رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

الخطة الخفية.. ماذا يريد الرئيس الأميركي من إسرائيل في الحرب على غزة؟!

نشر
الأمصار

كشفت آنا بارسكي، المحللة السياسية الإسرائيلية، أن زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لإسرائيل وما تحمله من دلالات أبعد من تأييد الكيان الصهيوني.

وأوضحت بارسكي، أن الولايات المتحدة قلقة من أن الحكومة الإسرائيلية ليس لديها خطة لليوم التالي في غزة، مبينة أن  كبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية لا يأتون فعليًّا إلى إسرائيل لشن الحرب ولكن لأهداف أبعد، وفي الوضع الحالي في ظل حكومة الطوارئ ومجلس رئاسة الأركان، يبدو أن قدرة إسرائيل على إدارة القتال بطريقة "احترافية" ومعقولة موضع شك.

 

المسؤولون الأمريكيون أصبحوا أحد الأطراف في تركيبة صانعي القرار بالحرب

وأكدت المحللة السياسية الإسرائيلية في مقالها بصحيفة “معاريف”، أنه لا يوجد شيء روتيني  أو مألوف في هذه الأيام الصعبة، حتى في القطاع السياسي، مع سلسلة طويلة من الزيارات والبيانات والتعاونات التي تندرج ضمن تعريف “الحدث غير المسبوق”، ولهذا السبب يجد المراقبون من الخارج صعوبة في تفسير الأحداث واستخلاص استنتاجات تتوافق مع الواقع على الأرض.

 

وأضافت  بارسكي، أن الدعم الأميركي الكاسح من  الرئيس الأمريكي جو بايدن وغير المتحفظ في الأيام الأولى بعد الكارثة، تلقى خلال الأسبوع جوانب وجوانب إضافية، وأصبح حدثًا سياسيًّا أمنيًّا أبعد بكثير من مجرد التعبير عن الدعم، حيث أن كبار الوزراء الأمريكيين الذين يأتون إلى إسرائيل ويشاركون في المناقشات الأمنية الأكثر سرية، لم يعودوا يعطون انطباعًا عن الضيوف، بل عن أحد الأطراف في تركيبة صانعي القرار.

ودللت المحللة السياسية الإسرائيلية على ذلك بجلوس وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن لساعات طويلة في حفرة في كيريا بجوار القيادة الإسرائيلية، وشارك وزير الخارجية، أنتوني بلينكن، كأحد أعضاء مناقشة مجلس الوزراء الحربي، وأتت الذروة، بوصول الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى إسرائيل لعدة ساعات، واجتمع مع رئيس الأركان هرتسي هاليفي، ووزير الدفاع يوآف جالانت.

المشاركة الواسعة للإدارة الأمريكية تنبع من عدم ثقة البيت الأبيض بالحكومة الإسرائيلية

وأوضحت  بارسكي، إن المشاركة الأمريكية غير المسبوقة في الحرب من  الرئيس الأمريكي جو بايدن التي تخوضها إسرائيل مع حماس، كما ذكرنا، لا تلهم فقط الإعجاب،  ولكنها تثير العديد من الأسئلة التي لا يوجد لها سوى القليل من الإجابات في إسرائيل في الوقت الحالي.

وبينت  بارسكي، أنه يرى عدد من المعلقين الذين يتابعون السلوك الأميركي طوال الحرب، منذ بدايتها وحتى الآن، أن المشاركة الواسعة والفعالة للإدارة الأمريكية تنبع من عدم ثقة  الرئيس الأمريكي جو بايدن والبيت الأبيض بالحكومة الإسرائيلية ورئيسها بنيامين نتنياهو. 

وأردفت المحللة السياسية الإسرائيلية، أنه بحسب رواية "عناق الدببة" فإن الأمريكيين يأتون إلى إسرائيل من أجل إدارة الوضع، وتمطر واشنطن إسرائيل المتحاربة بدفاعها الكامل، بما في ذلك المعدات الثقيلة وحاملات الطائرات وقوة ثقيلة قوامها آلاف من مشاة البحرية المهرة، ويبدو أن الثمن الذي تطلبه إسرائيل في المقابل هو التنسيق الكامل لكل عملية مخطط لها في غزة.

وأشارت  بارسكي، إلى أن نسخة "عناق الدببة" تطرح نفس الادعاء الذي على أساسه عارضت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية لسنوات فكرة اتفاقية دفاعية مع الولايات المتحدة: تقييد أيدي الجيش الإسرائيلي مقابل المظلة الدفاعية الأمريكية، موضحة أن الرئيس بايدن لم يأتي إلى إسرائيل من أجل الدعم فقط، بل من أجل الحد من الهجمات أيضًا.

كشفت المحللة سياسية الإسرائيلية، آنا براسكي، أن التدخل الأمريكي المصاحب لزيارة الرئيس جو بايدن إلى إسرائيل غير عادي وغير مسبوق، لم يحدث من قبل قيام رئيس للولايات المتحدة بزيارة تل أبيب في خضم حرب.

دعم أمريكي لإسرائيل غير مسبوق 

مظاهر الدعم الأمريكي غير المسبوق وفقا للمحلل الإسرائيلية، شمل إرسال حاملات طائرات لردع الأعداء عن دخول المعركة، ولم نسمع قط مثل هذا الخطاب المتعاطف والعاطفي والودي من رئيس أمريكي، ربما باستثناء خطاب الرئيس الأسبق بيل كلينتون، وقت اغتيال رابين، وهذا بالتأكيد دعم استثنائي ومساندة على أوسع نطاق.

 

 

وقالت براسكي، في مقالها بصحيفة “معاريف” الإسرائيلية، إن الوضع الحالي، في ظل حكومة وحدة وحكومة حرب مكونة من وزراء دفاع ورؤساء أركان سابقين، يبدو أن الحرب ضد حماس هي حرب إسرائيل بمفردها، ورغم كل الدعم، فإن الولايات المتحدة ليست مهتمة بصنع شرق أوسط جديد، أو حرب من دون خطة خروج منظمة وعملية، وهنا بالضبط يكمن الجواب على سؤال التدخل الأمريكي والأهداف المطروحة.

أمريكا تتخوف من اليوم التالي لسقوط حماس

وأوضحت المحللة السياسية الإسرائيلية، إن الرئيس بايدن ومسئولي إدارته غير مهتمين بالحد من أنشطة إسرائيل، ولا بتقييد أيديها، بل بمنع وقوع كارثة إنسانية لا رجعة فيها في غزة، وذلك لأن عواقب الكارثة، إذا حدثت، لن تقع على إسرائيل فحسب، بل على الولايات المتحدة أيضًا، وذلك بعد دعم واشنطن غير المشروط للعمل الإسرائيلي. كما أن وقوع كارثة إنسانية خطيرة في غزة قد يؤدي أيضًا إلى إهدار كل الدعم الدولي الذي تتمتع به إسرائيل اليوم.

وأردفت براسكي، أن الهدف الثاني للإدارة الأمريكية، هو التأكد من امتلاك إسرائيل استراتيجية خروج من الحرب، أو خطط لليوم التالي، وذلك لأن بايدن ورجاله لا يجادلون القيادة الإسرائيلية التي تطالب بإسقاط حركة حماس، والسؤال المطروح هو: لمن تنتقل السيطرة على غزة، وكيف من المفترض أن يتم هذا النقل؟ فإسرائيل لن تحتل غزة ولن تبقى على أراضيها.