رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

زينب الكناني تكتب: الموسيقى والغناء في وادي الرافدين

نشر
الأمصار

تعتبر الموسيقى عاملًا ثقافيًا واجتماعيًا مهمًا ساعدت الناس على تكوين روابط مهمه ودخلت في المجالات الروحية والدينية في أغلب الحضارات، أما عن بلاد الرافدين في سومر تحديدًا كان لها دورًا كبيرًا في الحياة السومرية سواء كانت آلية أو صوتية وكان بعض الموسيقيين شخصيات مهمة في المعابد والقصور.

 

كانت الموسيقى مصدرًا كبيرًا من مصادر التسلية في البيت وسوق المدينة وللمدارس السومرية دور كبير في ازدهارها مع الشعر والغناء، بل كانت تستخدم في مجال الطب الروحي النفسي لعلاج الروح المريضة وكان لكل مناسبة موسيقى خاصة بها وكان الآلة الراعي هو الآلة (انكي /ايا ) الذي جسد بأربعة أوتار وهناك الالهة اخرى للموسيقى ومن ضمنهم الالهة (نارودا narudda ).

ومن بين العديد من الالواح التي تم اكتشافها كانت تحتوي على معلومات فنية حول المقاييس الموسيقية القديمة وأحد المقاييس الشائعة الاستخدام كان يطابق مقياسنا الحديث (دو_ري_مي) ( do_re_mi).

أما في العصر الآشوري يعتقد ان الاشوريين أول من اوجد الفرق الموسيقية العسكرية فهناك المنحوتات التي تعود إلى القرن السابع ق.م تمثل سبعة عازفين على القيثارة وبعض هذه الأغاني ذات طابع حماسي تثير الشجاعة في نفوس الجنود في اثناء المسيرة او عند اقامتهم الاستعراضات العسكرية فهناك منحوتة تعود الى الملك آشوربانبيبال تصور مجموع من الجنود ينشدون اغنية حماسية من واقع حركة أيديهم.

على هذا الأساس اهتم الملوك الأشوريون بالموسيقى وأنشأوا مدارس لتعليم الموسيقى في المعابد وكانت مده دراستها ثلاث سنوات فضلآ عن مدارس في القصور الملكية.

اما الآلات الموسيقية استخدموا في وادي الرافدين القيثارة وآلات القرع كالطبل والدف بالاضافة الى المزامير المصنوعة من القصب أو المعدن.

 

الاغاني: 

في سومر أغلب الأغاني المكتشفة عبارة عن تراتيل في تمجيد الالهة والملوك كانت ترتل في المعبد والقصر.

أما في آشور كانت أغلب الأغاني تعود لنصوص آشورية توصف انتصارات الملك وماحدث في المعركة على لسانه صيغت بعبارة شعرية تضم معايير القسوة والعنف والقتل والتدمير والأسرى باعداد كبيرة واحراق المدن.فضلا عن اسماء المدن والانهار واسماء الملوك وامراء والالهة حيث ان بعض هذه النصوص كانت صالحة للغناء فيغنى بها بصحبة الآلات الموسيقية 

في الساحات العامة وفي القصور الملكية فتؤثر النغمات على مخيلة المستعمين وان هذا النوع من الغناء كان مرغوبآ فيه اكثر من اغاني الحب التي عثر على قصائدها في بلاد آشور حيث كانت تلهب حماسة عامة الناس وتدفعهم للمشاركة في الحملات العسكرية. 

 

الخاتمة

هذا الملخص القصير لتاريخ الموسيقى في بلاد الرافدين يبين ان الموسيقى لها جانب ثابت لكن متطور ومتغير مع الوقت . 

متصل بالماضي لم تكن نفس النغمه التي بدأت بها لكن منها انطلقت بقية النغمات الموسيقية ليس في وادي الرافدين وحسب بل امتدت الى البلدان المجاورة حيث أن الاغريق تعلموا موسيقى بلاد الرافدين جنبا إلى جنب مع رياضياتهم في الشرق الأدنى القديم.