رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

حدث في مثل هذا اليوم.. انقلاب عسكري في "السودان" واعتقال عدد من الوزراء

نشر
الأمصار

يتزامن تاريخ اليوم 24 أكتوبر "تشرين الأول"، مع العديد من الأحداث البارزة، التي احتلت موقعًا لا يُنسى من صفحات التاريخ الإنساني، ولعل أبرز الأحداث التي اقترنت مع ذلك التاريخ، حدوث انقلاب عسكري في "السودان" واعتقال عدد من الوزراء على رأسهم رئيس الوزراء عبد الله حمدوك.

قام "الجيش السوداني" بانقلاب ضد الحكومة المدنية، واعتُقل ما لا يقل عن خمسة من كبار الشخصيات في الحكومة السودانية، بمن فيهم رئيس الوزراء المدني عبد الله حمدوك. كما أُبلغ عن انقطاع الإنترنت على نطاق واسع.

وفي وقت لاحق من نفس اليوم، أعلن عبد الفتاح البرهان حل مجلس السيادة، وفرض حالة الطوارئ، وإعفاء معظم وزراء حكومة حمدوك وكذلك إعفاء حكام الولايات، وجرى اعتقال عدد كبير من المؤيدين للحكومة. ودعت مجموعات مدنية رئيسة مثل تجمع المهنيين السودانيين وقوى الحرية والتغيير إلى العصيان المدني ورفض التعاون مع منظمي الانقلاب. ولقي ما لا يقل عن سبعة مدنيين مصرعهم وأصيب أكثر من 140 في احتجاجات اليوم الأول. أعلنت وزارتي الخارجية، والإعلام السوداني ومكتب رئيس الوزراء رفض الاعتراف بنقل السلطة، وأشاروا إلى أن الانقلاب جريمة وأن حمدوك لا زال رئيسًا للوزراء.

وعلّق الاتحاد الأفريقي عضوية السودان في 26 أكتوبر، بانتظار عودة حكومة حمدوك إلى السلطة. وفي 27 أكتوبر، صرح الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وقوى غربية أخرى أنهم ما زالوا يعترفون بمجلس الوزراء برئاسة حمدوك على أنهم «القادة الشرعيون للحكومة الانتقالية» وأصروا على السماح لسفرائهم بالتواصل مع حمدوك. في مواجهة المقاومة الداخلية والدولية، أعلن البرهان عن استعداده لاستعادة حكومة حمدوك في 28 أكتوبر/ تشرين الأول، على الرغم من رفض رئيس الوزراء المخلوع هذا العرض الأولي، مما يجعل أي حوار إضافي مشروطًا بالاستعادة الكاملة لنظام ما قبل الانقلاب. في 31 أكتوبر، ناقش فولكر بيرثيس، الممثل الخاص للأمم المتحدة في السودان «خيارات الوساطة والسبيل المحتمل لمضي السودان قدما» مع رئيس الوزراء المعزول عبد الله حمدوك.

وفي فجر يوم 25 أكتوبر 2021، اعتقل الجيش السوداني ما لا يقل عن خمسة من كبار الشخصيات الحكومية السودانية. وجرى قطع الإنترنت على نطاق واسع في جميع أنحاء السودان.

وبحسب شاهد من رويترز، فقد تمركز أفراد من قوات الدعم السريع في شوارع الخرطوم وقت الانقلاب.

حالة الطوارئ وحل الحكومة ومجلس السيادة

وفي وقت لاحق من ذلك اليوم، ظهر الفريق عبد الفتاح البرهان في التبفزيون ليُعلن حالة الطوارئ وحل الحكومة ومجلس السيادة. وقال إن حكومة تكنوقراط جديدة ستقود البلاد حتى الانتخابات القادمة التي حدد موعدها لتكون في يوليو 2023.

ووضعت القوات العسكرية رئيس الوزراء المدني عبد الله حمدوك قيد الإقامة الجبرية بعد محاصرة منزله. تم الضغط على حمدوك للإدلاء بتصريح يدعم الانقلاب، ولكنه رفض، ودعا السودانيين لمقاومة الانقلاب و«الدفاع عن ثورتهم». وقد نُقل حمدوك إلى مكان مجهول. كما اعتقل وزير الصناعة إبراهيم الشيخ ومحافظ الخرطوم وأيمن خالد ووزير الإعلام حمزة بلول. كما تم إلقاء القبض على عضو مجلس السيادة الحاكم محمد الفكي سليمان، وفيصل محمد صالح المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء.

وزعمت تقارير لاحقة أنه تم إحضارهم إلى «مكان مجهول». وتفيد تقارير الشهود أن الجيش انتشر في أنحاء العاصمة، مما أدى إلى تقييد حركة المدنيين. تم تعليق الرحلات الجوية الدولية بعد إغلاق مطار الخرطوم.

بعد الانقلاب مباشرة، تم الإبلاغ عن انقطاع كبير للإنترنت في "السودان" من قِبل مجموعات المراقبة الدولية بما في ذلك نت بلوكس. وأكدت وزارة الإعلام السودانية حالات الانقطاع في وقت لاحق، وظل التلفزيون الحكومي المملوك للحكومة يعمل دون انقطاع ولكنه قام ببث مجموعة من الأغاني الوطنية.