رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

عملية طوفان الأقصى.. كيف نجحت في خلخلة المجتمع الإسرائيلي؟!

نشر
الأمصار

كانت أسوأ فترة عاشها المجتمع الإسرائيلي هي ما بعد عملية طوفان الأقصى وإلى الآن بعد الوصول لمرحلة الاجتياح البري لقطاع غزة، وذلك لأن المجتمع داخل إسرائيل تأثر بشكل كبير بالهجمات الأخيرة في إسرائيل بين نازحين، وخسائر اقتصادية وعمال مسرحين، وقطاعات متوقفة.

120 ألف نازح إلى نهاية العام

كانت أولى الضربات التي تلقتها إسرائيل من الداخل بعد عملية طوفان الأقصى هي وجود 126 ألف نازح من المستوطنات سواء في الشمال المتاخمة للحدود اللبنانية الإسرائيلية أو مستوطنات غلاف غزة التي شهدت هجوم عملية طوفان الأقصى بالإضافة لبعض المناطق المتضررة من صواريخ المقاومة، وأدى إجلاء تلك الأعداد إلى فاتورة اقتصادية ثقيلة على إسرائيل، حيث أقرت وزارة المالية إعطاء كل نازح 200 شيكل للبالغين و100 شيكل للأطفال ما دون سن الـ18 عاما يوميًا، بالإضافة إلى توفير سكن لكل النازحين في وحدات سكنية وغرف ضيافة في النزل والفنادق على نفقة الدولة، والذين تلقوا مؤخرا تعليمات بالبقاء حتى نهاية العام.

العجز عن إجلاء سكان عسقلان

أدت سياسة الإخلاء القسرى التي انتهجتها إسرائيل بعد عملية طوفان الأقصى إلى إمتلاء النزل ودور الضيافة والتي جعلت حكومة نتنياهو عاجزة عن إجلاء بعض السكان في المدن التي تتلقى صواريخ من المقاومة وأبرزها مدينة عسقلان والتي يقدر سكانها بـ133 ألف شخص عجزت عن إخلائهم وطالبتهم بالبقاء في المستوطنات.

تسريح العمال

ولم تكن الشركات في إسرائيل أحسن حالًا بعد عملية طوفان الأقصى وبعد قرارات الإغلاق وخطة الكيان للتعويضات والتي تسببت في تسريح ما يقارب من 100 ألف موظف من جملة 300 ألف موظف يعملون في سلاسل البيع بالتجزئة، وهي سياسة بدأتها شركة الأزياء "فوكس" حيث قامت بتسريح  ما يصل إلى 50% من عمالها، و200 ألف موظف وعامل حصلوا على إجازات بدون أجر، مما أدى إلى تزمر في قطاع الأعمال في إسرائيل وإعلان رئيس رابطة سلاسل التجارة الإسرائيلية بغرفة التجارة عن رفض الخطة الخاصة بوزارة المالية.

انكماش الاقتصاد الإسرائيلي

كما أدت الحرب إلى  انكماش الاقتصاد الإسرائيلي بنسبة 5٪ في الربع الرابع مقارنةً بالربع الثالث، قبل أن يتعافى في بداية عام 2024، بحسب  وكالة تصنيف الديون، كما وكالة "ستاندرد آند بورز جلوبال"، نظرتها المستقبلية لإسرائيل من مستقر إلى "سلبية"، وأكدت تصنيفات البلاد على مستوى AA-، 

هروب الاستثمارات

كما ازدادت وتيرة تخارج المستثمرين من الصناديق المتداولة في البورصة التي تتبع الأسهم الإسرائيلية تسارعت  في الأسبوعين الماضيين، وأعلنت شركة ليبر للخدمات المالية في تقرير لها عن أحداث فلسطين وإسرائيل، إن صندوق (آي شيرز إم.إس.سي.آي إزرائيل) سجل صافي تخارج استثمارات 2.5 مليون دولار من التاسع إلى 20 أكتوبر مما ترك له أصولا تبلغ 111.62 مليون دولار.

انسحبت خسائر البورصة على قطاع البنوك حيث شهدت أسهم أكبر خمسة بنوك مدرجة في بورصة تل أبيب تراجعا بنسبة 20 %، وذلك منذ بداية يوم 8 من شهر أكتوبر الجاري، بينا شهدت جميع البنوك الإسرائيلية تراجعًا لا يقل عن 6%.

 

تلقى قطاع الطيران الإسرائيلي الصدمة الأولى، حيث ألغت شركات الطيران الإسرائيلية أكثر من 80 رحلة جوية من وإلى تل أبيب بحلول مساء 8 أكتوبر وهو كان ما يقرب من 14٪ من جميع الرحلات المجدولة، وتكرار إغلاق مطار تل أبيب بسبب صواريخ المقاومة أدى لإلغاء كبار الشركات الأوروبية والأمريكية لرحلاتها إلى إسرائيل 

الشيكل يتهاوى 

بينما تهاوى الشيكل أمام العملات العملات الأجنبية التي سجلات قفزات تاريخية، حيث  وصل الدولار الأمريكي اليوم  4.08 شيكل، مكملًا قفزة تزيد على 6% منذ بداية الحرب، كما سجل  اليورو  سجل هو الآخر ارتفاع قياسي أمام الشيكل متأثرًا بارتفاع الدولار، حيث وصل اليورو إلى 4.30 شيكل، وقد ارتفع بنحو 6% منذ بداية الحرب.

إغلاق المواقع السياحية

كما تم إغلاق عدد كبير من المواقع السياحية والطبيعية في إسرائيل أمام الزوار، وتسمح الفنادق في إسرائيل بإلغاء أو تمديد الإقامة مجانًا خلال التطورات الأخيرة، تم إغلاق المواقع في يوش والجنوب والوسط وتم إلغاء جميع الأنشطة في المتنزهات الإسرائيلية والمحميات الطبيعية في البلاد وفي محطات المعلومات في جميع أنحاء إسرائيل.