رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

أسرار عجز الاقتصاد الإسرائيلي عن دفع فواتير عملية "طوفان الأقصى"

نشر
الأمصار

تسببت الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة وعملية طوفان الأقصى، في خسائر اقتصادية كبيرة لكيان الاحتلال، وباتت تل أبيب غير قادرة على تسديد فواتير العملية العسكرية، وكافة إجراءاتها لتفادي هجمات المقاومة على البلدات والمستوطنات الإسرائيلية.

 

تسريح الآلاف من العمال في إسرائيل

كشفت قناة “13” الإسرائيلية، أن عددًا كبيرًا من العمالة الإسرائيلية مهددون بالتسريح مع عدم وجود دخل يغطي صرف إعانات بطالة لهم أثناء فترة الحرب بعد عملية طوفان الأقصى، بعدما اضطرت إلى منح عشرات الآلاف من الإسرائيليين إجازات غير مدفوعة الأجر، ووجدوا أنفسهم بدون بدل بطالة يستطيعون به الإنفاق على أسرهم حتى انتهاء حرب غزة.

 

وبينت القناة، أن معظم سلاسل البيع بالتجزئة أعلنت أنه سيتم تسريح العمال بعد عملية طوفان الأقصى، وقالت شركة الأزياء "فوكس" إن ما يصل إلى 50% من قوتها العاملة سيذهبون في إجازة بدون أجر، إضافة إلى تخفيض رواتب الموظفين الذين لم يحصلوا على إجازة بنسبة 20% فقط من رواتبهم، وستزيد النسبة في أجور كبار السن. 

 

وصرحت رابطة سلاسل البيع بالتجزئة في رابطة الغرف التجارية، أن برنامج المساعدات الذي نشرته الحكومة الإسرائيلية لا يقدم حلولًا لأجور العمال لدى معظم الشركات العاملة في إسرائيل، ولذلك قامت المئات من سلاسل البيع بالتجزئة بدأت في تسريح العمال.

 

نقابات العمال في إسرائيل تهاجم حكومة نتنياهو

وطالبت الرابطة حكومة بنيامين نتنياهو، تقديم رد فوري على أجور العمال، وإلا فسيتم تسريح أكثر من 100 ألف موظف في سلاسل التجارة من أصل 300 ألف اعتبارًا من اليوم.

وهاجم رئيس نقابات العمال في إسرائيل، أرنون بار دافيد، مخطط تعويضات وزارة المالية في رسالة إلى وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، ورئيس لجنة المالية عضو الكنيست موشيه جافني، حذر فيها من العواقب المحتملة لمخطط تعويضات المالية التي أعلنتها حكومة الطوارئ، قائلًا: إنه: "مخطط جزئي للغاية ومن المتوقع أن يسبب ضررًا كبيرًا للقوى العاملة، وسيؤدي عدم تعويض جميع السكان المتضررين من حالة الطوارئ إلى فصل العمال".

واستكمل رئيس نقابات عمال إسرائيل: "الأسوأ من ذلك، أن هذه الخطوة تعني أن الدولة تعفي نفسها من مسؤولية دفع الأجور مقابل عدم الحضور إلى العمل، بناء على توجيهات قيادة الجبهة الداخلية، وبذلك تنتهك الدولة الثقة بينها وبين مواطنيها وأصحاب العمل والعاملين فيها".

وأضاف المسؤول الإسرائيلي أن العاملين قد يضرون بالامتثال للتوجيهات، وهذا قد يكلف أرواحًا بشرية.

 

فشل حكومة نتنياهو في إجلاء سكان عسقلان

كما انسحب الفشل في خطة حكومة الاحتلال على الجانب العقاري وتسكين النازحين مما أدى إلى  فشل حكومة نتنياهو في إجلاء سكان مدينة عسقلان، وذلك رغم قرار الحكومة منذ يوم الخميس بإجلاء سكان عسقلان الحضريين وغير المحميين من المدينة إلى الفنادق ودور الضيافة الممولة من الدولة.

ونقلت القناة عن بلدية عسقلان أنه حتى اليوم، لا يوجد إجلاء لسكان عسقلان، بسبب الإشغال الكامل لخدمات الإقامة والضيافة، بسبب قرار الدولة، وعلى رأسها وزارة الدفاع وهيئة الطوارئ الوطنية، بإخلاء المستوطنات الشمالية على الحدود اللبنانية الإسرائيلية.

وأضافت البلدية أيضًا أنه في أي تغيير ستبلغ الأهالي، طالبة من سكان المدينة بعدم الاتصال بالخط الساخن للبلدية، والاكتفاء بمتابعة المنشورات.

واعترف وزير السياحة الإسرائيلي يسرائيل كاتس أن هناك نقصًا في غرف الضيوف في إسرائيل، وأنه يعمل على إيجاد حلول للجميع، داعيًا جميع أصحاب الفنادق الذين لم يخصصوا بعد غرفًا لمن تم إجلاؤهم، إلى الانضمام إلى الجهد الوطني".


هروب صناديق الاستثمار من تل أبيب بسبب أحداث فلسطين وإسرائيل

ولم تكن أحوال البورصة الإسرائيلية أفضل حالًا، بعدما بدأ تخارج المستثمرين من الصناديق المتداولة في البورصة التي تتبع الأسهم الإسرائيلية تسارعت  في الأسبوعين الماضيين بعد عملية طوفان الأقصى.

 

أحداث حماس وإسرائيل

وآخر الضربات الاقتصادية أعلنتها وكالة "ستاندرد آند بورز جلوبال"،  حيث عدلت نظرتها المستقبلية لإسرائيل من مستقر إلى "سلبية"، وأكدت تصنيفات البلاد على مستوى AA-.


وقالت الوكالة إن حرب إسرائيل وحماس "ستظل مركزة في قطاع غزة، ولكن هناك مخاطر من انتشارها بشكل أوسع مع تأثير أكثر وضوحًا على الاقتصاد والوضع الأمني في إسرائيل".

وتوقعت وكالة تصنيف الديون انكماش الاقتصاد الإسرائيلي بنسبة 5٪ في الربع الرابع مقارنةً بالربع الثالث، قبل أن يتعافى في بداية عام 2024.

وقالت إن: "انكماش الاقتصاد سينبع من الاضطرابات المتعلقة بالأمان وتقليل النشاط التجاري"، بالإضافة إلى استدعاء عدد كبير من الاحتياطيين، وإغلاق في قطاع السياحة، و"صدمة ثقة أوسع".


يأتي ذلك في ظل اشتعال  عملية طوفان الأقصى مما تسبب في انخفاض حاد في أسعار الأسهم في ظل اتساع نطاق الصراع إلى جبهات أخرى، وانخفض الصندوق 13.8% خلال الفترة نفسها، وقال رئيس أسهم الأسواق الناشئة في ألاينس بيرنستين، سامي سوزوكي: "السوق لا تحب عدم اليقين... ومن الواضح أن هناك كثيرًا من عدم اليقين حاليًّا".

وفي ظل تصاعد أحداث فلسطين وإسرائيل واتجاهها نحو مزيد من العنف، كثف جيش الاحتلال ضرباته الجوية على قطاع غزة، واشتبك جنود الاحتلال  أيضا مع حركة حماس في عمليات توغل في القطاع الفلسطيني.

 

وفي سياق متصل شنت طائرة تابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي قصف على مواقع في جنوب لبنان تسيطر عليها حزب الله.

 ومن جانبه ذكر الرئيس التنفيذي لشركة ماركت فيكتور إنديكسيز، ستيفن شونفيلد، الذي أنشأ مؤشر صندوق "بلوستار إزرائيل تكنولوجي" البالغ قيمته 78.4 مليون دولار، إن أداء صناديق الاستثمار المتداولة في إسرائيل كان أقل من معظم نظيراتها في أحداث فلسطين وإسرائيل.


 وأكد المستثمر الإسرائيلي  في حديثه عن عواقب أحداث فلسطين وإسرائيل: "لكن الأداء تدهور منذئذ، بسبب انخفاض سوق الأسهم والانخفاض الكبير في قيمة الشيكل الإسرائيلي في الأسابيع الثلاثة الماضية".

ومنذ اندلاع أحداث فلسطين وإسرائيل انخفض سعر صرف الشيكل إلى أكثر من 4 شيكل مقابل الدولار ويحوم بالقرب من أدنى مستوى منذ أكثر من 8 سنوات.

وتجدر الإشارة إلى أن هناك صناديق مؤشرات متداولة ترصد أسهم التكنولوجيا الإسرائيلية مثل "بلوستار إزرائيل تكنولوجي" الذي سجل 1.9 مليون دولار من التدفقات الخارجة الصافية وصندوق "إيه.آر.كيه إزرائيل اينوفيتيف"، البالغ قيمته 75.4 مليون دولار، والذي تخارج منه 7.2 مليون دولار في الأسبوعين الماضيين.

في حين انخفض صندوق "بلوستار إزرائيل تكنولوجي" 9% و"إيه.آر.كيه إزرائيل إينوفيتيف" 12.3% في الفترة الزمنية نفسها منذ اندلاع أحداث فلسطين وإسرائيل.


وفي سياق متصل كشفت تقارير إعلامية أن دولة الاحتلال تكبدت خسائر اقتصادية كبيرة جراء أحداث فلسطين وإسرائيل، ووضعت مؤسسات التصنيف الائتماني وعلى رأسها "موديز وفيتش" الاقتصاد الإسرائيلي تحت المراجعة السلبية، وفقدت الدولة منذ اندلاع التصعيد نحو 1.5 مليار دولار.


ارتفاع فاتورة الخسائر الإسرائيلية 

 فيما يتوقع ارتفاع فاتورة الخسائر إلى 7 مليارات دولار خلال أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع، وتعطلت الحياة في إسرائيل مع استمرار استدعاء مئات الآلاف من الجنود الاحتياط، ما أدى إلى توقف حركة النقل والسياحة، وأيضًا تعطيل المدارس والمصانع وهبطت البورصة لأدنى مستوى في عامين إضافة إلى الانهيار غير المسبوق في قيمة العملة المحلية "الشيكل" الذي هوت إلى أدنى مستوى أمام الدولار منذ مارس 2015.