور البنك المركزي في التدخل في سوق الصرف، وزيادة مصادر تمويل الموازنة العامة، من خلال تنويع الصادرات وجذب الاستثمارات والمساعدات، كما دعوا إلى إصلاحات اقتصادية شاملة تهدف إلى رفع مستوى الإنتاج والإيرادات، وخفض مستوى التبذير والإنفاق.
وتوقعوا أن يستمر ارتفاع سعر الدولار في الفترة المقبلة، ما لم تتخذ خطوات جذرية لإيقاف هذه التدهور، وحذروا من أن هذا الارتفاع سيزيد من مشقة السودانيين، خصوصاً في ظل ارتفاع أسعار السلع الأساسية والخدمات.
