رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

د. تحسين الشيخلي يكتب: صداقات الفضاء الرقمي

نشر
الأمصار

أهتم كثيراً بالدراسات المتعلقة بشبكات التواصل الاجتماعي، وتحديداً منها المتعلقة بسلوك البشر، لأسباب مختلفة ومتفرعة، أهمها أنني ما زلت مؤمناً أننا في بداية رحلة تواصل حديثة في تاريخ البشرية، تتشكل تدريجياً، لم تقف عند شكلها الأخير بعد.. وقد تكون سبباً لتغييرات جذرية مقبلة.
آخر ما قرأت،  وجد باحثون أن المراهقين يتخلون بشكل متزايد عن التواصل المباشر مع محيطهم من أجل متابعة الرسائل على شبكات التواصل الاجتماعي. وأجرت منظمة Common Sense Media، المختصة بنشر التكنولوجيا ووسائل الإعلام الآمنة، دراسة إحصائية شملت 1000 من المراهقين، تتراوح أعمارهم بين 13 و17 عاماً، ليعرف العلماء كيفية تغير علاقات الصداقة والتفاعل الاجتماعي بين المراهقين في العصر الرقمي.
وذكرت صحيفة «ديلي ميل» أن نتائج دراسة بيانات سجلت العام 2020 ومقارنتها بالبيانات الحالية لعام 2022-2023، أظهرت أن عدد المراهقين الذين اختاروا التحادث عبر الإنترنت بدلاً من التواصل الشخصي المباشر مع الأقران والأصدقاء ارتفع من نسبة 33 % إلى 35 %، وهذا الرقم مستمر في التزايد.
أيضاً، لوحظ في نتائج الدراسة أيضاً، أن 49 % من المراهقين الشباب يعتقدون أن هذه الطريقة في التواصل (عبر الإنترنت)، هي واحدة من أفضل طرق التواصل وأجداها. كما وجد العلماء أيضاً من خلال الأبحاث الحديثة أن أكثر من 59 % من الأطفال يعترفون أن الشبكات الاجتماعية في الإنترنت هي مصدر إلهاء كبير، يحد من تنفيذ الواجبات والنشاطات اليومية. ولاحظ أكثر من 72 % منهم أن السبب الرئيس لكثرة استخدام الإنترنت هو وجود دائرة واسعة من الأصدقاء الافتراضيين الذي يصبحون في نهاية المطاف، أكثر جذباً من أصدقاء التواصل الاجتماعي الواقعي.

العالم يتغير، ونحن جزء من ذلك.. يفترض أن نندمج بحذر، دون مقاومة، أو فزع! والسلام..